كشف أسرار المخطط الإسرائيلي لسرقة آثار العراق منذ الغزو الأميركي
منذ أن قررت الولايات المتحدة الأميركية، غزو العراق لإسقاط حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والحديث لم يتوقف عن سرقة ونهب الآثار العراقية، وكشفت وسائل إعلام عراقية عن تعرض عشرات المواقع الأثرية المهمة والمنتشرة على مساحة بلاد الرافدين، لعمليات قرصنة وسرقة موجوداتها من تحف ومقتنيات أثرية لا تقدر بثمن.
وأكد محللون، أنّ قوات الاحتلال الأميركي تفرض سيطرتها على مجموعة من الآثار العراقية التي تقدم قراءة في التطور الحضاري لبلاد ما بين النهرين، ولمجموعة الحضارات الكبرى التي تأسست على أرضه على مدى سبعة آلاف سنة، وأكدوا أنّ القوات الأميركية تؤمن لمجموعات يهودية متخصصة وفرق تنقيب عن الآثار من أميركا وأوروبا فرصة البحث والتنقيب في تلك المواقع الأثرية، التي تعد أول مواطن الحضارة الإنسانية.
سرقة آثار العراق
قال نقيب المحامين العراقيين السابق ضياء السعدي، ورئيس الفريق القانونى لاسترداد أموال وآثار العراق المنهوبة والمهربة بالخارج، إن حجم السرقات الواقعة على المال العام العراقى دفعه ومجموعة من المحامين والحقوقيين العراقيين؛ للتصدى ومواجهة الفساد المالي والإداري والرشاوى في البلاد، مؤكدًا أن فريق المحامين العراقى يعمل في إطار القانون من أجل التصدى لجرائم سرقات المال العام.
وشدد السعدى على أن الفريق القانوني سيقاضي كافة الدول والأفراد الذين نهبوا الثروات العراقية، خاصة بعد الغزو الأميركي عام 2003، ولاسيما العصابات الإسرائيلية التى نهبت الكثير من الآثار العراقية، وأكد أن العمل متواصل لاسترجاع الأموال العراقية المنهوبة والمهربة في أي مكان من دول العالم، بالرغم من خضوعها لغسيل أموال ومحاولات لتنظيفها، داعيًا لاسترجاع وقائع سرقة المال العام العراقي الذي أخذ بالتصاعد، وبدأ بالتزامن مع العمليات العسكرية الأميركية التي غزت العراق واحتلاله في عام 2003.
وأكد السعدي أن السرقات امتدت إلى الآثار العراقية، عبر عصابات دولية إسرائيلية، وتحت حماية جنود الاحتلال الأميركي، عندما وضعت واشنطن يدها على المتاحف العراقية، موضحًا سرقة وتهريب جنود وضباط الولايات المتحدة للآثار العراقية عبر المنافذ الحدودية المجاورة للعراق كالأردن والكويت والسعودية وغيرها، مشيرًا إلى تواجد الشركات الأميركية عقب احتلال العراق، فإنها مارست التزوير وتعاطي الرشاوى والسرقة في العديد من العقود والتعهدات التي أبرمتها مع الجهات العراقية وغير العراقية.
مخطط استيطاني بالعراق
آخر التقارير التي كشفت عن حجم التغلغل الإسرائيلي في العراق بالتعاون مع الأكراد ما كشفه الصحفي الأميركي وين مادسن في تقرير نُشر على موقعه، عن مخطط "إسرائيل" التوسعي الاستيطاني في العراق، أكد فيه أن "إسرائيل" تطمح في السيطرة على أجزاء من العراق تحقيقًا لحلم دولة "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات.
وتضمّن التقرير معلومات لم تُنشر في السابق حول مخطط نقل اليهود الأكراد من "إسرائيل" – والذين سبق ترحيلهم من العراق إلى "إسرائيل" – إلى مدينة الموصل ومحافظة نينوى في شمال العراق، متسترين بالبعثات الدينية وزيارة المزارات اليهودية القديمة في العراق.
ووفقًا للتقرير، فإن اليهود الأكراد قد بدءوا منذ العام 2003 – حيث الغزو الأميركي للعراق – في شراء أراضٍ بالمنطقة التي يعدونها ملكية يهودية تاريخية، ويعود سبب التركيز على هذه المناطق دون غيرها من أنحاء العراق للرغبة الصهيونية في إيجاد الذريعة التي يقوم عليها أساس عملية الهجرة إلى العراق؛ حيث تحوي تلك المناطق آثارًا يهودية قديمة مثل قبر حزقيل في مدينة الكفل الواقعة في محافظة بابل، وقبر عزرا الواقع في مدينة العزيز بمحافظة ميسان، وقبر النبي يونس بمدينة الموصل محافظة نينوى، ومقبرة النبي دانيال في كركوك، إضافة إلى ما شاع في الفكر اليهودي من أن هذه المناطق جزء لا يتجزأ من "إسرائيل".
وقد وجّه الصحفي مادسن أصابع الاتهام بما لا يقبل مجالًا للشك إلى الإدارة الأميركية برعاية هذه المخطط الخبيث، الذي يقوم على تنفيذه في أرض الرافدين ضباط من الموساد الإسرائيلي برعاية كردية من حزبيْ الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، فيما شبّه هذه العملية بما قام به اليهود أيام الانتداب البريطاني من اقتلاع الفلسطينيين من بلادهم وإحلال الصهاينة مكانهم.
ومما يؤكد ذلك، دراسة أخرى معززة بالأسماء والعناوين أعدها مركز "دار بابل" العراقي للأبحاث، والتي كشف فيها معلومات مذهلة عن مدى تغلغل الأخطبوط الصهيوني في العراق، مؤكدًا أن الاختراق "الإسرائيلي" طال الجوانب السياسية والتجارية والأمنية، إضافة إلى أنه مدعوم مباشرة من رجالات مسؤولين في الدولة من أمثال مسعود البارزاني، وجلال الطالباني، وكوسرت رسول مدير مخابرات السليمانية، ومثال الألوسي نائب ورجل أعمال، وكنعان مكيّه مدير وثائق الدولة العراقية، وأحمد الجلبي.. وغيرهم.
وقد ثبت كذلك قيام وحدات من الكوماندوز "الإسرائيلي" بتدريب القوات الأميركية والعراقية على أساليب تصفية نشطاء المقاومة في العراق، وذلك في القاعدة العسكرية "بورت براغ" في شمال كارولينا؛ وذلك للخبرات التي يمتاز بها الموساد "الإسرائيلي" في مجال حرب العصابات خلال صراعه مع الفلسطينيين منذ احتلال فلسطين في العام 1948م.
أما سلسلة الشركات التي تنقل الوفود اليهودية "الإسرائيلية" بعد جمعهم من "إسرائيل" وأفريقيا وأوروبا، والسفر بهم على متن خطوط جوية عربية، ومن ثم إلى المواقع الدينية اليهودية – المسيحية في العراق؛ فيشرف عليها وزير البنى التحتية الحالي ووزير الحرب الصهيوني السابق فؤاد بنيامين بن أليعازر، اليهودي من أصل عراقي، وهو من مواليد محافظة البصرة العراقية.
وقد نشط الموساد من جديد داخل الدولة العراقية منذ بداية الاحتلال في العام 2003، فقد أفاد التقرير أن "إسرائيل" قامت منذ ذلك التاريخ بنشر ضباط الموساد لإعداد كوادر كردية عسكرية وحزبية لتفتيت العراق وتقسيمه، كما يقوم الموساد "الإسرائيلي" منذ العام 2005م بمهام تدريب وتأهيل متمردين أكراد من سوريا وإيران وتركيا داخل معسكرات قوات البشمركة الكردية العراقية.-(صحيفة التقرير)