نقوط العروسين كله سلف ودين

مع حلول فصل الصيف وعودة الاهل والاصدقاء المغتربين تزداد حفلات الزفاف وتشجعها عادات مازال افراد المجتمع يتمسكون بها مثل عادة «النقوط « وتقديمها من قبل الاهل والاصدقاء رغم ان بعض حفلات الزفاف تقام في صالات الافراح وليس كما كان سابقا بنصب بيوت الشعر لمدة ثلاثة ايام واكثر لاعلان عن زواج احد الاشخاص وباخر يوم يكون الفرح وتقديم الغداء للحضور وبدورهم يقدمون مبالغ مالية للعريس او العروسة يتعارف عليه بالمجتمعات «بنقوط العروسين»، ومن أصحاب العرس من يسجل اسم من قدموا مبالغ مالية عند مأدبة الغداء ليرد الهدية حين يتزوج احد من أقربائهم، ورغم اختلاف وتنوع عادات الزواج من منطقة لأخرى فيما يخص النقوط في الأعراس، إلا أنها ما تزال قيمة اجتماعية باقية في مجتمعنا بدون ان ينال منها الدهر.
*سلف ودين.
بدوره يقول ربيع خليل يعد النقوط المقدم، من قبل المدعوين في الأعراس، بمثابة مساعدة من الناس للعروسين، وفاتحة خير لكل راغب في الزواج ويعتبر «نقوط العروسين» كله سلف ودين، ووفق العادات الاجتماعية الدارجة كان يقيم أصحاب العرس مأدبة غداء قبل حفل العرس بيوم واحد، ويترتب على المدعو خلالها دفع مبلغ مالي يعرف باسم «النقوط» يقدم للعريس، وأن «النقوط ووليمة الغداء هي العادة الأصيلة المهمة التي بقيت في ثقافتنا رغم ما اصبحنا نشاهده من افراح في الصالات، ولكونها تعبر عن التضامن بين افراد المجتمع.
ويضيف خليل هذه العادة ساعدت الكثير من الأزواج المقدمين على الزواج، على استكمال الفرح ، ونشدد على ضرورة بقاء هذه العادة بين الناس، والحفاظ عليها والتمسك بها، وهذا الموروث وغيره جزء لا يتجزأ من عاداتنا العربية الجميلة يساعد في التخفيف من نفقات وتكاليف الزواج، والمساهمة في زيادة أواصر المحبة، والترابط والتراحم الاجتماعي، وتحقيق التكافل الاجتماعي بما يسمى «العونة»، في المناسبات المختلفة بشكل عام، وأفراح الزواج بشكل خاص، اما فيما يتعلق بالعروس يتم إعطاء النقوط الى إحدى النساء المقربات من العروس، ليتم تسليم المبلغ للعروسين، عند انتهاء مراسم النقوط، وبعد وصول العروس الى منزل العريس، يتم أيضا تقديم النقوط أمام منزل العريس، ولكن هذه المرة يقدم النقوط من أهل العريس والمقربين منه فقط هذا كان يحصل ايام زمان ولكن بالايام اختلف الامر عما كان سابقا بين الناس.
*تغطية المصاريف.
اما أستاذ القانون التجاري المشارك بجامعة ال البيت المحامي الدكتور عبدالله السوفاني فعلق على الامر بالقول من الناحية الاقتصادية وبالنسبة لذوي الدخل المتوسط، فإن «النقوط» يساعدهم إلى حد كبير في تغطية مصاريف الزفاف، وإن عادة النقوط أو الهدايا في الأعراس «إنما هي تعبير عن حالة تضامنية عاشها افراد كافة المجتمعات العربية.
ويعرف السوفاني نقوط العروسين بالقول «النقوط» هو ما يُهدى في الأعراس خاصةً، وفي الأفراح والمناسبات السعيدة عامةً، كبناء بيتٍ جديدٍ أو النجاح في التوجيهي أو في الجامعة أو عند الولادة ونحوها، والنقوطُ من العادات والأعراف الحسنة في المجتمع، وهو معروفٌ قديماً، ولا زال العملُ به جارياً في كثيرٍ من المجتمعات في وقتنا الحاضر، وللنقوط أثرٌ طيبٌ في التكافل الاجتماعي، وخاصةً في الأعراس، حيث يُسهم النقوطُ في مساعدة العرسان على تلبية متطلبات الزواج المادية. والنقوطُ شرعاً يندرجُ تحت الهبات والهدايا والصدقات والعطايا، وهذه الألفاظ متقاربة في المعنى، فالهبةُ هي تمليكُ المال بلا عوضٍ في الحال، وتكون للتوددِ والمحبةِ غالباً، والهديةُ هي المال الذي أُتحفَ به وأُهديَ لأحدٍ إكراماً له، والصدقةُ تمليك مالٍ بلا عوض طلباً لثواب الآخرة، والعطيةُ كالهبة إلا أنها أعمُّ من الهبة والصدقة والهدية، فالهبةُ والهديةُ والصدقةُ والعطيةُ أنواعٌ من البر، يجمعها تمليكُ العين بلا عوضٍ.
ونوه السوفاني يتفاوت نقوط العرسان من شخص إلى آخر، ومن طبقة إلى أخرى، فهناك من يدفع نقودا، وهو الأكثر شيوعا بين الناس، ولكن هناك من الموسرين من الأقارب من يقرر أن ينقط العريس أو العروس بهدية عينية قيمة لمساعدتهما على الزواج، حتى أنه في بعض الأحيان يكون ذلك بشراء بعض المتطلبات الأساسية، والتي قد تصل إلى شراء مفروشات وأجهزة كهربائية، يحتاجها العروسان، وأن التعاون غريزة بين جميع المخلوقات، على اختلاف أجناسها، وأمر ضروري لا تقوم الحياة من دونه، وهو وسيلة لدرء الأخطار، والركيزة الاساسية لبناء مجتمع أساسه المحبة والود والإخاء، والبذل والمساعدة، وأن النقوط او الهدية تبعث بين أفراد المجتمع المودة والألفة، والتزاور والتواصل بين الناس، وهي عادة متجذرة منذ القدم.
ويضيف السوفاني كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية وندب أمته إليها، وفيه الأسوة الحسنة به صلى الله عليه وسلم ، ومن فضل الهدية مع اتباع السنة أنها تورث المودة وتذهب العداوة على ما جاء في حديث مالك وغيره مما في معناه ... عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تهادوا، فإن الهدية تذهب وَحَرْ الصدور، وإن هذه ظاهرة صحية، وهي من صميم الإسلام وأعمال البر وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، ويجزم الناس أن النقوط يظل دينا في رقبة من حصل عليه من غير كتابة، وهو ظاهرة من ظواهر التكافل يحث الإسلام ويشجع عليه ما دام بين الأقارب والجيران، لأنه يحل مشكلة كبرى من مشكلات الزواج لدى غير القادرين.