هل يقود كلوب ليفربول للقب البريمييرليج بعد 27 عامًا من الفشل؟
جو 24 :
تبدو الفرصة، مهيأة أمام ليفربول، لتقديم موسم متميز، ليس فقط بسبب وجود المدرب الألماني يورجن كلوب، الذي سيخوض موسمه الثاني مع الفريق، بل أيضًا بسبب الغياب عن المنافسات الأوروبية، بالإضافة إلى أن كلوب حظي مع الفريق بفترة إعداد كاملة، وفرصة لاختيار نجومه الجدد، بعدما كان قد أتى إلى ليفربول بعد انقضاء شهرين من الموسم الماضي؛ خلفًا للإيرلندي برندان رودجرز.
الفريق، خاض الموسم الماضي، 63 مباراة، وبلغ المباراة النهائية لبطولتين، بينها خسارة نهائي الدوري الأوروبي أمام اشبيلية الإسباني، والذي حرمه من الظهور بدوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى أنه سيغيب عن الدوري الأوروبي، بعد أن احتل المركز الثامن بالدوري الممتاز الموسم الماضي، وهو ثاني أسوأ مركز له في المسابقة منذ 52 عامًا.
وسيحظى كلوب بفرصة اختيار نجوم التشكيلة الأساسية، بعدما اعتمد الفريق على 39 اسمًا في مباريات الموسم الماضي، وتعاقد النادي حتى الآن مع سبعة لاعبين سيعززون قوة ليفربول في كافة المراكز، والصداع الذي سيدور في رأسه يتمحور حول الاختيار من بين مجموعة كبيرة من لاعبي خط الوسط أصحاب النزعة الهجومية.
ورغم أن الفريق خسر خدمات السلوفاكي مارتن سكرتل لمصلحة فناربخشه التركي، وأنهى تعاقده مع العاجي كولو توريه، لكنه في المقابل تعاقد مع الكاميروني جويل ماتيب، من شالكه الألماني، والإستوني راجنار كلافان من أوجسبورج، ما يجعل الدفاع مطمئنًا إلى حد ما إذا ما وضعنا في الاعتبار تواجد الكرواتي ديان لوفرين والفرنسي "المتمرد" مامادا ساخو.
وحصل النادي على توقيع كل من السنغالي ساديو ماني، والهولندي جورجينيو فاليندوم، مقابل 55 مليون جنيه إسترليني، والمفاجأة كانت في تألق الصربي الشاب ماركو جروييتش، خلال المباريات التحضيرية الأخيرة، ما يعني أن البرازيلي فيليبي كوتينيو، سيلقى منافسة شديدة على مكانه التشكيل الأساسي.
وجدد كلوب، ثقته بالحارس الدولي البلجيكي سيمون مينيوليه، لكنه تعاقد مع الألماني لوريس كاريوس الذي سيشكل الضغط المطلوب على مينيوليه لتحسين مستواه، رغم تعرض الحارس الجديد للإصابة مؤخرًا.
ويميل ليفربول، نحو الاعتماد على البلجيكي ديفوك أوريجي، كقلب هجوم بدلا من "المتذبذب" دانييل ستوريدج، أما روبرتو فيرمينو فيمكنه اللعب بأكثر من مركز في الخط الأمامي، في وقت يتطلع إليه النادي للتخلص من البلجيكي الآخر كريستيان بنتيكي.
المدرب
يتطلع كلوب للحفاظ على علاقته الطيبة بجمهور ليفربول، من خلال قيادته للقبه الأول في الدوري الإنجليزي منذ العام 1990، وهي مهمة ليست سهلة نظرًا لقيام المنافسين بتجديد دمائهم بعد موسم مخيب، عانى منه جميع الكبار دون استثناء.
النقاد اعتبروا، أن كلوب هو الرجل المثالي لقيادة ليفربول في المرحلة المقبلة، لأن النادي بحاجة فعلا لوجه مألوف وشخصية استثنائية قادرة على ضبط اللاعبين داخل الملعب وخارجه، وكلوب أفضل خيار في هذه الناحية بسبب شعبيته الجارفة في عالم كرة القدم وإنجازاته اللافتة التي حققها مع بوروسيا دورتموند في فترة قصيرة.
كلوب فاز، مع "أسود فيستفاليا"، بلقب الدوري مرتين متتاليتين، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا العام 2013، قبل الخسارة أمام الغريم التقليدي بايرن ميونيخ، ويسعى المدرب الأشقر صاحب الحالة المزاجية المرحة في محاكاة هذه الإنجازات مع ليفربول علما بأنه كان قريبًا من لقب قاري الموسم الماضي قبل الخسارة أمام اشبيلية في نهائي الدوري الأوروبي.
النظرة الرائجة عن كلوب توحي بأنه مدرب عاطفي سريع الانفعال، يستعين بقدرته على تحفيز لاعبيه بكلمات قصيرة ذات تأثير عميق، لكنه في الحقيقة مدرب تكتيكي من الدرحة الأولى، تخرج من مدرسة ماينتس التدريبية التي قدمت لكرة القدم الألمانية مدربا آخر لامعا في شخص توماس توخيل، مدرب دورتموند الحالي.
النجم
يعتبر فيليبي كوتينيو، هو اللاعب الأبرز في صفوف ليفربول؛ لأنه النجم الذي يملك من المهارات والإمكانيات ما يمكنه من حسم المباريات المهمة بغض النظر عن المستوى الذي سيظهر فيه.
كوتينيو بات علامة بارزة في أداء ليفربول الهجومي خلال المواسم الثلاث الماضية، ورغم أن النادي فشل حتى الآن في تعويض رحيل لويس سواريز قبل عامين إلى برشلونة، استطاع كوتينيو من الارتقاء كثيرا لمستوى الحدث، وبات يدرك تماما أن أنصار الفريق ينتظرون منه المزيد في المواسم المقبل.
يتمتع الدولي البرازيلي البالغ من العمر 24 عاما بنضج مبكر؛ بسبب التجارب المفيدة التي خاضها في سن صغير مع إنتر ميلان الإيطالي، وإسبانيول الإسباني، وهو مميز بتسديداته المتقنة بعد تخلص من مراقبيه، ولم يكن غريبًا أن ينافس على جائزة أفضل لاعب في الموسم قبل الماضي، علمًا أنه عانى بعد ذلك من إصابة أبعدته عن الملاعب لفترة من الوقت.
الصفقة الأبرز
يعتبر انتقال ساديو ماني، إلى ليفربول القرار المناسب للانتقال بمسيرته إلى مرحلة أكثر تقدما، بعد عامين من التألق في ساوثهامبتون بقيادة مدرب إيفرتون الحالي رونالد كومان.
ودفع ليفربول 34 مليون جنيه إسترليني للحصول على توقيع ماني الذي حطم الموسم الماضي الرقم القياسي لأسرع "هاتريك" في تاريخ الدوري الممتاز بعدما هز الشباك 3 مرات في 176 ثانية خلال المباراة أمام أستون فيلا (6-1).
وبرز ماني في مركز الجناح مع ساوثهامبتون، وسجل أهدافًا حاسمة بلغ مجموعها في الدوري الموسم الماضي 11 هدفا، وسبق له تمثيل المنتخب السنغالي في أولمبياد لندن 2012 وكأس افريقيا 2015.
وتأقلم ماني، مع أسلوب لعب ليفربول في المباريات الاستعدادية، وهز شباك برشلونة في المباراة الأخيرة (4-0)، ومن المؤكد أن كلوب سيمنحه مكانًا شبه دائم في التشكيل الأساسي، عند بدء المنافسات الرسمية.
نقاط القوة
يمثل وسط ملعب الفريق، القوة الضاربة، سواء من الناحية الهجومية أو الدفاعية. الفريق يملك أسلحة فتاكة يمكنها صناعة الهجمات وتسجيل الأهداف من مختلف المواقع، وأهمها كوتينيو، وفيرمينو، وماني، وفاليندوم وآدم لالانا وجروييتش.
أما من الناحية الدفاعية، فإن العديد من اللاعبين سيكوّنون حاجزًا إضافيًا أمام هجمات الخصوم، لعل أبرزهم هو الألماني إيمري تشان، والبرازيلي لوكاس ليفا، وقائد الفريق جوردان هندرسون، علمًا أن المخضرم جيمس ميلنر، مرشح للغياب عن بداية الموسم للإصابة.
نقاط الضعف
يخشى محبو ليفربول، من الهفوات القاتلة التي يرتكبها سيمون مينيوليه، أمام المرمى، والتي غالبا ما تتسبب بدخول الأهداف، ولهذا السبب تعاقد الفريق مع كاريوس الذي بدوره تعرض لإصابة بالمباريات التحضيرية.
الأمر الآخر الذي يقلق الجمهور، هو عدم قدرة اللاعبين على تحقيق نتائج مستقرة في الربع الأول من الدوري، ما قد يتسبب في خسارتهم العديد من النقاط المهمة في سباق المنافسة على اللقب، وهو الأمر الذي سيعمل كلوب حاهدًا على تخطيه؛ لأن المباريات الثلاث الأولى لفريقه ستقام خارج ملعبه بسبب إعادة بناء المنصة الرسمية في "أنفيلد رود"، كما أن مواجهات مبكرة تنتظر ليفربول أمام أرسنال، وتوتنهام، وتشيلسي، ومانشستر يونايتد.
بطاقة ليفربول
الكنية: "ذا ريدز" (الحمر)
سنة التأسيس: 1892
الملعب: أنفيلد رود (45 ألف متفرج)
رئيس النادي: توم ويرنر
المدرب: يورجن كلوب
ألوان الفريق الأساسية: الأحمر الكامل
الألقاب:
الدوري الإنجليزي: 18 لقبا
كأس انجلترا: 7 ألقاب
كأس الرابطة الإنجليزية: 8 ألقاب
درع المجتمع: 15 لقبا
دوري أبطال أوروبا: 5 ألقاب
الدوري الأوروبي: 3 ألقاب
كأس السوبر الاوروبي: 3 ألقاب