التطرف والمسجد الجامع
جو 24 :
وزير الاوقاف، وائل عربيات، قال ان الوزارة تسعى لاعادة الخطاب الديني الى وضعه الصحيح الذي يدعو الى الوسطيه ويرفض التطرف و الغلو، مشيرا الى المضيّ في تطبيق مشروع المسجد الجامع الذي نجح في غالبية مناطق المملكة، ولقي استحسان وقبول المصلين.
ترى، هل فعلا سيحلّ المسجد الجامع معضلة الغلو والتطرّف؟ وهل عدم وجود مثل هذا المسجد كان السبب في ميل كثير من الشباب الى الافكار المتشددة؟ هل هذا هو الحل الذي تقترحه الدولة لمعالجة أسباب التطرف واجتثاثها؟
ماذا بشأن الاسباب الاقتصادية والاجتماعية وانسداد الافق وانغلاق المستقبل؟ ماذا عن تفشي البطالة وجرّ الناس المستمرّ الى هاوية الفقر والعوز؟ أوليست هذه هي الاسباب الحقيقية التي تقود الشباب الى اعتناق اكثر الافكار تشددا؟
المهمة لا يمكن ان تقتصر على وزارة الاوقاف، فالدولة بكل مؤسساتها معنية باجتراح حلول جذرية للقضاء على التطرف، والحل لا يمكن ان يكون فقط بالترويج لخطاب وسطي معتدل، جيل الشباب ليس بكامله فقيها بالدين، وكل ما يحتاج اليه هو بصيص امل.
اما الاستمرار بذات السياسات الاقتصادية المنحازة ضد قوت الناس، ومواصلة تهميش المناطق الفقيرة، واقتصار العمل على بناء الابراج في العبدلي وغيرها من مناطق العاصمة، فلن يقود سوى الى نتيجة واحدة، لن تستطيع لامواجهتها وزارة الاوقاف ولا غيرها.
وكما ان الحل لا يمكن تحقيقه فقط بالمقاربة الامنية، كذلك لن يكفي القاء الحمل على عاتق الاوقاف، المطلوب هو وضع خطة كاملة شاملة، تستند الى دراسات حقيقية، والى معطيات الواقع، انزلوا على الارض، يرحمكم من في السماء.