المغردون الاردنيون ..مسؤولون ومواطنون
سيطر تحرير أسعار المشتقات النفطية والاحتجاجات الشعبية، التي تلته على تغريدات الأردنيين على شبكة التواصل "تويتر"، طوال الأسبوع الماضي، فيما ما يزال الحوار والتعليقات تطغى على مجتمع المغردين الأردنيين، من مسؤولين ومواطنين.
وتراوحت الآراء بين مؤيد للاحتجاجات، ورافض للتكسير والتخريب والشغب، وبين مؤيد ومبرر للقرار، بناء على تفهم للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وتصدرت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أيضا سيل التغريدات، في حين لوحظ أن التغريدات المعنية بأزمة سورية قلت نسبيا هذا الأسبوع.
المغرد النشيط، والخبير الاقتصادي خالد الوزني، الذي تم استضافته أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي عبر الشاشات المحلية للتعليق على الوضع الاقتصادي، كان له حضور متميز عبر تويتر، فقد وجه له العديد من المغردين أسئلة، تتعلق بالبدائل التي كان يمكن للحكومة استغلالها، بدلا من رفع الأسعار.
وكان الوزني تحدث، في أحد البرامج، عن "طباعة العملة"، كأحد الحلول، بدلا من جيوب المواطن، وهو الاقتراح الذي عبر رئيس الوزراء عبدالله النسور عن استغرابه منه، وذلك في لقاء تلفزيوني لاحق.
وسأل مغردون الوزني حول ماهية رده على تعليق النسور، فكتب موضحا: "طباعة العملة آخر العلاج، وهي خطيرة، ولكنني قلتها في حينه، إذا ما عدمت الحكومة الوسائل، وبشكل محدود بدلا من جيوب الفقراء".
وحول مقابلة النسور الأخيرة مع قناة رؤيا مساء السبت الماضي، قالت إحدى المغردات في تغريدة، تطرقت فيها للوزني ومداخلاته، "لو كنت مكان رؤيا سأدعو مع النسور اقتصاديين حتى يحاوروه على نفس المستوى، وليس تكرارا لنفس الأسئلة فقط".
بدوره رد الوزني قائلا: "إذا تم الاعتراف بي كخبير اقتصادي، فأنا جاهز للمناظرة في أي وقت وفي أي مكان ودون شروط مسبقة".
وعادت المغردة وأجابته: "دكتور في (هناك) احتمال لا بد أن تتوقعه، أن الناس تكون معك الآن، ولكن إذا توليت منصبا وأصبحت صاحب قرار، ستعارضك الناس".
رد الوزني بالموافقة "نسبيا" على هذا، إلا أنه قال إن "على من يتحمل المسؤولية أن لا يجعل معارضيه الغالبية العظمى من الناس".
رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي كتب تعليقا واحدا على رفع الأسعار، وقال فيه: "لا توجد حكومة واحدة تحب أو تريد تحميل مواطنيها أعباء إضافية، وبنفس الوقت لا أحد يحب أن يدفع أبناؤه ثمن ترحيل القرارات اللازمة"، ورد عليه مغرد متسائلا: "دولتك، عفوا بس ألم تكن هذه المشكلة أثناء عهدكم في الرئاسة؟ ألم ترحلوا القرارات؟"، وهو ما لم يلق إجابة من الرفاعي.
جلالة الملكة نور الحسين كتبت تعليقا على الأحداث التي اندلعت فور إعلان رفع الأسعار مساء الثلاثاء الماضي، وقالت إنها "وصلت للتو" إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، للمشاركة في اجتماع بالبرلمان الأوروبي لوقف السلاح النووي، إلا أن قلبها في الأردن، وقالت "أرجوكم إخواني وأخواتي فكروا بعناية في أفضل سبيل لأهدافكم".
وعادت جلالتها وغردت بعدها بقليل في ذات الليلة (الثلاثاء الماضي) قائلة: "أدعو أن يبقى الجميع في الأردن بسلامة خلال هذه الأوقات الصعبة ولنحاول أن نساعد بعضنا البعض".
وزير الخارجية ناصر جودة علق على أحداث الشغب، وقال: "حرق الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرق وتكسير زجاج المحلات التجارية والاعتداء على رجال الأمن؟ أين؟ في الأردن؟ ما تعودنا هكذا".
وفي تغريدة أخرى له، يوم ذكرى ميلاد الملك الحسين رحمه الله، وهي الذكرى التي تزامنت مع الأحداث الاخيرة، قائلا: "نستذكر اليوم الحسين الباني رحمه الله وطيب ثراه، وحمى الأسرة الأردنية الواحدة المتماسكة، التي قادها ورعاها 47 عاما، لن ننساه ما حيينا".
بخصوص غزة، سأل أحد المغردين جودة، فيما إذا كان الأردن سيسحب السفير الأردني من إسرائيل، احتجاجا على أحداث غزة، لكن الوزير لم يجب عن هذا السؤال.