الشهيد الهور.. أتم تثبيت القرآن ولقي ربه
بالزغاريد المختلطة بالدموع استقبلت عائلة الشهيد خالد الهور من مخيم البريج وسط قطاع غزة، نبأ استشهاد ابنها بعد ارتقائه مساء السبت بانهيار نفق للمقاومة في جنوب مدينة غزة.
ونعت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهيد الهور، وقالت إنه استشهد إثر انهيار نفق.
والشهيد خالد (23 عامًا) ابن مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، ولد عام 1992 وترعرع في كنف أسرة محافظة، وهو متزوج وأب لطفل صغير.
ودرس الشهيد خالد الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وبعد إنهاء الثانوية العامة، درس تخصص الدراسات الإسلامية بجامعة الأقصى وأكمل درجة البكالوريوس بتخصص اللغة الإنجليزية، لكنه استشهد قبل أن يتمها.
ويصف شقيق الشهيد الأكبر محمد الهور شقيقه بالشاب الملتزم بالمساجد المحافظ على عبادته وعلاقته مع جيرانه وبره لوالدته، " الذي كان أقرب الأبناء لها وأكثرهم حبًا له".
ويستذكر شقيقه حياة أخيه الشهيد، حينما كان يتواجد بين أهله " فكان معروفًا بحسن الخلق ويحبه الجميع، معروف بطاعته لوالدته وبره لها".
ويقول محمد الهور لمراسل وكالة "صفا": "كان أخي حافظًا لكتاب الله، ومجتهدًا في تثبيت ما حفظه حيث كرم يوم الجمعة بإتمامه ثبيت القران واستشهد اليوم الذي تلى تكريمه ليكرم شهيدًا عند ربه".
علامات الرحيل
السرية في العمل، والكتمان من أبرز ما ميز الشهيد خالد عن غيره حيث يقول شقيقه أنهم لا يعلمون بعمله بهذا العمل ولم يكن يحدث أحدًا بهذا الأمر الحساس، وفق تعبيره.
ويروي شقيق الشهيد اخر موقف مر به الشهيد حيث كانت والدته عند أقاربها فاتصل بها الشهيد خالد وقال لها " تعالي يا أمي إلك مفاجأة "، فهمت والدته إلى البيت فإذ به يتفاجأ بمجيئها وقت خروجه لعمله ويخرج مسرعَا ويقول لها "هيني جاي، جاي يا أمي".
"بالفعل أتى خالد محملًا على الأكتاف وكانت المفاجأة التي وعد أمي بها"، يقول شقيقه الأكبر محمد.
ويؤكد شقيق الشهيد في حديثه لمراسل "صفا" أن ارتقاء أخيه أثناء إعدادهم لمواجهة الاحتلال "لن يضعف من عزيمتهم ولن ينال من صبرهم، لأن هذه هي الطريق الصحيح لاستعادة الوطن المسلوب".
سبيل التحرير
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية على خيار المقاومة والجهاد لتحرير الأرض الفلسطينية وتحرير القدس والمقدسات.
وقال هنية في كلمته خلال تشييع جثمان الشهيد الهور " نودع مجاهداً قرآنياً عمل بصمت في وحدة الأنفاق امتداداً للخط الأصيل للجهاد والمقاومة عبر الزمن".
وأشار هينة إلى أن صمت المجاهدين كلام الفعل والإعداد والاستعداد ليوم تزحف فيه المقاومة لتحرير الأرض وتستعيد الحقوق وتنير شوارع القدس والأقصى.
واستشهد العشرات فيما يعرف بـ"شهداء الإعداد والتجهيز" أو ما يعرف محليًا بـ"شهداء المهام الجهادية"، ويطلق عادة على حوادث الانفجار خلال التدريب أو حفر الانفاق والإعداد التي تنفذها فصائل المقاومة استعدادًا لأي مواجهة مقبلة مع الاحتلال الإسرائيلي.
تابعو الأردن 24 على 
