jo24_banner
jo24_banner

على مكتب رئيس الوزراء: كف يد المسؤولين المحولة قضاياهم إلى مدعي عام الفساد عن العمل

على مكتب رئيس الوزراء: كف يد المسؤولين المحولة قضاياهم إلى مدعي عام الفساد عن العمل
جو 24 :
كتب: الأستاذ الدكتور انيس الخصاونة -

يدور في الأوساط الأكاديمية والقانونية جدل قانوني واسع حول ضرورة وقف المسؤولين العامين الذي تم تحويل قضاياهم إلى مدعي عام الفساد وذلك نظرا لشبهات تتعلق بإساءة استخدام السلطة والتربح من الوظيفة العامة .ويأتي هذا الجدل ضمن سياقات تشريعية وقضائية وإدارية حيث أن استمرار الموظفين العامين الذي يواجهون شبهات فساد في مزاولة أعمالهم ربما ينطوي على إمكانية إخفائهم للمعلومات الضرورية لإثبات أو نفي التهم الموجهة إليهم وإمكانية التأثير على العاملين في مؤسساتهم في حال استدعائهم للتحقيق والشهادة من قبل الهيئات القضائية المختصة ،والأهم من ذلك كله فإن استمرار المسؤولين المحولة قضاياهم إلى مدي عام الفساد في ممارسة أعمالهم بشكل اعتيادي يمكنهم ن يتخذوا الكثير من القرارات والإجراءات الانتقامية من زملائهم الذين أسهموا قولا أو نشرا أو تلميحا أو تصريحا بشبهات الفساد التي تكتنف تصرفات وممارسات هؤلاء المسؤولين.

كيف يستقيم الأمر أن يترك مسؤول مالي على سبيل المثال في مزاولة عمله واتخاذ قرارات مالية أو محاسبية هامة يمكن أن تخفي دليلا على شبهات فساده وممارساته؟ كيف يمكن أن نستوعب مسؤول عام سواء في الوزارات أو الجامعات ومؤسسات التعليم العالي كيف يمكن أن يستمر في مراقبة جودة العملية الإدارية والتعليمية في مؤسسته أو جامعته إذا كان هو نفسه لديه قضية شبهة فساد؟؟ ويكفي أن نشير هنا إلى قيام احدى القيادات في مؤسسة جامعية بالطلب من أحد العاملين في الجامعة أن يقدم شكوى بحق زميل له سبق وأن كتب مقالات ناقدة متصلة ببعض الممارسات الإدارية لمسؤولين في الجامعات الأردنية ليتمكن من الإنتقام وتوجيه عقوبات لمن تجرأ بالكتابة حول مثل هذه الممارسات !!!

نعتقد بأن لهذا الجدل ما يبرره من الناحيتين القانونية والإدارية وهو جدل يستحق منا التوقف عنده مليا خصوصا وأنه من الممكن لا بل ومن الضروري أن يكف يد المسؤول الذي يتم تحويل قضيته لمدعي عام الفساد على أن يتم تفويض صلاحيات الرئيس أو المسؤول إلى نائبه أو أحد نوابه لحين الانتهاء أو البت في شبهات الفساد لذلك المسؤول .والحقيقة أن هناك سوابق عديدة في التاريخ القضائي الأردني في وقف المسؤولين عن العمل لحين البت في شبهات الفساد ونذكر هنا على سبيل لمثال لا الحصر جامعة البلقاء التطبيقية التي تم فيها وقف رئيسين للجامعة عن العمل لمدد ناهزت شهر او أكثر لحين انتهاء المداولات وصدور أحكام البراءة أو الاتهام والمسؤولية لهؤلاء الرؤساء وكذلك الأمر في جامعة مؤتة.

نعتقد أن رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي الذي أدلى بتصريحات متعددة عن مكافحة الفساد، وتشديده على أن يتخذ القانون مجراه يستدعي الأمر منه أن يتخذ قرارا إداريا بعد أخذ المشورة القانونية من المعنيين مثل وزير العدل، ورئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، ورئيس ديوان التشريع لوقف الموظفين العامين الذين يشغلون وظائف قيادية في الوزارات والجامعات والمؤسسات العامة وقفهم عن العمل مؤقتا لحين الانتهاء من كافة الاجراءات القضائية التي تحكم بمسؤوليتهم أو براءتهم من شبهات الفساد التي وجهت إليهم. نعتقد أن مثل هذا الإجراء يمكن أن يفضي إلى الحيلولة دون تمكين المسؤولين الذين يعتقد بارتكابهم شبهات فساد من إخفاء أدلة أو طمس معلومات أو التأثير المادي أو المعنوي على الشهود أو العاملين لديهم ممن يمتلكون المعلومة الصحيحة ذات العلاقة بشبهات فساد مسؤوليهم، كما أن هذا الإجراء يحول دون اتخاذ هؤلاء المسؤولين قرارات كيدية يمكن أن تضر بالعاملين في مؤسساتهم أو الانتقام منهم أو الإساءة إليهم.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير