المعارضة السورية تقصف حي السفارات في دمشق
سقطت للمرة الاولى قذيفة على حي ابو رمانة الراقي في دمشق، في وقت تستمر المعارك في الاحياء الجنوبية من العاصمة، وذلك غداة تحديد موعد لاجتماع لمجموعة "اصدقاء الشعب السوري" في 12 كانون الاول في المغرب يسبق اجتماعا آخر مماثلا في نهاية هذا الشهر في طوكيو.
وللمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل عشرين شهرا، سقطت قذيفة هاون في حي ابو رمانة الراقي في شمال شرق دمشق الذي يضم مقار السفارات والقريب من مكاتب المقر الرئاسي، ما تسبب بمقتل شخص واصابة آخرين بجروح، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ولم يذكر المرصد مصدر القذيفة، الا ان مصدرا امنيا في العاصمة السورية اوضح ان مصدرها مجموعة مقاتلة معارضة للنظام.
وذكر شهود لوكالة فرانس برس ان القذيفة استهدفت حافلة تابعة لعيادة طبية متنقلة كانت مركونة قرب حديقة المدفع المواجهة لنقابة الاطباء في وسط حي ابو رمانة.
وتحطم الهيكل الخلفي من الحافلة وزجاجها، بالاضافة الى زجاج حافلة كانت مركونة خلفها تابعة للعيادة نفسها. كما اصيبت سيارات اخرى والرصيف باضرار.
وافاد احد سكان المنطقة ان "طوقا امنيا فرض على المنطقة" بعد اطلاق القذيفة.
وذكر شاهد آخر ان "سيارة مسرعة مرت في المكان واطلقت النار عشوائيا" بعد انفجار القذيفة، مضيفا "لحسن الحظ، كانت الطريق التي كانت تعج بالمارة قبل اشهر قليلة، مقفرة".
وقال "لا يمكن تصور الخوف الذي تملكني عند سماع صوت الانفجار، كما سيطرت حالة من الارتباك في المنطقة التي لم يكن احد من سكانها يتوقع حصول ذلك هنا".
وقال ثالث رافضا الكشف عن هويته كذلك "اصبح الانسان ينطق بالشهادة قبل الخروج من منزله لانه لا يعرف ان كان سيعود اليه سالما".
واضاف "هناك حواجز في كل مكان تحسبا لاي انفجار، الا ان هذه الحواجز لا تمنع القذيفة من السقوط والدليل امامنا".
وكانت قذيفتان اصابتا الثلاثاء مبنى وزارة الاعلام في غرب دمشق من دون ان توقعا ضحايا، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وتجدد القصف صباح اليوم على احياء دمشق الجنوبية ومصدره القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد. وتشهد هذه الاحياء منذ اسابيع معارك بين مجموعات معارضة والقوات النظامية التي تحاول ترسيخ سيطرتها على كل العاصمة وضواحيها.
كما تعرضت مدينة داريا في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية "التي تحاول السيطرة عليها منذ ايام"، بحسب المرصد الذي اشار الى مشاركة الطيران الحربي في القصف والى قصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق.
واشارت لجان التنسيق المحلية في بيان الى ان "غمامة سوداء تغطي مدينة الزبداني بالكامل نتيجة قصف من حواجز" تابعة لقوات النظام.
وافاد المرصد عن غارات جوية في مناطق عدة بينها مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب (شمال غرب) الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين ومحيطها.
وتطرق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مجددا اليوم الى عدم وجود توازن بين قدرة المقاتلين المعارضين القتالية وسلاح النظام.
وقال في حديث اذاعي الاربعاء ان الرئيس السوري بشار الاسد قادر على "مواصلة قصف المناطق المحررة بطائراته ويملك منها 550"، مشيرا الى ان المعارضة السورية تطالب "باسلحة دفاعية ويمكننا تفهم ذلك".
واضاف "المسالة مطروحة لكنها لم تحل بعد".
وكان فابيوس اعلن الثلاثاء ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بحثوا الاثنين في بروكسل مسالة تسليح المعارضة لكن من دون حسمها، وقرروا دعوة قادة الائتلاف الوطني السوري المعارض الى اجتماعهم المقبل في منتصف كانون الاول.
واشار فابيوس اليوم الى "تحول كبير" في موقف شركاء فرنسا الاوروبيين حيال الائتلاف الذي شكل في الدوحة في مطلع تشرين الثاني ويضم ممثلين عن غالبية اطياف المعارضة.
وبعد باريس وتركيا ودول الخليج، اعترفت بريطانيا الثلاثاء بالائتلاف الوطني ك"ممثل شرعي وحيد للشعب السوري".
في الرباط، اعلنت وزارة الخارجية المغربية ان اجتماعا لاصدقاء الشعب السوري سيعقد في الثاني عشر من كانون الاول المقبل في مراكش (جنوب) وسيركز خصوصا على "وسائل تامين الانتقال السياسي" في سوريا.
ويسبق هذا الاجتماع لقاء للمجموعة نفسها يفترض ان يعقد في طوكيو في 30 تشرين الثاني وتأمل اليابان في ان تشارك فيه نحو ستين دولة، بهدف "زيادة عدد الدول التي تفرض عقوبات على النظام السوري وزيادة فاعلية هذه العقوبات".
وعقد آخر اجتماع لاصدقاء الشعب السوري في تموزفي باريس.
وصرح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا في دبي اليوم ان المعارضة تحتاج الى مبلغ ستين مليار دولار في الاشهر الستة الاولى بعد سقوط النظام في دمشق لمنع انهيار الاقتصاد.
وقال صبرا خلال افتتاح مؤتمر حول الاستثمار المستقبلي في سوريا ان هذا المبلغ سيكون مخصصا "لمعالجة القضايا الاكثر ضرورة وحساسية مثل تأمين مساكن للناس وتأهيل دور العبادة والمدارس وغيرها"، مشيرا الى "تهدم 2,5 مليون منزل بحسب احصاءات الامم المتحدة" في اعمال العنف في سوريا.
وقتل اكثر من 39 الف شخص في سوريا خلال عشرين شهرا من النزاع، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في كل انحاء البلاد وعلى مصادر طبية. ا ف ب