الحزن يخيّم على فيسبوك الفنانين: رحل أمير من أمراء العرب
جو 24 :
أحمد عكور - فاجعة جديدة ألمّت بالوسط الفنّي والإعلامي، الثلاثاء، فقد رحل فارس اخر من فرسان الزمن الجميل، وواحد من أكثر الرجال حماسة وصدقا واخلاصا في عمله الذي تميّز به عمّن سواه.
ابو مطلق في ذمة الله.. هكذا تلقينا نبأ رحيل المخرج العظيم ونقيب الفنانين الأردنيين الأسبق شاهر الحديد في وقت كنّا ننتظر خروجه من المستشفى بكلّ شغف، لنخسر رجلا قد يتكرر في حياة أحدنا..
رحيل الحديد أثار شجون كلّ من عرفه ورأى حماسته النادرة، ولعلّ وزير الثقافة الأسبق الدكتور صبري اربيحات كان أحد الذين منحوه قليلا من حقّه بالوصف؛ فقال فيه إنه كان "دائم الاشتباك مع القائمين على ادارة القطاع، يناقش بحرقة وصدق هذا المسؤول ويجادل بجرأة ذاك السياسي الذي لا نتمكن من التصدي لأسئلته، في كلّ المرات كان من اكثر العاملين حرصا على سمعة الاردن وانجازاته الفنية.. سواء كان نقيبا او خارج مجالس النقابة".
ويضيف اربيحات: "لقد كان أبا مطلق يتصرف كشيخ أو أمير من أمراء العرب، حريصا على أن لا ينتهي أي موقف دون أن تصفى القلوب والضمائر، ينهي المواقف بضحكة وعناق يداري الجرح الذي يصنعه في المسؤول".
وزير الثقافة الأسبق، صلاح جرار، عبّر هو الاخر عن بالغ حزنه وألمه لرحيل الحديد، مشيدا بحسن أخلاق الفقيد والأثر الطيب الذي كان يتركه في نفس وقلب كلّ من يلتقيه.
وكان الشاعر السعودي، صالح الشادي، واحدا من أكثر المتأثرين برحيل الحديد، فوصفه بأنه مدينة من الطيب والوفاء والرجولة، قائلا: "مؤلم فراقك يا صديقي وموجع لكلّ قلب عرفك.. كنت مدينة من الطيب والوفاء والرجولة.. لن يحرمك الله من رحماته أيها النقي.. ولن يبخل الأحبة بالدعاء لك بوافر الرحمة وبالرجاء بأن تكون من أهل الفردوس الأعلى".
وأشارت الكاتبة محاسن الحمصي إلى حزنها على رحيل الحديد، مكتفية بالقول إن "صديقا جديدا يترجّل باكرا".
وكشفت الفنانة الأردنية نجلاء عبدالله عن حزنها العميق لرحيل الأب والأخ والصديق والسند، وقالت: "آه على هذا الوجع، تعبنا لرحيل كلّ من نحبهم، رحمك الله ابا مطلق وجعل مثواك الجنة.. ليتهم يعلمون كم كنت رجلا وطيّبا.. تركت في القلب وجعا كبيرا".
وعبّر الفنان عمر العبداللات عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي عن بالغ حزنه لوفاة "الأخ والصديق ورفيق الدرب المخرج شاهر الحديد" سائلا المولى عزّ وجل أن يتغمده بواسع رحمته.
آلاف المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم تخرج عن صدمتها وحزنها العظيم على رحيل رجل قد لا يعرف الوسط الفني مثيلا له، وسيطول أمد الترحّم عليه والتحسر على فقده، فالدنيا لا تأتي بشاهر الحديد كلّ يوم ولا حتى كلّ عام..