الشاب المصري شحاته عبداللطيف بلال ..الى جنات النعيم
جو 24 :
حسين عكور - يا ليتك لم تعبر شارع مكة في تلك اللحظة ، يا ليتك يا صديقي شحاته تأخرت قليلا في مطعم ابو جبارة الذي كنت تعمل به ،ياليت مديرك استوقفك لاي سبب من الاسباب فتأخر خروجك من المطعم دقائق معدودات فقط ، دقائق تحول بينك وبين تلك المركبة التي صدمتك او لنقل قتلتك بغير قصد طبعا ، تلك المركبة التي كان صاحبها يظن انه قادر على التحليق والطيران في شوارع العاصمة ، ولكن قدر الله وما شاء فعل ، لا نقول الا ما يرضي ربنا ، انها ارادة الله ،قضاؤه وقدره ،ونحن له من العابدين المؤمنين الموقنين بعدالته وحكمته ، ولا نقول الا( انا لله وانا اليه راجعون) ..
لقد عرفاك يا شحاته عبداللطيف بلال "٢١ عاما " منذ قدوم والدك من الشقيقة مصر قبل اكثر من عشرين عاما للعمل في عمارة مجاورة لشقتنا ،وربينا معا وكنت مثالا يحتذى ادبا واخلاقا وطيب معشر ..كبرنا وكبرت مسؤوليتك ،واضطررت لقطع دراستك لاعالة الاسرة بعد تعرض والدك لعارض صحي الزمه الفراش ..ومن ذلك الوقت قبل سنوات طوال ما زلت تعمل وتعمل وتقدم كل ما تجنيه من دنانير لوالدك الذي انا اعرف ان المه لفراقك يقتله يمزق احشاءه ،فلقد كنت له العون والسند والابن الذي يتعكز عليه بعد ان هده التعب ..
صديقي شحاته ،،ابكيك وانا في الغربة ..ابكيك وحيدا هنا في الولايات المتحدة ..اتذكر الايام والسنوات التي كنا بها معا نلهو ونلعب ونتشقون ،هل تذكر كيف كنا نعاني كلما سقطت الكرة في كرم الجيران ،هل تذكر معاناتنا ونحن نصلح دراجاتنا المهترئة ثم ما تلبث ان تتعطل من جديد فنعاود الكرة مرارا وتكرارا .. هل تذكر كيف كنا نتقاسم ما نملك من طعام اثناء الفرصة ؟
صديقي شحاته وداعا ، اللهم اجعله مثواه الجنة وصبر والديه واسرته واهله واحسن عزاءهم ..
عظم الله اجركم عمي ابو شحاته اقولها عبر الاثير عل صداها يصلكم ويخفف مصابكم ..
انا لله وانا اليه راجعون ..وحسبنا الله ونعم الوكيل ...