قرار غريب لرئيس الوزراء على حساب تحويشة العمر
جو 24 :
رئيس الوزراء، د. هاني الملقي، لا يكاد يترك فرصة إلاّ ويطلّ على الناس بتصريحاته وإيعازاته عبر وسائل الإعلام. منذ وصوله إلى الدوّار الرابع، وهو يبدي بجولاته وتفقّداته حماسة، تحملك على الاعتقاد بأنّه رجل الإصلاح الذي طال انتظاره.
ومن الواضح أن الرئيس عاشق للشعبويّة، ويحاول إثبات ذاته على أنّه شخصيّة عمليّة قادرة على صنع التغيير، بل وأنّه الخيار الأنسب لهذه المرحلة، التي يستعدّ فيها الأردن لإقناع العالم بمضيّه على طريق الإصلاح، من خلال إجراء الانتخابات نيابيّة وفقاً للقانون الجديد.
ترى، هل يمكن أن نتجاوز مطبّات المرحلة السابقة، وهفوات القرارات الغريبة، التي فرضت حالة الاحتقان الشعبي على المشهد الأردني، في عهد الملقي؟ وهل سنشهد قرارات جريئة وعادلة تزيل التشوّهات التي علقت بالنخب السياسيّة من أذهان الناس؟
للإجابة على هذا التساؤل، لم لا نلقي نظرة خاطفة إلى كواليس الدوّار الرابع، فما يحدث في بيت أبو سفيان قد ينبؤك بطبيعة المرحلة المقبلة، التي سيدير صاحبنا دفّتها إلى حيث لا تعلم.
بتاريخ 2- 8 2016، قرّر الملقي إنهاء خدمات أحمد محمد سلامة الحويان من رئاسة الوزراء، التي كان يعمل فيها بوظيفة مستشار اقتصادي، رغم عدم وجود أيّ مبرّر قانونيّ لذلك، فالرجل لم يبلغ سنّ التقاعد، كما لا يمكن إحالته إلى الاستيداع.. لماذا؟
لأنّه قبل هذا التاريخ بيوم، قرّر الرئيس تعيين الحويان بوظيفة مدير في صندوق استثمار اموال المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، بعقد شهري وصل إلى 2500 دينار، وبالإضافة إلى 500 دينار تمنح له عن كل جلسة يحضرها لمجلس الاستثمار!!
من الصعب إيجاد مبرّر لما حصل، الرجل يحصل على وظيفة تحقّق له رفاهية أكثر من تلك التي قد يحقّقها عمله في الرئاسة، قبل أن يعفى من منصبه القديم!! ترى كيف يتمّ اتّخاذ القرارات في الدوّار الرابع، وعلى أيّة أسس؟ هل استيقظ الرئيس من النوم فجأة، ليدرك أن عمل الحويّان في مؤسّسة الضمان أنسب لـ "الدولة" من عمله في دار الرئاسة؟!
غريب كيف يتعامل المسؤولون مع مؤسّسة الضمان الاجتماعي، التي يهبون أموالها -أموال الناس- لمن يشاؤون من أحبّة ومحظيّين. مبالغ تصرف من تحويشة عمرك لتحقيق الرفاهية لفلان أو علان، فأنت تعمل لتأمين مستقبلهم، لا مستقبلك أنت. لماذا؟ لأن الدوّار الرابع أراد ذلك!!