عندما أصبحَت هيفا أمّ كلثوم!
أشرف لحظة في مشوار الصحافي، هي عندما يتحوّل إلى عامل نظافة، ويتولّد لديه نشاط طبيعي وشعور تلقائي بلمِّ النفايات، سواء أكانت فنّية أو اجتماعية أو سياسية، ويجتهد لتنظيف المشهد العام من أيّ شوائب ظاهرة...
وبما أنّ الدولة غائبة والمؤسسات الرسمية في إجازة ونحن خائفون من تكدّس النفايات فوق النفايات، كان لا بدّ من معالجة أغنية وفيديوكليب رولا يموت الأخيرَين وتدويرهما، عسى أن نستخرج منهما شيئاً... أيَّ شيء، ولو حتى قشرة موز يَزحط عليها من وجَد هذه الكارثة الفنّية.
يرتبط إسم رولا يموت غالباً بأختها الأكبر هيفا وهبي، وبعدما كانت هيفا قد أطلقَت في بداياتها أغنية «أنا هيفا»، ها هي رولا تطلِق أغنية "أنا رولا"، ولكن بمجرّد مقارنة العَملين من ناحية الكلمات والألحان والأداء، وبعد ملاحظة الكارثة الفنّية التي أنتجَتها رولا، يخيّل إلى المستمع أنّ هيفا أشبَه بأمّ كلثوم مقارنةً بكلّ الرخصِ الذي تقدّمه رولا... تخايَلوا مدى رَداءة أغنية رولا يموت وانحطاط فيديو كليبها حتى تهيَّأ لنا أن نقارن هيفا بأمّ كلثوم (معاذ الله)، لكنّ رولا سيئة إلى درجة أنّ أيّ شيء أفضل منها، حتى أبو نجيب وهو يغنّي عارياً أثناء استحمامه بالكَيلة في حمّام مشترك.
بصراحة، رولا يموت مثيرة للشفَقة في أغنيتها الجديدة، فهي بلا مبالغة فشلَت على كلّ الأصعدة، حتى لم يبقَ شيء جميل في فيديوكليب أغنيتها سوى السيارة السوداء التي تقودها، وعدا ذلك تَعتير بالقناطير.
ونتساءل، مَن هو المجرم الذي كتبَ ألحان الأغنية، ومن هو السفّاح الذي لحّنَها، ومن هو الجزّار الذي أخرجَ الفيديوكليب، ومَن الأهبَل الذي نصَحها بارتداء ما ارتدَته؟ من همّ كلّ هؤلاء المسؤولين عن تحويل أغنية يموت إلى بضاعة بالتجزئة بعد فرضِ تنزيلات بقيمة 90 في المئة عليها، وحوَّلوها إلى أرخص شيء يمكن تقديمه للمشاهدين على الإطلاق؟
رولا يموت تفوّقَت بأشواط على جميع فنّانات الابتذال، وحتى فيديوكليب أغنيتها الذي فيه كلّ محاولات وبوزيسيونات الإغراء الرخيص والمقرف لا يرتقي لأن يكون بورنوغرافياً، فحتى البورنوغرافيا فنّ، أمّا هذا الفيديوكليب فهو خواء مطلق تطنّ فيه أصوات التوسّل الفنّي، «إنّو بليز شوفوني».
حاولت رولا كثيراً أن تكون رخيصة، بأزيائها وحركاتها ومِحنها، لكنّ الكليب كان مضحكاً أكثر ممّا كان مثيراً.
فرولا يموت لا تَصلح أن تكون عارضة أزياء ولا حتى كومبارس في فيلم إباحي... ولِك حتّى شعرها وماكياجها تَعتير، وصوتها نَشاز وحركاتها مقزّزة، والصورة التي ظهرت فيها ملأت الأجواء تلوّثاً بصَرياً ورائحة نفايات.
نحن، كلّ ما نتمنّاه في هذه اللحظة أن تكون رولا يموت وكليبُها مجرّدَ كابوس ينتهي قريباً، ولا نضطر في المستقبل لا إلى رؤيتها ولا إلى الكتابة عنها.
(جوزف طوق - الجمهورية)