شكاوى من نهج تعامل ادارة التلفزيون الاردني مع متقاعديها.. والطراونة لا يجيب

أحمد عكور - لا يبحث أحدنا عند خروجه من مؤسسة منحها كلّ وقته وجهده وخبرته المتراكمة عبر السنين إلا أن يحظى بشيء من التكريم، والحديث هنا لا يتعلق بتكريم مادّي بقدر ما هو معنوي وعلى قاعدة "تسريح بإحسان"، وهذا ما لم يجده كثير من الموظفين المحالين على التقاعد في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني.

إبلاغ إحدى المذيعات التي تربينا على صوتها سابقا بإحالتها على التقاعد من قبل أحد المراسلين في المؤسسة لم يكن اخر مظاهر "عدم التقدير والاحترام" للموظفين السابقين، فقد واجه العديد من زملائها مؤخرا الإهمال ذاته، والأكثر مرارة كان شعور الموظف حاتم محسن بوقوعه ضحية لنهج "تصفية الحسابات"!

محسن تعرض للمضايقات بعد إحالته على التقاعد لسبب وحيد وهو المطالبة بحقوقه كاملة غير منقوصة، وتمثّلت المضايقات بتعطيل معاملة واجراءات الإحالة على التقاعد لأطول فترة ممكنة، وذلك اثر إصراره على الحصول على مسمى مدير برامج في الإذاعة وإثارة القضية مع وزير تطوير القطاع العام ووزير الدولة لشؤون الإعلام وديوان المظالم بعد بقائه مدة سبع سنوات في موقع قائم بأعمال مدير برامج الإذاعة.

ويضيف محسن إنه وعقب تعيينه مديرا أصيلا لبرامج الإذاعة قام بإعداد دورة برامجية جديدة حصلت الإذاعة بعدها على وسام الإستقلال من الدرجة الأولى، فحاولت إدارة المؤسسة نسب الفضل لها ما دفعه للتصريح بأن الوسام للإذاعة والفضل فيه للدورة البرامجية الأخيرة التي كانت علامة فارقة للإذاعة وتاريخها وإنجازاتها الإعلامية، وهو ما أثار حفيظة إدارة المؤسسة وفاقم خلافاته معهم.

وقال محسن إنه وبعد إحالته على التقاعد لم يتلقّ أي شكر على خدماته، بل ان إدارة المؤسسة عمدت إلى عدم تزويده بالوثائق المطلوبة كاملة ليبدأ رحلة مكوكية بين إدارة التقاعد المدني وإدارة المؤسسة إلى أن علق بينهما بسبب إصرار إدارة التقاعد المدني على أن يتم تزويدها بالكتاب الأصلي لرئاسة الوزراء الذي تم بموجبه إبلاغ مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بقرار الإحالة ورفض المؤسسة تزويده بالكتاب المطلوب والإصرارعلى الاكتفاء بالكتاب الموجه له من قبل مدير عام المؤسسة.

وتساءل محسن عما اذا كانت تلك الممارسات هي مكافأة لمدير برامج الإذاعة المخلص بعد مسيرة عمل إمتدت لمدة تسعة وثلاثين عاما في واحد من أخطر أجهزة التوجيه الوطني، أم أن الأمر كيدي لا إحترام فيه للأعراف المهنية في التعامل بين الإدارة والمستخدمين في مؤسسة يفترض فيها أنها تبني قيمة إحترام الرأي الآخر وإن تباينت وجهات النظر أو لجأ الموظف لطلب حقه بالطرق المشروعة.

ومن جانبها، حاولت جو24 التواصل مع مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، محمد الطراونة، غير أن هاتفه لم يُجب منذ عصر الاثنين.