الألمان يشعرون بالأمان
يعتبر جزء كبير من الألمان أن احتمال وقوع هجمات إرهابية إسلامية خلال الأشهر القادمة بات كبيرا، إلا أنهم لا يشعرون بالقلق بسبب ذلك. هذه هي نتيجة استطلاع أجراه معهد أبحاث استطلاعات الرأي يوغوف "YouGov" بتكليف من وكالة الصحافة الألمانية. 75% من الألمان يكادون يكونون على ثقة من وقوع هجوم إرهابي يؤدي إلى ضحايا في الأرواح. رغم ذلك فإن 14% من الألمان فقط قد قرروا خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلغاء رحلة بالباص أو بالقطار بسبب الخوف من مثل هذه الهجمات. وحسب الاستطلاع، فإن حوالي نصف الألمان مازالوا يستخدمون وسائل النقل العامة، بينما الثلث تقريبا لا يستخدمونها في العادة.
صورة مشابهة تم التوصل إليها فيما يتعلق بالنشاطات والساحات العامة. نسبة ضئيلة، لا تتجاوز 14% لا تريد اليوم الذهاب إلى حفل موسيقي أو المشاركة في مهرجان شعبي، بسبب الخوف من هجوم إرهابي. بينما يزيد عدد عدم المكترثين بمثل هذه المخاطر بشكل كبير عن النصف. 26% آخرين لم يكن في نيتهم من الأساس الذهاب خلال الشهور الماضية إلى حفلات عامة. بينما تتواجد غالبية واضحة، 67% من الألمان في الأماكن الحيوية والمزدحمة، مثل وسط المدينة على سبيل المثال.
عالم النفس ميشائيل كريمر يصنف رد فعل الألمان على الشكل التالي: "من الواضح بالنسبة لي أنه لا يوجد حاليا ما يدعو لتوقع تغير واضح في سلوك المواطنين". يجب أن يظهر الإرهاب بشكل كبير ومكثف، قبل أن يحجم الناس عن الذهاب إلى عملهم خوفا على حياتهم. "وهذا سيكون بالضبط ما يسعى إليه الإرهابيون. حتى الآن لم نصل إلى هذه المرحلة، لحسن الحظ". وعندما يتحرك الناس في الأماكن العامة، فإن نصفهم تقريبا يفتحون أعينهم ويراقبون باهتمام. 45% يراقون الناس الآخرين، خوفا من الإرهاب، بشكل مكثف أكثر مما كانت عليه الحال قبل بضع سنوات. بالنسبة لكريمر، الذي يترأس الاتحاد المهني لعلماء النفس الألمان، يعتبر الأمر غير مفاجئ: "إنه رد فعل طبيعي تماما بالنسبة لي، الانطلاق من عدم الشعور بالأمان". وأضاف أن هذا يعتبر رد فعل وقائي طبيعي.
بعد الهجمات الأخيرة في البلاد تأمل غالبية الألمان (65%) في مزيد من تواجد عناصر الشرطة. هذا ما توصل إليه استطلاع أجراه معهد يوغوف بالذات. وفيما يتعلق بنشر واستخدام الجيش في داخل البلاد، فإن الألمان يبدون هنا أكثر تحفظا. 57 يؤيدون تغييرا في الدستور الألماني، بحيث تسهل عملية نشر واستخدام القوات العسكرية في داخل البلاد.