jo24_banner
jo24_banner

تحرّروا من هذه الضغوط لإنقاذ رشاقتكم

تحرّروا من هذه الضغوط لإنقاذ رشاقتكم
جو 24 :
ليس الإنسان وحده من يحدّد نوع نظامه الغذائي، وطريقة أكله، وحجم أطباقه، إنما يتعرّض يومياً لضغوط قويّة تحيطه معظم الوقت من دون الانتباه لها ووضع حدّ لتأثيراتها. فما هي تحديداً وكيف يمكن ردعها؟أشارت إختصاصية التغذية، كريستال بدروسيان، لـ"الجمهورية" إلى "وجود نوعين من الضغوط يدفعان الشخص إلى أكل كمية أكبر أو اللجوء إلى أصناف غذائية غير محبّذة، هما المجتمع والمصانع الغذائية".

وتحدّثت بداية عن تأثير الضغط الإجتماعي، فأوضحت أنّ "قلائل هم الأشخاص الذين يستهلكون الطعام بمفردهم، فالأكل له طابع إجتماعي يكون مصاحباً بالتسلية، والإحتفالات، والمناسبات.

غير أنّ هذا الأمر يسبّب نوعاً من الإرتباك بين الطعام المناسب للإنسان والآخر الملائم لمَن حوله، ويولّد بعض الإعتقادات فيفكّر أنه إذا لم يأكل مع الآخرين أو مثلهم يعني أنه لا ينتمي إلى هذه المجموعة. لذلك يخشى الكثيرون الشعور بالإختلاف عن محيطهم، أو التكلّم عنهم بسخرية".

وأضافت أنّ "الدعوات تؤدي دوراً كبيراً في زيادة كمية الأكل، فهي تتضمّن مأكولات كثيرة يصعب مقاومتها، وفي الوقت ذاته يصعب السيطرة على الضغط الإجتماعي في حال رفض تناول الطعام، فتنهال عبارات مثل "لا يحبّ طعامنا"، أو "إنه يتبع حمية غذائية"، أو "الريجيم ممنوع في منزلنا"... كلّ هذه الأمور تعرقل القدرة على خسارة الوزن حتى في حال اتّباع حمية معيّنة، خصوصاً أنّ الشخص الذي يلبّي مثل هذه الدعوات يكون غير مسؤول عن طريقة تحضير الطعام التي تكون أحياناً غير صحّية".

3 إجراءات ضرورية

ولتفادي الضغط الإجتماعي خلال الدعوات، قدّمت بدروسيان 3 نصائح فعّالة:

- تعلّم قول "لا شكراً"، أو "شكراً لست جائعاً"، وحرص الطرف الآخر على تفهّم ذلك والتأكّد أنّ رفض الأكل لا يعني بالضرورة أنّه غير لذيذ.

- تحويل النظر والتفكير عن الأكل، وتفادي الوقوف بالقرب من مائدة الطعام. بدلاً من ذلك يُستحسن التحدّث إلى الأصدقاء والتعرّف إلى أشخاص جدد.

- التحلّي بالقدرة على مقاومة إغراءات الطعام، ولكن في حال فشلها يمكن تناول الأكل المرغوب ولكن بكمية صغيرة جداً لوضع حدّ للدمار.

وسلّطت الضوء على الأشخاص الذين لا يستطيعون القول "لا"، فأفادت: "عندما يذهب صديقان إلى المطعم، يقول أحدهم "ما رأيك بطلب أجنحة الدجاج؟"، فيُجبيبه الثاني "لا أدري، لا أعتقد"، فيرّد عليه "هيا، سنتَشارَكه، إنه طعام لذيذ"، عندها يرضخ لطلبه.

هؤلاء الأشخاص يجدون صعوبة شديدة في رفض طلب محيطهم، وقد أظهرت الأبحاث أنهم يخشون التسبّب بالحزن للآخرين، وهم أكثر ميلاً إلى استهلاك أطعمة لا يرغبون بها لإرضاء من حولهم، حتّى إذا لم يشعروا بالجوع، ويبالغون غالباً في الأكل".

لا تتأثّروا أو ترضخوا


ولفتت إلى أنّ "المراهقين هم الأكثر عرضة للضغط الإجتماعي بما أنّهم خلال هذه المرحلة تحديداً يبنون هويّتهم الخاصّة ويتأثرون كثيراً في بعضهم. وفي ظلّ انتشار جلسات الوجبات السريعة، يصعب عليهم اتخاذ خيارات غذائية صحّية. يمكن للمراهق أن يبدأ يومه بشكل جيّد، لكن عندما يخرج مع أصدقائه قد تتغيّر حتّى شخصيّته. هذا الأمر يؤثّر إمّا سلباً أو إيجاباً.

فإذا كان الصديق مُعتاداً على التغذية الصحّية ستكون النتيجة جيّدة، ولكن إذا كان يأكل ما يحلو له ويركّز على المقالي فذلك لن يساعد الأهل الذين يسعون إلى تحسين غذاء ولدهم. لذلك، يُنصح باختيار المقرّبين بحذر. كذلك يمكن أحياناً الاستعانة بصديق للحصول على دعمه".

وتطرّقت بدروسيان إلى حالتين شائعتين يصعب غالباً التعامل معهما:

- عند رفض مشاركة الأكل مع مجموعة أصدقاء يطلبون "Combo Meals" (بطاطا مقليّة، وبرغر، وصودا)، تنهال عليكم الأسئلة، مثل: ""هل تتّبعون حمية غذائية؟"، ما يجعلكم تشعرون بانزعاج. إعلموا أنّه لا داعي لإخبار الناس ما تفعلونه وتبرير تصرّفاتكم. يمكنكم ببساطة طلب وجبة مُشابهة ولكن أصغر، فتتألّف من البرغر مع دايت صودا ولكن من دون البطاطا.

- أمّا الموقف الثاني، فمرتبط بدعوة ولدكم إلى منزل صديقه، حيث يُسمح له بتناول الكمية التي يريدها والنوعية التي يشتهيها. عندها يتساءل الولد "لمَ صديقي يُعامل بطريقة مختلفة؟ أنا أيضاً أريد التصرّف مثله". يجب على الأولاد أن يعلموا أنّ كل منزل له مبادئه الخاصّة، وعند تلبية دعوة رفيقه يُسمح له بالتصرّف مثله، لكن بمجرّد العودة إلى المنزل يجب استعادة القواعد التي تربّى عليها.

وشدّدت على "ضرورة عدم التأثّر في محيطكم، إنما تحديد أهدافكم والتزامها، والتركيز على ما تريدون وليس ما يريده غيركم، وعدم السماح للمجتمع بتغييركم".

دور المصانع

وعن تأثير الصناعات الغذائية، علّقت: "إزدادت البدانة بشكل كبير منذ عام 1980 بسبب تغيّر طريقة الأكل والاتجاه نحو الغذاء الأميركي، ما سمح للمصانع الغذائية بتحقيق نجاح كامل وشامل. أصبح الغذاء السيّئ العالي السعرات الحرارية منتشراً أينما كان وبكلفة ضئيلة، ويُسوّق له بشكل ممتاز، ومذاقه لذيذ. إضافةً إلى ذلك، هناك الكثير من الـ"Drive-Thru"، والـ"Package Meals" لتسهيل الأكل، كما أنّ الصناعات الغذائية تركّز خصوصاً على الأولاد فتتحكّم فيهم منذ صغرهم لدفعهم إلى استهلاك أطعمة غير صحّية، لدرجة أنّهم باتوا يعتقدون أنّ هذا الأمر يشكّل جزءاً أساسياً من ثقافتهم. ليس من المعلوم إذا كانت الصناعات الغذائية هي التي خلقت هذه الاحتياجات عند الشخص أم أنّ المستهلك كانت لديه احتياجات معيّنة لَبَّتها المصانع؟ لكن مهما كان الجواب، فإنّ الإثنين يدلّان على بيئة غير صحّية إطلاقاً".

مفهوم جديد للحصص


وأضافت: "الأخطر من كلّ هذه الأمور هو حجم الحصص الذي تغيّر كلّياً، فأصبح مصطلح "Medium" يرمز إلى صغير، يليه الـ"Large" والـ"Extra Large".

ذلك لا ينطبق فقط على الوجبات السريعة إنما أيضاً على وجبات المطاعم العاديّة، حيث يمكن للطبق الواحد أن يحتوي 1000 كالوري من دون تناول المقبّلات والحلويات".

لكن هل الحصص الأكبر تعني تناول كمية إضافية من الطعام أم الإكتفاء عند بلوغ مرحلة الشبع؟ "طلبت إحدى الدراسات من الأهل إعطاء أولادهم فشار وسكاكر بالشوكولا أثناء مشاهدتهم الفيديو.

حصلت المجموعة الأولى على باوند واحد من كيس السكاكر بالشوكولا وفشار متوسط الحجم، أمّا المجموعة الثانية فأخذت 2 باوند من السكاكر بالشوكولا وفشار جامبو. تبيّن أنّ المجموعة الأولى استهلكت 116 حبّة سكاكر بالشوكولا ونصف الفشار، أمّا الثانية فتناولت 156 حبّة سكاكر ونصف فشار الجامبو الذي يحتوي ضعف كمية الحجم المتوسط. إستناداً إلى هذه المعطيات، يستطيع الأشخاص تناول 50 في المئة أو أكثر من الأكل الذي يطلبونه عند تقديمه بغلاف أكبر".

وتابعت حديثها: "كذلك تعتمد المصانع الغذائية على تقنيّة ذكيّة مرتكزة على توفير المال عند شراء وجبات أكبر، بما أنّ ذلك يكلّفها أقلّ لناحية التغليف، والنقل، والتسويق. وبالنسبة إلى الناس، تسمح لهم هذه الطريقة بشراء كمية أكبر في مقابل صَرف مبلغ أقلّ من المال".

حلول مفيدة

لمحاربة تأثير الصناعات الغذائية، شجّعت بدروسيان أخيراً على "رفع كلفة المأكولات السيّئة كي ينخفض الطلب عليها، وحَضّ الدولة على تأدية دورها في هذا المجال، فتنظّم أصول تحضير الأطباق في المطاعم، وتُجبرها على تدوين كلّ مكوّنات وجباتها مع سعراتها الحرارية، وتنظّم حجم

الأطباق


وتمنع الحصص السوبر كبيرة، وتخفّض التسويق للوجبات السريعة، وتفرض رقابة على الإعلانات التلفزيونية وتُلزمها بوضع

رسائل صحّية مثل "الحرص على خفض كمية السكر والملح"، و»ممارسة الرياضة يومياً"... من دون نسيان الدور المهمّ للأهل والمدرسة لتخطّي هذا التأثير الصناعي الخطير الموجود".

(سينتيا عواد - الجمهورية)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير