حكاية الامام الصغير.. طفل يؤم المصلين ويحظى بشعبية كبيرة - فيديو
جو 24 :
في صباح كل جمعة، يرتدي عيسى الشريف الذي يبلغ من العمر 8 سنوات، العباءة التقليدية كبيرة الحجم قليلاً، ويعتمر العمامة قبل أن يتوجه إلى المسجد مع والده.
وفي مسجد الأوابين في عمان يؤم عيسى عشرات الرجال في الصلاة. ويقف الإمام الصغير على كرسي ويخطب في المصلين، متحدثاً عن الحياة والتقوى والاقتداء بالنبي محمد.
وقال عيسى إن والدته شجعته على حفظ الخطب والمواعظ، بعد أن لاحظت أنه يقلد الأئمة في المنزل.
وأضاف في إشارة إلى خطبة الوداع للنبي محمد: "كنت أذهب إلى المسجد مع والدي وأنا صغير، وعندما أعود أقف على الكرسي، وأتكلم كلاماً غير مفهوم، أشياء غير مفهومة، وفي أحد الأيام اقترحت عليّ والدتي أن أحفظ شيئاً مفهوماً، وبذلك حفَّظتْني أول خطبة وهي خطبة الوداع".
وأخذ عيسى فرصته في الخطابة عندما تأخر الخطيب في أحد الأيام، وقال: "بعدما حفظت ولخصت الخطبة كان اليوم التالي هو الجمعة، ذهبنا إلى الصلاة والشيخ معاذ تأخر خمس دقائق عن الخطبة.. وبعد الصلاة قلت له لو أنك تأخرت قليلاً كنت سأخطب بدلاً منك.. وسألني عن ماذا ستخطب؟ قلت له خطبة الوداع.. سألني هل تعرف ذلك؟ أجبته نعم وقلتها له. فأخبرني أن الجمعة القادمة سيدعني أخطب".
ويقول عيسى إنه يستمتع بإعداد الخطبة مع والديه والتفاعل مع المصلين في المسجد. كما يستمتع بالتحدث إلى الأطفال في سنه ويشجعهم على حضور الصلوات وحفظ القرآن الكريم.
وأصبح لعيسى شعبية كبيرة. ويحضر بعض المصلين إلى المسجد خصوصاً سماع خطبه. ويقوم آخرون بتصويره وهو يخطب أو التقاط الصور معه بعد الصلاة.
وكثيراً ما يتم توجيه دعوات إلى الإمام الصغير لحضور المهرجانات والتجمعات لإعطاء المواعظ وتلاوة آيات من القرآن الكريم.
وقال الأب محمود الشريف والد عيسى الشريف، إنه لاحظ أولاً موهبة ابنه عندما كان عمره أربعة أعوام فقط.
وفي الوقت الذي يشجع فيه الأب ابنه على تنمية هذه الموهبة والإيمان يعمل أيضاً على ضمان أن يستمتع بطفولة طبيعية.
وقال الأب محمود الشريف: "لغاية الآن هو في مدارس النظم.. كمنحة.. وبالعكس يمارس كل حقوقه.. يلعب في الشارع مع أصحابه.. هو وقت المسجد.. وقت الخطبة فقط يكون كالرجال.. أما باقي الوقت.. بالعكس.. نعامله كطفل".
(هافينغتون بوست)