اللاجئة السورية يسرى مارديني نجمة ريو 2016.. هذه قصتها
من داريا المحاصرة إلى لبنان فتركيا فاليونان ثم ألمانيا، رحلة طويلة وصعبة وقاسية عاشتها اللاجئة السورية يسرى مارديني، قبل أن تصل إلى أولمبياد ريو 2016، حيث باتت نجمة لامعة، تتسابق وسائل الإعلام على إجراء مقابلات معها والتقاط صور لها.
وتقف السباحة السورية يسرى مارديني، لاعبة فريق اللاجئين في أولمبياد ريو دي جانيرو، على منبر الرياضيين في منطقة الصحافيين المختلطة، وتتحدث بثقة عالية على غرار رجال السياسة المخضرمين برغم سنواتها الـ18.
وبعد إنهائها مهمتها الأولى في الحوض المائي لألعاب ريو ضمن تصفيات سباق 100م فراشة، وقفت الفراشة السورية يتحلق حولها نحو 20 صحافياً راغبين بالتقاط كلمات منها.
ولم تخذلهم كالعادة، فأجابت يسرى بصوت واثق، حتى إنها رفضت الإجابة عن سؤال مكرر لأحد الصحافيين الغربيين: "لقد أجبت عن هذا السؤال!"
كل ذلك لأن مارديني ضمن "فريق اللاجئين" في الأولمبياد، وغزت قصتها الدرامية زوايا العالم الأربع.
وشكلت اللجنة الأولمبية أول فريق للاجئين في تاريخ الألعاب الأولمبية، مكوّن من 10 رياضيين، بوجود السباحَين السوريين مارديني ورامي أنيس (25 عاماً) اللاجىء إلى بلجيكا، والذي سيشارك في سباق 100م فراشة.
وغطست مارديني في مجموعة أولى من التصفيات تضم سباحات متواضعات المستوى، فسجلت1.09.21 دقيقة لتحتل المركز 41 من أصل 45، في تصفيات احتلت حاملة الذهبية الأولمبية السويدية سارة سيوستروم ( 56.26 ثانية) المركز الأول فيها.
وقالت مارديني: "لم يكن وقتي جيداً ربما لأني أسبح لأول مرة في مسبح أولمبي. أريد العودة مجدداً إلى الألعاب، وبعد الانتهاء من الأولمبياد سأركز على التمارين من دون ضغوط، وأحاول احتراف رياضة السباحة أكثر".
وتحدثت عن تجربتها الأولمبية قائلة: "كل شيء كان رائعاً. كنت أحلم كل حياتي بالمنافسة في هذه الألعاب. كان شعوري جيداً في المياه، وأنا سعيدة لذلك. لقد استمتعت الجمعة بحفل الافتتاح، لكني لم أبق هناك لوقت طويل؛ نظراً لخوضي سباق اليوم".
المحطة المقبلة لمارديني ستكون في تصفيات سباق 100م حرة الأربعاء المقبل، وهي تضيف عن العيش بالقرب من بطلات العالم: "هذا شعور رائع. أنا سعيدة لرؤية بطلات السباحة هنا. المنافسة مع كل أولئك الرياضيات أمر مثير".
وخصص رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الألماني توماس باخ، رسالة خاصة لفريق اللاجئين خلال حفل افتتاح الألعاب، الجمعة، في ملعب ماراكانا، وقال: "أنتم تبعثون برسالة أمل لملايين اللاجئين حول العالم. اضطررتم للسفر من بلادكم بسبب العنف، الجوع، أو لأنكم فقط مختلفون. الآن ومع موهبتكم الرائعة وروحكم الإنسانية تساهمون بشكل كبير في المجتمع".
قصة يسرى
وهربت مارديني من الحرب السورية إلى ألمانيا، ولم تخسر أياً من أفراد أسرتها، لكنها فقدت سباحين أو ثلاثة كانوا أصدقاء لها ولأنيس. تشتاق إلى دمشق وتعد بالعودة إلى هناك.
ولم تتمكن من تنفيذ التدريبات لعامين بعد تدمير منزلها من قبل قوات الأسد، فهي أحرزت لقب بطولة سوريا في مسابقات 200 و400م حرة، و100 و200م فراشة، وقالت: "عدت إلى التمارين بعد انقطاع سنتين، لذا بدأت الآن أستعيد مستوياتي السابقة".
وفي آب 2015، صارعت مع شقيقتها سارة (20 عاماً) الأمواج عندما كاد قاربهما المطاطي يغرق في طريقهما إلى اليونان؛ هرباً من الصراع الدائم في بلدهما، وذلك بعد محطتين في لبنان وتركيا حيث دفعتا المال لمهربين من أجل إيصالهما إلى اليونان.
وبعد وصولهما إلى برلين بفترة وجيزة، انضمت الشقيقتان مارديني إلى أحد أندية السباحة القريبة من مخيم اللاجئين، بفضل المترجم المصري في المخيم، والذي عرفهما على المدرب زفن سبانيكربس.
(وكالات)