2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

العمل مع الشريك.. يُغني العلاقة أو يدمّرها؟

العمل مع الشريك.. يُغني العلاقة أو يدمّرها؟
جو 24 :

يرى بعض الأزواج أنّ العمل مع الشريك فكرة جيدة، فيستمتع أيّ ثنائي هنا بتقاسم الحياة اليومية بكلّ مفاصلها من العمل إلى المنزل. أمّا آخرون فيعتبرون هذه الحياة المشترَكة جهنمية. هناك مَن لا يتحمّل البقاء مع نصفه الثاني طوال الوقت 24 على 24 ساعة من العمل إلى المنزل إلى الفراش. هذا يشعره بالضجر من شريكه، وبروتين خانق يخيّم عليه عدم إمكانية «تغيير الجوّ».ملازمة الشريك طوال النهار في العمل والبيت، بدل خروج كلّ طرف من المنزل لخوض حياةٍ إجتماعية مستقلّة عن الآخر، قد تكون له تبعاته.

شجارات

بالنسبة لبعض الأزواج، شرّع العمل سوياً باباً واسعاً على المشكلات، فطبيعة عمل الثنائي ممزوجة بطبيعة علاقتهما الخاصة أدّت إلى شجارات على التفاصيل المهنية الصغيرة ما خلق مشكلات كبيرة مع الوقت، بات يصعب حلّها.

فبسبب العمل تأخذ المناوشات مداها. هما يعصّبان، ويتحوّل الآخر إلى "فشّة خلق"، كما يحمّلان بعضهما البعض مسؤولية أدق الأخطاء المهنية. ولا تنتهي آثار توجيه أحدهما الملاحظة للآخر في مكان العمل، بل تتفشى تداعياتها مناكفات في البيت الزوجي، فهما ينقلان هموم العمل إلى حرمهما، ما يوتر الأجواء ويجعل حياتهما شبه مستحيلة.

عدم الإحترام

يفرض العمل تراتبية في الأدوار، وغالباً ما يكون الرجل هو الرئيس والمرأة مرؤوسة. أما بوجود الزوج والزوجة في العمل عينه، فغالباً ما لا تُحترم هذه التراتبية، علماً أنّ احترامها قد يولد المشكلات أيضاً.

في حال كان الرجل رئيس المرأة يرجّح أن يخلق ذلك المشكلات، خصوصاً إذا كان رئيساً قاسياً واعتاد معاملتها على أنها موظفة عادية تحت إمرته يوجه لها الملاحظات الفوقية دوماً وأمام الناس. فكيف ستعيش هذه الزوجة حياة سعيدة معه وتفصل بين صورة الزوج المدير في العمل والزوج الذي تنتظر منه أن يحترمها ويدلّلها في البيت، والذي تتوق إلى الاعتناء به وإشراكه مشكلات حياتها وآلامها وأفراحها؟

فهي بدل أن يكون لها زوج تشكي له بعد الخروج من العمل، فتخبره عن المشقات التي تواجهها، سيكون زوجها مصدر المأساة والإحباط بحدّ ذاته ما سيدمّر العلاقة.

وقد يتطوّر بهما الأمر إلى حدٍّ يجعله ينظر إليها باستخفافٍ دائم، فيعتاد سوء معاملتها من العمل إلى المنزل، وتتحوّل علاقتهما إلى استغلال وسيطرة القوي على الأضعف، كأيّ علاقة عاطفية تقليدية تربط المدير بالموظفة.

في المقابل قد تكون هيمنة المرأة على حياة الرجل محكَمة إلى درجة نسف التراتبية في العمل. ففي البيت هي أرست جواً من المساواة بينهما، ولكن في العمل الكلمة الأخيرة تعود لها. فهي حاكمة في الظل. هو المدير وصاحب القرار إنما همساتها في أذنه كفيلة بتغيير كلّ المعايير.

هو ينصاع لها حتّى لو لم يكن موافقاً على بعض كلماتها، فتأثيرها كبير. وإن لم يفعل تذكّره بحجم شهاداتها وخبرتها. وغالباً ما تكون تعبت على تحقيق ذاتها أكثر منه إلّا أنه يتبوّأ المنصب الرفيع كونه رجلاً!

نماذج ناجحة

وفي المقابل ينجح بعض الشركاء بإرساء حياة عاطفية تختلط بالحياة المهنية فيشكلان ثنائياً مميّزاً وقدوة للآخرين في العمل والبيت. وللعمل سوياً حسناته كما سيّئاته.

الغيرة

غالباً ما يمازح الزملاء بعضهم بعضاً في العمل. غياب الشريك عن مكان العمل يسهل مرور هذه التصرفات الطبيعية إجمالاً. أما عمل الشريكين سوياً فيجعل عين كلّ منهما تراقب الآخر على الدوام وتكبت حرّيته. ففي غياب الحبيب "كلّ شي مستور مغفور"، أما في وجوده فلا تمرّ هفوات العمل مرور الكرام. حضور الشريك يحتّم على الآخر رصانة زائدة وإلّا فمشاكل وغيرة: "لماذا كانت تمازحكَ؟"، "ماذا قال لكِ؟"

ثمة شركاء يعتقدون أنّ وجودهم إلى جانب الحبيب في العمل يخفف فرص الخيانة. فلا يُخفى على أحد أنّ حظوظ التعرّف الى شريك جديد تعلو في العمل. ويرى هؤلاء أنهم بملازمة أزواجهم طوال الوقت يمكنهم مراقبة تحركاتهم والتأكد من معاشراتهم.

دراسة أجرتها شركة "Monster" عام 2007 في أوروبا ونقلتها صحيفة "Le Figaro" الفرنسية، تؤكد فرضية زيادة احتمال التعرّف الى شريك جديد في أماكن العمل إذ تنقل أنّ ما لا يقلّ عن 50 في المئة من الموظفين أُغرموا بزملاء لهم في العمل. فهل يفتح عمل الثنائي سوياً باباً للغيرة والمشكلات، أو يحدّ منها؟

دائرة الأصدقاء

لا تقتصر الحياة المهنية على العمل بل تؤدي إلى نسج علاقات إجتماعية. من حسنات العمل سوياً، تمتع الثنائي بالزملاء والأصدقاء عينهم. ففي حال أقام أحد الزملاء مشروعاً للخروج مساءً يكون الشريكان على علم ومعرفة بجميع الحاضرين، إذ يتشاركان دائرة الزمالة والصداقة ذاتها. وحتى لو خرج أحدهما دون الآخر مع أحد الزملاء فلن يضطر إلى وصفه وتوضيح تفاصيل حياته ومزاياه للشريك، لأنّ هذا الشخص زميل وربّما صديق مشترك.

الاهتمام بالمحادثات عينها

إلى ذلك، غالباً ما يشعر كلّ طرف من الثنائي بالملل والضيق عندما يأتي الآخر بعد يوم شاق ومتعِب ليخبره عن همومه في العمل طالباً أذناً صاغية تارة والمشورة طوراً. إنما بالعمل سوياً يمكنكما قيادة حوار بنّاء يعرض تجربة مشتركة، وهذا التفاعل سيجعل كلّاً منكما مسموعاً ومقدَّراً من قبل شريكه.

وفي النهاية لا بدّ من الإشارة إلى أنّ عمل الثنائي سوياً تحدّده طبيعة العلاقة ووعي هذا الثنائي ونضجه وحبّه لشريك العمر. ونرى أنّ العلاقة المبنية على أسس سليمة لا يهزّها عمل الثنائي سوياً، بل يزيدها متانة على رغم تعرضها لمزيد من المشكلات اليومية المشترَكة التي يحتّمها العمل، أما العلاقة المتوترة أصلاً والتي تجتاحها الشوائب، فيُظهر عيوبها العمل مع الشريك ويجعلها أكثر مأساوية.

(سابين الحاج - الجمهورية)


تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير