ينابيع المياه في الضفة ساحات الحرب الجديدة مع المستوطنين
جو 24 : تنتشر ينابيع المياه الطبيعية التي تملأ بركا ريفية غاية في الجمال بالمياه التي استخدمها الفلسطينيون، على مدى مئات المسنين لاغراض الري والسباحة وسقاية قطعان المواشي.
وبقي هذه الصورة الجميلة حاضرة حتى تسلل الصراع مع المستوطنين اليهود الى هذه الساحة التي وصلتها ايضا، يوم امس الجمعة، كاميرا القناة العبرية الثانية التي حاولت عبر تقرير مصور رصد أبعاد هذا الصراع والإجابة على السؤال الكبير من وجهة نظرها: من هو صاحب الحق في ضخ مياه الينابيع، وهل المستوطنون يحرمون الفلسطينيين من ينابيع استخدموها لمئات السنين؟.
وتناولت القناة ينبوع "العين الكبيرة" الواقعة ضمن اراضي المواطنين في قرية سالم وبيت جن ودير الحطب وعزموط وانتفع منه سكان هذه البلدات قبل أن يطلق عليه الاحتلال اسم "عين كفير" وهو اسم أحد الممرضين العسكريين اللذين قتلوا في معركة "قلعة شقيف" في جنوب لبنان عام 1982 وتدعي مستوطنة "الون موريه" القريبة منه انه يقع ضمن منطقة نفوذها على اراضي دولة صنفها قائد قوات الاحتلال في الضفة استنادا لأمر عسكري أصدره كنموذج لهذا الصراع على المياه ومصادرها في الضفة الغربية، اضافة لعدة ينابيع اخرى احتدم الصراع عليها مع المستوطنين، تناولها التقرير ضمن نماذج الحرمان.
وتضمن التقرير مقابلات مع رعاة ومزارعين فلسطينيين بينوا معاناتهم وحرمانهم من ينابيعهم التي ارتادوها جيلا اثر جيل، وكذلك مقابلات مع مستوطنين ادعوا ملكيتهم لها وانها لا زالت مفتوحة امام الجميع باستثناء اليهود وذلك كادعاء مضاد للمعاناة الفلسطينية الثابتة.
وأورد التقرير ردا من الجيش الاسرائيلي جاء فيه:" بشكل عام يسمح الجيش للفلسطينيين بالوصول الى الينابيع، لكن حين تظهر حاجة أمنية تتعلق بمنع وقوع احتكاك في موقع معين، تعمل قوات الجيش وفقا لهذا الاعتبار والتعليمات الخاصة بهذا الشان واضحة وتم توضيحها وكل ادعاء حول تصرف غير مناسب من قبل الجيش سيتم فحصه".
وجاء في رد من وحدة "منسق شؤون الحكومة في المناطق" البناء الذي تم اقامته في موقع ينبوع "عين كفير" هو بناء غير قانوني صدرت بحقه اوامر هدم وجرى تنفيذ مثل هذه الاوامر في الماضي ايضا، وكذلك الامر فيما يتعلق بالبناء غير القانوني الذي اقيم في منطقة ينبوع"عين عمشا" الذي اقيم دون مصادقة الجهات الرسمية".
ونقل التقرير رد ما يسمى بـ"المجلس الاقليمي لمستوطنات جبل الخليل" وجاء فيه" لأسفنا الشديد الغالبية العظمى من الينابيع وبرك المياه في المنطقة، مغلقة بشكل دائم امام اليهود فيما يتمتع العرب بحرية الوصول الحر الى هذه الينابيع والبرك، وهذه الصورة المضللة التي اوردها التقرير تتعلق ايضا بعين الفارعة".
لو تعمق التحقيق قليلا لاكتشف ان هذا الينبوعي وقع في منطقة "C" وتجري فيها عمليات منظمة وثابتة لسرقة المياه، ما يلحق الضرر بالسكان والطبيعة.
وخلى التقرير من أي رد فلسطيني رسمي أو شبه رسمي.(معا)