الجميد ومكافحة المخدرات.. ليتها الحدود
جو 24 :
ذات يوم.. تداولت بعض المواقع الإخباريّة نبأ يفيد بقيام إدارة مكافحة المخدّرات بإدراج مادّة الجميد ضمن لائحة المواد المخدّرة!!
طبعا المواقع "الرشيدة" تناسخت الخبر -الذي انتشر كالنار في الهشيم آنذاك- بعد أن سرقته إحدى وسائل الإعلام من موقع عربيّ، قام هو الآخر بنسخ الخبر -دون قيام المحرر بقرائته على ما يبدو- عن شبكة الحدود الساخرة.
ما يعيد هذه الحكاية إلى الأذهان هو استمرار بعض وسائل الإعلام بنشر أخبار وأنباء بطريقة الـ "كوبي بيست"، دون التحقّق من صحّتها. أحيانا تظن أنّك تتابع أحداث مسرحيّة هزليّة، ولكنّها سمجة النكتة.
مثل هذه المسلكيّات، التي تتناقض بشكل صارخ مع أخلاقيّات المهنة، هي إحدى أهم مبرّرات السلطة، التي يمكن استغلالها لفرض المزيد من القيود على حريّة الإعلام.
الالتزام بقواعد وآداب الصحافة، أمر ينبغي على الإعلاميّين أنفسهم ضمانه، وحبّذا لو شهد الإعلام الأردني ذات يوم، تأسيس مجلس يقوم عليه صحافيون منتخبون من زملائهم، لضمان تلازم الحريّة والمسؤوليّة.
نقولها مرّة أخرى، حريّة الإعلام مقدّسة، ولا يجوز المساس بها، وعلى أبناء الأسرة الصحفيّة حماية هذه الحريّة من خلال منع تقديم المبرّرات -على صحن من ذهب- لأي بيروقراطي يسعى لتكميم الأفواه.