أحببت رجلاً متزوجاً غير زوجي! ..قصة
لم أتخيل يوماًأن أعيش مأساة كتلك المآسي التي تعرض في الأفلام والمسلسلات، فقصتي هي مادة ممتازة لمسلسل تركي...عشت عذاباً لا يقل عن عذاب "سمر" في العشق الممنوع... لم أكن يوماً تلك التركية الفاتنة الجذابة لكن حياتي الراكدة مع زوجي الذي لم يعرف في يوم ما للرومانسية ولا لأبجديات العلاقة الزوجية معنى دفعتني دون أن أشعر لأنظر من حولي، وخارج إطار بيتي... كالعطشى الباحثة وسط السراب، وهالني أنّ الرومانسية مازالت موجودة ومازال نبضها مسموعاً في الحياة، وإن كان لم يسمع في بيتي يوماً رغم محاولاتي العديدة في استجداء أي مشاعر من زوجي الذي جعل عجلة الحياة بيننا تدور كالماكينة دون روح رغم وجود طفلين بيننا.
بداية النبض
في إحدى الزيارات العائلية ووسط مجموعات من الأهل والأصدقاء فوجئت بي وقد وجدت "مهنداً" أمامي برومانسيته وجاذبيته التي لطالما تعشطت لها وحلمت بها دون جدوى... هالتني نظرات عينيه في البداية رغم وجود زوجته وأبنائه... مسكين هو ضحية مثلي لزواج أقارب تم كتنفيذ وعد قديم عقد وهو في مهده بأن يتزوج ابنة خالته وهو في سن العشرين... تتابعت الزيارات وزلت قدمي وانجرفت في علاقة عاطفية معه...وجدت فيها ضالتي من الحب والحنان الذي حرمت منه، كما وجدت فيها من عذاب الضمير والحيرة ما كان يجعلني أموت في اليوم مئة مرة ويزيد...ولم يكن يطفئ ناري سوى كلماته العذبة المطمئنة...
مصارحة
تأكدت من أنني لم أعد أستطيع العيش مع زوجي، لم أعد أطيق اقترابه مني... كنت أتمزق وأموت وأبكي حتى تفنى دموعي... ولديّ كانا شوكة قسمت ظهري وأدمت قلبي، نظرة المجتمع لي بأنني زوجة خائنة وإن كانت خياتني لم تتعدَ المكالمات وبعض المقابلات في الأماكن العامة... لكني عندما كنت أخلو بنفسي وأواجهها كنت اتهم نفسي بالخيانة وأعيش دموع "سمر"... هو الآخر كان يعيش عذاب ضمير "مهند" إلا أنه كان أكثر شجاعة من الأخير وحسم أمره وطلب مني أن أطلب الطلاق من زوجي وأعود لمنزل أهلي، وهو الآخر سيطلق زوجته. صرخت فيه: لا أرجوك لا تفعل... أخبرني بأنّ علاقته بزوجته ماتت وانتهت منذ عرفني، وأنّ الطلاق سيقع لا محالة سواء تزوجنا أم لا...
عذاب الحيرة
هو بدأ بالتصرف أما أنا فصرت عاجزة حتى تشاجرت يوماً مع زوجي وحسمت أمري، لا يمكنني التضحية والعيش أقصد الموت مع رجل لم يبادلني حبه يوماً... أما أنا فصرت أعشق غيره حتى لو كان من أجل ولديّ. عدت لمنزل أهلي مطلقة أحمل إثمي وعذاب ضميري، ومعي ولديّ الصغيرين.أما حبيبي الذي يحمل رومانسية "مهند"، جاء يخطبني، وهنا نزلت الصاعقة على أهلي وبدأت ملامح القصة تتضح وعلامات الاستفهام والاستنكار والاتهام تظهر على الجميع
لا مجال للتراجع
قررت أن أبقى وحيدة مع ابنيّ لكن "مهنداً" لم يكن ليترك سمر التي عشقته، وهي الأخرى لم تستطع مقاومة عشق تذوقته بعد سنين عجاف من الجفاء...فقررنا بعد طلاقنا أنه لا مجال للتراجع والاستسلام أمام مقاومة الأهل ومحاولات زوجته الأولى المتكررة لاسترجاعه.
تحديت أهلي كلهم حتى ابني الكبير رفض زواجي وانتقالي لبيت زوجي الجديد وقرر العودة لأبيه. أما زوجته فقررت ترك أبنائه معه. فوافقت، وبرغم كل المقاومة والعذاب قررت أنه قد آن لي أن أرتمي بين أحضان فارس أحلامي، وأن أسطر سطور عشق أبدية في منزل زوجية لا يعرف الخوف والتردد بعد الآن..
ضربية العشق
لطالما آمنت دوماً بأنه لاشيء في هذه الحياة دون ثمن لكني لم أتصور أن أدفع كل هذا الثمن لأحيا كأنثى في بيت رجل محب، فكل رشفة سعادة استمتعنا بها تجرعنا مقابلها كؤوساً لا محدودة من المر، أهلي قاطعوني نهائياً، وبالطبع أهله بالمثل خاصة أنّ طليقته كانت قريبته... ابني الكبير رفض زواجي ورفضني كأم، لم أحظَ بفستان فرح أبيض وزفة تجمعني بحبيبي... وعرس يباركه الجميع فزواجنا كان في نظر الجميع ثمرة خيانة غير مقبولة، وصدق عشقنا لم يكن ليشفع لنا، ولكننا مضينا في طريقنا حيث وجدت السعادة الحقيقة تولد من رحم المعاناة.
سبع سنوات
مضت سبع سنوات من العزلة عشتها أنا وزوجي وابنتي الصغيرة وأبناؤه. كبرنا وكبرت سعادة حبنا، وتنساينا جراح الماضي وتكيفنا مع تاريخ يعذب ضمائرنا... والآن عادت المياه إلى مجاريها بيني وبين أهلي وبينه وبين أهله... الزمان كان كفيلاً بذلك إلا أنّ مأساتنا الآن هي الأبناء فابني الكبير لم يسامحني ويتقبل زواجي. أما أبناؤه فقمنا بتربيهم طوال هذه السنوات والآن تركوا المنزل وعادوا إلى أمهم رافضين العودة أو الزيارة والسؤال عن والدهم الذي لم يدخر جهداً في تربيتهم وسعادتهم... وضع الأبناء هو من يعكر علينا صفو حياتنا نشعر وكأننا خسرناهم وفقدنا السيطرة عليهم. الأمر الذي يحرك أمواج الماضي وعذابه.
لها حق وعليها خمسة
يخبرنا المستشار الأسري وعضو برنامج الأمان الأسري عبد الرحمن القراش عن رأيه بالقصة قائلاً:"برغم الثمن الباهض الذي دفعته الزوجة في حياتها إلا أنني أجد لها حقاً في جانب، وعليها خمسة حقوق في جانب آخر. فلها حق ثورتها على الظلم العاطفي الذي وقع عليها من زوجها السابق، ولكن كانت ثورة قاسية جداً لأنه لم يكن طلبها للحرية والكرامة العاطفية بالطريقة الصحيحة رغم محافظتها على نفسها أثناء كونها زوجة للأول. أما الحقوق الخمسة التي عليها فهي:
1- حق الله سبحانه وتعالى: فلم تراعِ نظره لها وأطاعت شيطانها حتى ولو أصبحت الآن زوجة لحبيبها ولكن البداية لم تكن مباركة وطيبة كما يجب .
2- حق أبنائها من طليقها فهي لم تنظر لهم ولم تحسب حسابهم، ولم تضحِ كأم حنونة بنفسها من أجلهم بل ضحت بهم من أجل نفسها .
3- حق والديها وأهلها فالسمعة التي رسمتها لهم أمام المجتمع لم تكن طيبة بالقدر الذي يسامحونها من أجله بسهولة ورفضهم لها ناتج عن خطئها الجسيم سابقاً.
4- حق طليقها فمهما كانت قساوته وظلمه لها فهي لم تصبر وتحتسب أو تطلب الطلاق بطريقة مشروعة بل طلبها كان نتيجة علاقتها العاطفية الآثمة فهي أخطأت في عصمته، ويبقى له حق كرامته وشرفه الذي لم تحفظه في غيابه .
5- حق المجتمع الذي تنتمي له والقبيلة التي هي منها، والعائلة التي تنتسب لها فقصتها وإنا كانت انتهت على زواج حلال ولكن طلاقها وخطؤها في حق سمعتها كبير جداً .