من قرية صويلح الى 39000 ألف قدم جزء 7
الكابتن اسامة شقمان
جو 24 : اخترت شفت آخر الليل الذي يبدأ من الساعة الثانية عشرة وحتى الثامنة صباحا وعندما تكون الحركة على تعبئة البنزين بطيئة بين الساعة الثالثة والخامسة كنت اذهب الى الجانب الآخر من الشارع الى المطعم واطلب الطعام وأخذه معي وأعود كي أتناوله في محطة البنزين، وكان العاملين في المطعم يعرفون انني احد العاملين في محطة البنزين الواقعة في الجهة المقابلة للمطعم.
شيئا فشيئا توطدت علاقتي بالعاملين في المطعم وأصبحت علاقتي بهم جيدة الى درجة انني أصبحت ابدي رأيي في الطعام الذي يقدمونه الى زبائنهم وقد كانوا يتقبلون هذه الملاحظات بصدر رحب الى ان جاء يوم من الأيام، وأخبرتهم انني سوف اعمل لكم أكل عربي من المنطقة التي أتيت منها وهي أكلة تعرف باسم الشاورما ..وذهبت الى احد المطاعم واشتريت منه عشرة خبزات وعلبة طحينة واتجهت مباشرة الى مكان عملي ومنه الى مكان التحدي الجديد الذي فرضته على نفسي.
وعندما وصلت الى المطعم ودخلت وجدت العاملين فيه متلهفين وفي انتظاري من اجل عمل طبق الشاورما وبدأت في عمله وفي إعداد الخلطة الخاصة بالشاورما واللحمة وقمت بإعداد ساندويشات لجميع العاملين ولي أيضاً وكم كانت دهشتهم من الطعم الطيب لهذه الأكلة التي أتت لهم من خلف البحار كما يقال الى درجة انهم اصبحوا يطلبون ويلحون علي ان اعمل آكلات اخرى ومنها الشاورما من اجل ان يأكلوا وأكل أنا أيضاً من طعام اعده واعرف ما هو في هذه البلاد التي تغربت اليها وتركت طعام والدتي والأجواء العائلية التي تصاحب إعداده.
كونت صداقة مع العاملين في المطعم وكنت حينها ادرس الهندسة المدنية وعرضوا علي ان اعمل معهم في المطعم كمساعد شيف مقابل ثمانية دولارات في الساعة بينما كنت اعمل في محطة البنزين مقابل أربعة دولارات في الساعة وتركت العمل في محطة البنزين وبدأت العمل في المطعم.
بقيت لفترة أساعد في المطبخ وكان الشيف المكسيكي مبسوط من عملي كنا نعد وجبات الهبربرغر والستيك ولازانيا وكنت في ذالك الوقت من سبعينات القرن الماضي احصل على إلف دولار في الشهر وهذا ما شجعني على اقتناء سيارة ترانس أم اذ دفعت عشرين بالمئة من ثمنها وقمت بتقسيط الباقي كما انني استأجرت شقة مستقلة خاصة بي بعدما كنت اسكن مع اثنين آخرين .. اصبح لدي دخل جيد .. وقد انعكس ذلك مباشرة على تطورات اخرى في العمل اذ انني أصبحت الشيف الرئيسي مكان الشيف المكسيكي الذي ترك العمل.
بعد ان تسلمت المسؤولية مباشرة بدأت اعمال التطوير على قائمة الطعام اذ ادخلت ثلاث وجبات او ثلاث اطباق جديدة وهي شيش كباب وتركش شاورما وهمبرغر عربي وقامت الادارة بعملها كـ " منيو" وصورت في صور جذابة وملفتة ووضعت في قوائم الطعام في السلسة التابعة للمطعم والبالغ عددها ثمانية مطاعم منتشرة في كاليفونيا كما انني أصبحت انتقل بين هذه الفروع الثمانية من اجل تدريب الاخرين على طريقة اعداد هذه الوجبات الثلاث.
بقيت في هذا المطعم وتدرجت الى ان اصبحت في منصب مراقب جودة وهنا أصبح هذا العمل يؤثر على دراستي ويأخذ مني الجزء الأكبر من وقتي وخاصة انني بدأت في تعلم الطيران.
ومن القصص التي تلخص هذا الانشغال ان والدتي جاءتني في زيارة بعد ان طلبت منها ذاك عبر مكالمة هاتفية الى بيت أختي في لندن بعد ان كانت ان تزورها برفقة أبي رحمة الله ورجوتها ان تأتي وكانت لا تعرف الانجليزية ولم تتكلم أثناء قدومها لزيارتي مع احد خجلا لأنها لا تعرف اللغة الانجليزية وقد استقبلتها في المطار بعد أن أخبرت الجوازات بأن أمي قادمة ولا تعرف لغة وأريد مساعدتها.
وقد استغربت أثناء زيارتها هذه وخلال الأسابيع الثلاث التي قضتها أنها لم تكن تراني فان اما أكون في المطعم او الجامعة او أتلقى دروس الطيران وعندما عادت الى الاردن أخبرت شقيقاتي قائلة: ثلاث أسابيع لم أراه إلا لحظات معينة وهذا الانشغال بين الجهات الثلاث مرده هو ان الحياة صعبة والإنسان تقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة وهذا نتاج تربية وعز ورثتها من والدي وقدرة على اتخاذ القرار وعلى المنافسة وإبداء الرأي وبذلك يتكون عند الانسان الفكر وتتكون لديه رؤيا يصنع من خلالها مستقبله.
نهاية الجزء السابع .......... يتبع
شيئا فشيئا توطدت علاقتي بالعاملين في المطعم وأصبحت علاقتي بهم جيدة الى درجة انني أصبحت ابدي رأيي في الطعام الذي يقدمونه الى زبائنهم وقد كانوا يتقبلون هذه الملاحظات بصدر رحب الى ان جاء يوم من الأيام، وأخبرتهم انني سوف اعمل لكم أكل عربي من المنطقة التي أتيت منها وهي أكلة تعرف باسم الشاورما ..وذهبت الى احد المطاعم واشتريت منه عشرة خبزات وعلبة طحينة واتجهت مباشرة الى مكان عملي ومنه الى مكان التحدي الجديد الذي فرضته على نفسي.
وعندما وصلت الى المطعم ودخلت وجدت العاملين فيه متلهفين وفي انتظاري من اجل عمل طبق الشاورما وبدأت في عمله وفي إعداد الخلطة الخاصة بالشاورما واللحمة وقمت بإعداد ساندويشات لجميع العاملين ولي أيضاً وكم كانت دهشتهم من الطعم الطيب لهذه الأكلة التي أتت لهم من خلف البحار كما يقال الى درجة انهم اصبحوا يطلبون ويلحون علي ان اعمل آكلات اخرى ومنها الشاورما من اجل ان يأكلوا وأكل أنا أيضاً من طعام اعده واعرف ما هو في هذه البلاد التي تغربت اليها وتركت طعام والدتي والأجواء العائلية التي تصاحب إعداده.
كونت صداقة مع العاملين في المطعم وكنت حينها ادرس الهندسة المدنية وعرضوا علي ان اعمل معهم في المطعم كمساعد شيف مقابل ثمانية دولارات في الساعة بينما كنت اعمل في محطة البنزين مقابل أربعة دولارات في الساعة وتركت العمل في محطة البنزين وبدأت العمل في المطعم.
بقيت لفترة أساعد في المطبخ وكان الشيف المكسيكي مبسوط من عملي كنا نعد وجبات الهبربرغر والستيك ولازانيا وكنت في ذالك الوقت من سبعينات القرن الماضي احصل على إلف دولار في الشهر وهذا ما شجعني على اقتناء سيارة ترانس أم اذ دفعت عشرين بالمئة من ثمنها وقمت بتقسيط الباقي كما انني استأجرت شقة مستقلة خاصة بي بعدما كنت اسكن مع اثنين آخرين .. اصبح لدي دخل جيد .. وقد انعكس ذلك مباشرة على تطورات اخرى في العمل اذ انني أصبحت الشيف الرئيسي مكان الشيف المكسيكي الذي ترك العمل.
بعد ان تسلمت المسؤولية مباشرة بدأت اعمال التطوير على قائمة الطعام اذ ادخلت ثلاث وجبات او ثلاث اطباق جديدة وهي شيش كباب وتركش شاورما وهمبرغر عربي وقامت الادارة بعملها كـ " منيو" وصورت في صور جذابة وملفتة ووضعت في قوائم الطعام في السلسة التابعة للمطعم والبالغ عددها ثمانية مطاعم منتشرة في كاليفونيا كما انني أصبحت انتقل بين هذه الفروع الثمانية من اجل تدريب الاخرين على طريقة اعداد هذه الوجبات الثلاث.
بقيت في هذا المطعم وتدرجت الى ان اصبحت في منصب مراقب جودة وهنا أصبح هذا العمل يؤثر على دراستي ويأخذ مني الجزء الأكبر من وقتي وخاصة انني بدأت في تعلم الطيران.
ومن القصص التي تلخص هذا الانشغال ان والدتي جاءتني في زيارة بعد ان طلبت منها ذاك عبر مكالمة هاتفية الى بيت أختي في لندن بعد ان كانت ان تزورها برفقة أبي رحمة الله ورجوتها ان تأتي وكانت لا تعرف الانجليزية ولم تتكلم أثناء قدومها لزيارتي مع احد خجلا لأنها لا تعرف اللغة الانجليزية وقد استقبلتها في المطار بعد أن أخبرت الجوازات بأن أمي قادمة ولا تعرف لغة وأريد مساعدتها.
وقد استغربت أثناء زيارتها هذه وخلال الأسابيع الثلاث التي قضتها أنها لم تكن تراني فان اما أكون في المطعم او الجامعة او أتلقى دروس الطيران وعندما عادت الى الاردن أخبرت شقيقاتي قائلة: ثلاث أسابيع لم أراه إلا لحظات معينة وهذا الانشغال بين الجهات الثلاث مرده هو ان الحياة صعبة والإنسان تقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة وهذا نتاج تربية وعز ورثتها من والدي وقدرة على اتخاذ القرار وعلى المنافسة وإبداء الرأي وبذلك يتكون عند الانسان الفكر وتتكون لديه رؤيا يصنع من خلالها مستقبله.
نهاية الجزء السابع .......... يتبع