المجالي ينسحب من السباق نحو البرلمان
جو 24 :
أعلن النائب السابق سامح المجالي قراره بعدم الترشح للانتخابات النيابية القادمة "جمعا لأواصر القربى والرحم والأهل، وخوفا أن تتشتت الكلمة".
وأضاف المجالي في رسالة لأهله من أبناء العشيرة وأعضاء مجلس العائلة، ان انسحابه من السباق للمجلس النيابي الثامن عشر جاء للمحافظة على ما ورد سلفاً، "وحتى يتضح لأهلي وإخوتي أننا أمام مفترق سياسي وتاريخي صعب، فإما أن نكون، وإما أن لا نكون، ولكن ثقتي بكم وانا اعرف بأنكم تختارون إما الصعود وإما الصعود، ولا ترضون بالقاع مسكنا؛ لأنكم تعودتم مسكن السماء، فما أبعد العيب والنقصان عنكم وعن كراماتكم، فأنتم الثّريا وذان الشيب والهرم".
وتاليا نصّ الرسالة كما وردت جو24:
للأهل أعضاء مجلس العائلة المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
والسلام على أرواح شهدائنا ورجالنا وشيوخنا منذ إسماعيل الشوفي وخليل أبو سيفين، مرورا بقدر وارفيفان وكريم وسلطان وهزاع وحابس، وليس انتهاء حين يطلبنا الوطن والواجب والشرف.
والسلام على هذا التاريخ الممتد عبر سنوات طويلة من المجد والكبرياء والكرامة، فنحن أول من رفعنا نداءات التحرر والجهاد حين دعت العروبة والكرامة لذلك حين انتخينا (احنا خوانك يا خضرا) ، ونحن من علّقنا على أعواد المشانق ذات صباح عربي مبشر بالعروبة، ونحن من حملنا السلاح مدافعين عن أصوات المآذن والكنائس في القدس وباب الواد واللطرون، ونحن الذين ما دعا داعٍ ولا صَاح مستغيثاً ولا جاء ملهوف، إلا وكنّا له العزوة والسند والنصير، كابرا عن كابرٍ، ذرية بعضها من بعض، تشربت ذلك في دمائها، وفي معتقدها وكينونة وجودها.
وها نحن اليوم كما الأمس دعاة حرية وكرامة ووحدة وتآلف، كيف لا ؟ وهذه العشيرة الممتدة في جذور هذه الأرض ما كانت يوما إلا جامعة لكل مكرمة، ومؤلاً لكل كرامة، وموطنا لكل شهامة ونخوة وشرف.
وبناءً على هذا وغيره مما تعجز البحار أن تكون مداده، آثرت أن أعدل عن قرار ترشحي للمجلس النيابي الثامن عشر، جمعا لأواصر القربى والرحم والأهل، وخوفا أن تتشتت الكلمة، ونصبح على هامش التاريخ والجغرافيا، بعد أن كنا صناع التاريخ والمؤثرين فيه، وحراس الجغرافيا والقائمين عليها.
تاركا السباق ومفسحاً الطريق أمام اجتماع أهلي وعائلتي على نائب يمثلنا بكل شرف واقتدار، معيدا مجدا يريد له الآخرون أن يغيب، نائب يحافظ على هذا الأرث العظيم الذين بناه الأجداد والآباء، منذ توفيق في (مجلس المبعوثان) ، وحتى المرحوم اعطوي (أبو عاطف)، الذي لو كان بيننا وأنتم من تعرفون بنبله وخلقه وحرصه على العشيرة، لكان الداعي للاتفاق، ونبذ الخلافات والشقاق، والذي كرمني أهلي بأن أكون خليفة له بعد وفاته رحمه الله، فما خنت عهدا له ولكم، ولا نكست لكم في تمثلي راية عزٍّ، ولا كسرت لكم شوكة تفاخرون به الناس. لهذا بقي حضورنا السياسي مشرفا وقويا، فما غبنا عن الساحة السياسية منذ تكونها الأول، وظل حضورنا ممتدا من الاستانة إلى العبدلي، وسيستمر بإذن الله تعالى بهمتكم وحرصكم وطيب خلقكم.
ولقد كان ديدني وكتابي ورؤيتي في ذلك من سبقوني من أهلي بحسن الفعال والأقوال والمواقف التي لا تصدر إلا عن الرجال، الرجال الذين خدموا أهلهم ومحافظتهم ووطنه على أكمل وجه، فكانوا المثال المشرف والنموذج المقتدى، منذ دليوان رئيسا لبلدية الكرك عقوداً من الزمن، وكرّيم الذي خدم وأوجد خدمات بمعرفته وجهده وعلاقاته الواسعة، استمراراً بهاشم بن نايل الذي جاء بمشاريع تنموية لهذا اللواء لم تكن لتأتي لو حسن إدارته وتقديره لدى الناس.
الأهل والعشيرة والعزوة
الأهل أعضاء مجلس العائلة المحترمون
لقد كان هؤلاء الرجال من عائلتي لا يفرقون بين قريب وبعيد، ولا كركي أو أردني، بل كانوا للناس جميعا، يقفون على مسافة متساوية من الجميع، فألوية الكرك السبعة هي العشق والروح، يشهد بذلك أهل الكرك جميعا، وهم المنصفون والمحبون، ويشهد بذلك شركاؤنا في المسكن والأفراح والأتراح من العشائر الأخرى الكريمة في بلدة الربة وفي لواء القصر عموما، فقد كنا لهم الأخوة والجيران الذي يحفظون الجوار والعهد والخبز والملح، وكانوا نعم الإخوة، فهم (شعر الشارب)، و(عقال الرأس)، والسند إذا حلّت العوادي.
ولقد كنا في هذه القرية الطيبة مثالا في التسامح والتعايش لا فرق بين مسلم ومسيحي إلا بحب هذا الثرى الأردني الطاهر، فما ميّزنا يوما بين مسلم ومسيحي، فلنا فيهم اخوال وحرم وصهر، ولهم فينا المودة في القربى والوطن، ومن منا يستطيع أن ينسى المرحوم غانم زريقات وعبد القادر النجار، ممكن كانوا الرقم الصعب في الرجولة والخلق وقضاء حاجات الناس والإصلاح بينهم.
كما كانت علاقة أهلي وعشيرتي طيبة بكل عشائر الأردن عامة، فلا يذكر الأردنيون عشيرتي إلا بكل محبة وودٍّ وكلام جميل، فأطلقوا عليه (العشيرة التي أفقرها كرمها)، فكنا كما أحسنوا فينا الظن، فقراء إلا من الكرامة والكرم والنخوة والشهامة.
وما كانت علاقتنا بآل البيت الأطهار حماة العروبة والمدافعين عن الإسلام، بقيادة مولاي صاحب الجلالة وعميد آل البيت الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين يحفظه الله، إلا علاقة محبة وولاء وانتماء واحترام، فلهم في قلوبنا رصيد ولاء لا ينضب، ومحبة لا تغيب، ولنا فيهم تقدير واحترام، لأنهم يعرفون الرجال ويقدرون تضحياتنا من أجل وطنا وأمتنا.
وبناءً على هذا كله فقد جاء انسحابي للمحافظة على ما ورد سلفاً، وحتى يتضح لأهلي وإخوتي أننا أمام مفترق سياسي وتاريخي صعب، فإما أن نكون، وإما أن لا نكون، ولكن ثقتي بكم وانا اعرف بأنكم تختارون إما الصعود وإما الصعود، ولا ترضون بالقاع مسكنا؛ لأنكم تعودتم مسكن السماء، فما أبعد العيب والنقصان عنكم وعن كراماتكم، فأنتم الثّريا وذان الشيب والهرم.
فهذه القرى الطيبة الوادعة الطاهرة (القصر والرّبة والياروت وشيحان ومرود ومدين والحوية)، كانت تجمع ولا تفرق، وتعطي ولا تأخذ، وتبني ولا تهدم؛ فسطر كتاب المجد بحروف من ذهب وشرف، مواقف أهلي سياسيا واجتماعيا، وحضورهم الفاعل عبر سنوات وسنوات، حاضرا وماضيا ومستقبلا نرنو إليه، فمن من الأردنيين جميعا لا يقف إجلالا واحترام لإسماعيل الشوفي وخليل أبو سيفين وقدر وارفيفان ودليوان ودميثان والشيخ فيصل والحاج عبدالحميد عواد والقاضي عطا الله ومحمد باجس وعبدالعزيز بن اسماعيل وجازي ومشهور وفايز وعبدالحميد سعود وزعل وسلطان وكريم وهزاع وحابس واخيه عاطف الحر وهجهوج وابنه البطل خالد ومحمد عبدالمهدي والزعيم شلاش وجميل بن نايف وكايد ومفضي وراكان واعطوي وعبدالغني وعبدالرحيم وعبدالعزيز جبور وابناء الشهيد حسين وأمجد ولا ننسى عبدالهادي وعبدالسلام خير سفير في كل بقاع العالم ، وغيرهم الكثير الكثير من الرجال الذين لا تسعفنا الأوراق ولا المحابر أن نسجلهم، فهم محفورون في ضمائرنا وقلوبنا، تحرسهم أروحنا وتدافع دماؤنا عن تاريخهم وإرثهم العظيم.
معتذراً عن الكثير من الاسماء الذين لم اذكرهم لذيق الوقت واثقاً انكم سوف ستدونَ هذه الاسماء من خلال مجلسكم الكريم وتؤرخونها بصور وروايات تضعونها في المكان المناسب لتكون ذكرى وشداً للهمم للاجيال القادمة حتى لا يتسنى لهم نسيان تاريخ اجدادهم المشرف،
فالفرصة الفرصة، والاستحقاق الاستحقاق، والوحدة الوحدة، فهذا زمان أنتم أبطاله ورواة مجده وبطولاته، وأنتم صنّاعه كما صنع آباؤكم وأجدادكم تاريخا كانوا فيه الدواة والحبر، والسيف والرمح، والفرسان الذين ما جمحت لهم خيل، ولا ديست لهم مضارب.
ولسيت النيابة عند أهلي على طول تسلمهم لها ولغيرها من وزارات ورئاسة حكومات، مغنما يرتجون منه متاع الحياة الزائف، بل كانت مغرما يسعون فيها لخدمة الناس وقضاء حوائجهم، والسعي لرضا الله أولا وأخيرا، وللذكر الطيب الذي لا يُنسى، فمن يفعل الخير لا يعدم جوازيه، لا يذهب العرف بين الله والناس.
متمنيا لأهلي في الربة ولواء القصر والكرك الحبيبة والأردن العظيم من شماله إلى جنوبه ومن شرق إلى غربه مدنا وقرى وبادية ومخيمات، سداد الرأي، وحسن الاختيار، وأن يبعد عنهم الخُلف والشقاق والكراهيات، إنه سميع مجيب الدعوات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم وخادمكم الأمين
سامح المجالي ( أبو همام )