موت التلفزيون صيفاً وعَصْر مش أنا
جو 24 :
لو أمكن "أل بي سي آي" الاحتفاظ بـ"مش أنا" لإعادة العرض، ثم لإعادة إعادة العرض، لما قصّرت. المبالغة مضرّة، ورغم ذلك، "عَصَرت" المسلسل حتى آخر نَفَس. موت التلفزيون صيفاً يدفع إلى اجتراح معجزة، كـ"تيلي فيلم" من جزءين وإعادات مملّة.
حاولنا الاتصال بكارين رزق الله، كاتبة المسلسل وبطلته، لدردشة بعيداً من التحليق فوق الغيم، الشعور الذي يولده النجاح. "توت توت توت"، تعذّر الاتصال وظلّ متعذّراً إلى أن أُرسل المقال إلى النشر. كان الظنّ أنّ كلّ ما يتعلّق بـ"مش أنا" بات ماضياً. من أرشيف رمضان. لكنّ "أل بي سي آي" بارعة في استثمار المزاج. قد تُفهَم "ضرورة" التطويل طالما أنّ الشحّ يقلّص الخيارات. وإنما بعض الإبداع لا يُفسَّر. ولا يُبرَّر. كاختصار المسلسل في جزءين أُطلق عليهما "تيلي فيلم". لو علم مَن انتظر وتابع وترقَّب، أنّ المسألة برمّتها ستُحسم في جزءين، لتمهّل أمام الذوبان بالقصّة والإفراط في التأثر. أو لعلّ المحطة قصدت اختصار فورة العواطف على الذين لم تتسنَّ لهم المُشاهدة، فيكتفون بالجزءين عوض إهدار الوقت في انتظار 36 حلقة. خطوة نسفت الجهد والهيبة.
حال الشاشات ليست أفضل: شحّ وفراغ ومَخارج بائسة. يكفي "ندم" الذي نبشته "أم تي في" من ذروة قُبح بعض المحاولات اللبنانية، قبل أن تبدأ عرض ثلاثيات "مدرسة الحبّ" لمباغتة الوقت واستمالة مُشاهد يشعر بالضجر. "المستقبل" لا تزال في أجواء "فرصة ثانية" الممتدّ من رمضان، و"الجديد" بعد "نص يوم"، أتت بمسلسلين من بطولة نادين نسيب نجيم لعرضهما دفعة واحدة. "تشيللو" من أجل فترة بعد الظهر، و"سمرا" من أجل المساء وتدبير أمر السهرة. سمرا، أي نجيم في دور المرأة الغجرية الساحرة، غيرها "سمرا وأنا الحاصودي" من بطولة علي الديك عبر "الجديد"، في حلقات لا فارق بين المُصوَّر حديثاً منها والإعادة. خيرٌ تفعل بعرض "مَن سيربح المليون". برنامجٌ لا يشيخ ولا يهتزّ.النهار - فاطمة عبدالله