السوريات الأكثر طلبا للزواج في لبنان: فتيات للبيع.. والكلفة 4 آلاف دولار!
في أحد الزوايا الواقعة على مشارف البحر في بيروت، اجتمعت سناء مع نصيبها غير المتوقع، فتاة سورية (15 عاماً) من محافظة دير الزور، ترتدي ثياباً شرعية وتحمل وردة حبها بيدها، وتبدو صحتها بأحسن حال وبسمتها الجميلة عبرت عن مشاعرها الداخلية، ولكن الحال لم يكن كذلك على الدوام.
تقول سناء لـ"سبوتنيك": "عندما غادرنا سوريا كنا ننام في الشوارع بعدما هربنا من تنظيم "داعش"، لم نملك الأكل، كل ما أكلناه كان الجوع".
وتوضح سناء أن "اليوم الوضع أفضل بعدما تم عقد قراني على رجل لبناني غني من البلدة"، لم تخفِ خوفها من هذا الارتباط لأنه يبلغ من العمر أربعين عاماً.
فتيات للبيع
وتكمل سناء: "بعض العائلات تبيع فتياتها لتعيش، ولكن بكل الأحوال الرجال هنا يأخذون الفتيات اللواتي يريدون مقابل المال أو بدونه، لذلك سأتزوجه فقط كي تتحسن الأمور نحو الأفضل أنا لا أريد الزواج ولا إنجاب الأطفال. أفعل هذا فقط من أجل الأمان. أليس من المخجل أن أتزوج رجلاً في الأربعين وأنا في الخامسة عشر؟"
يقول لي: "أنا من يحميك، ويطعمك، عليك أن تفعلي ما أقول، اقتنعت بهذا الزواج… من أجل عائلتي، حتى نتمكن من العيش بأمان".
بين تنهداتها وبعدما أخذت نفساً عميقاً ومسحت وجهها باستسلام تتابع "إنه على حق، فهو الذي يطعمني ويحميني، فزوجي "حسين" خفف عني الكثير من عناء الغربة والشتات، وأنا أفضّل أن أنتهك من قبل رجل واحد بدلاً أن يحدث هذا لي من العديد من الرجال، حيث كنا نعيش جميعاً في غرفة واحدة شعرنا كأننا متسولين، كان لي أخ لكنه استشهد في سوريا ووالدي توفي منذ عشرة سنوات وأنا لا أتذكره".
التحرش أو الزواج
تقول سناء أن الكثير من الفتيات السوريات تعرضن لعمليات تحرش، فلا تستطيع الفتيات أن تخرجن وحدهن إلى أي مكان حيث الرجال يتحرشون بهن، ويتم استغلال واضطراب الفتيات القاصرات النفسي الناجم عن آثار الحرب التي شهدوها قبل هروبهم من سوريا، إذ يقوم طالب الزواج بعرض الوعود الوردية للفتاة من أموال وملابس وحياة كريمة ستعيشها في بيته أفضل من حياة المخيم أو الحياة الفقيرة خارجه، مما يُسهّل على الفتاة القبول بحياة أفضل من تلك التي تعيشها حتى ولو سيتم تزويجها في سن صغير.
قلة الطلبات
من جهة ثانية يقول حسين زوج سناء لمراسل "سبوتنيك":
"لم أفكر سابقا بالزواج من فتاة غير لبنانية، لكن الفكرة بدأت تراودني عندما تعرفت على أهل سناء وجدت الكثير من الأدب والطيبة، إضافة إلى أن متطلباتها المادية قليلة مقارنة باللبنانية، فالسوريات لا يحببن المظاهر ولا يهمهن أن يكون لدى الرجل سيارة فخمة أو شقة تمليك أو حساب مصرفي في البنك، كل ما يهمهن هو السَتر، فقلة المتطلبات "ميزة رائعة في المجتمع السوري"، وأن هذا العرف كان سائدا في سوريا قبل الحرب"، مما سهل زواجه منها، مشيرا إلى أنها الآن حامل بالشهر الأول وأنه سعيد في حياته معها.
4 آلاف دولار
ويقول حسين: "نشهد يوميا على زيجات لبنانيين من لاجئات سوريات لسهولة الأمر وتوفره، باعتبار أن كلفة الزواج كاملا لا تتعدى الأربعة آلاف دولار أميركي.
فزواج لبنانيين من سوريات تضاعف عدة مرات منذ بداية الحرب في سوريا وربعهن من القاصرات، مشيرا في الوقت نفسه إلى صعوبة إحصاء عدد حالات جواز اللبنانيين من سوريات.
32 % نسبة ارتفاع الزواج
وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 32 بالمئة من حالات الزواج بين اللاجئين في لبنان لفتيات تحت سن الثامنة عشرة.
وتشير هذه النسبة إلى حالات الزواج المسجلة، ولذا فإن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير وكان معدل زواج الأطفال في سوريا قبل الحرب قد وصل إلى 13 بالمئة.
وتزوج بعض الأسر الفتيات الصغيرات بسبب التقاليد، في حين يرى آخرون الزوج سيوفر الحماية لبناتهم، غير أن الأمم المتحدة تقول إن الفقر هو السبب الرئيسي وراء معظم الحالات.
كما نبّهت الأمم المتحدة في تقريرها أواخر آذار الماضي إلى أن تعليم الأطفال خلال الحرب يحميهم من العمالة والزواج المبكر والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة.
(Sputnik)