اطباء يفضلون توليد السيدات قيصريا برغم عدم حاجتهن.. والصحة تردّ
جو 24 :
أحمد الحراسيس - ربما لا تكون الحكومات الأردنية وحدها سببا في البلاء الذي يعيشه السواد الأعظم من المواطنين، ولا صندوق النقد والدول المانحة، بل إن بعض أبناء جلدتنا من المواطنين أنفسهم شركاء في ذلك؛ قد يكون تاجرا أو صناعيا، مهندسا أو صحفيا أو طبيبا..
مؤخرا، وصلتنا في Jo24 شكوى من إحدى المؤسسات الصحية تتحدث عن تعيين مدير لها ويجري عمليات توليد للسيدات، لكنّ الرجل لا يُحبّ التوليد الطبيعي وعادة ما يختار توليد النساء قيصريا، وذلك لتحقيق مكاسب مادية أكبر لمؤسسته بالرغم من حالة السيدة وذويها الاقتصادية ومدى حاجتها لتلك العملية!
المذكور، قرر قبل نحو أسبوع اجراء عملية توليد قيصري لسيدة سورية الجنسية -بالرغم من امكانية توليدها طبيعيا- لكنه اخطأ وقام بـ"خرق الرحم" ثم استئصاله، وخرق المثانة أيضا، الأمر الذي استدعاه للاستعانة بأربعة أطباء اخرين شهدوا على دخول "المريضة" حالة حرجة جعلتها بين الحياة والموت.
وبالرجوع إلى سجّل ذلك الشخص تبيّن أنه صاحب رقم مميز في اجراء العمليات القيصيرية، وخاصة اذا ما كانت المريضة من الجنسية السورية، كما أنه قادر على اجراء عمليات التوليد خلال مدة قصيرة قد لا تتجاوز الثلاثين دقيقة..
تلك الشكوى ومع أهميتها دفعتنا للسؤال أكثر حول هذه القضية، ليتبين لنا أنها قضية عامة واقتربت من أن تكون ظاهرة؛ الكثير من المستشفيات والأطباء لا يقومون بتوليد السيدات إلا قيصريا، والاعتقاد السائد أن السبب في ذلك ليس لحاجة المريضة بل للعائد المادي المضاعف الذي يمكن أن يُحصّله.
ومن جانبه، علّق الناطق الإعلامي في وزارة الصحة، حاتم الأزرعي، على مثل تلك الشكاوى بالتأكيد على ضرورة أن يتقدم المتضررون بشكوى إلى الوزارة كي تتحقق منها وتتخذ الاجراء اللازم في حال ثبتت صحتها.
وأشار الأزرعي إلى أن الوزارة لا تتهاون أبدا بالتحقيق في أي شكوى تتلقاها من المواطنين حول كفاءة الخدمة المقدّمة لهم.
الواقع، ان ادارات المستشفيات الخاصة والحكومية مطالبة بتدقيق سجّل الاطباء والتحقق من مدى التزامهم بتوليد السيدات حسب الطرق المثلى، وليس كما يفضّلون.. حفاظا على سمعة مستشفياتنا والقطاع الصحي.