اليوم العالمي للطفل ..مصير اطفال العرب
تضامن: بمناسبة اليوم العالمي للطفل ... الأطفال العرب في مواجهة مصير قاتم يرسمه لهم الكبار بدون رحمة
يحتفل العالم في العشرين من تشرين ثاني كل عام باليوم العالمي للطفل ، حيث أوصت الجمعية العامة في عام 1954 بقرارها رقم 836 أن تقيم جميع البلدان يوماً عالمياً للطفل يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال وللعمل من أجل تعزيز رفاه الأطفال في العالم.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن إحتفال هذا العام يأتي في ظل ظروف عصيبة يعيشها الأطفال العرب في العديد من الدول ، وإنتهاكات متنوعة لحقوقهم في دول أخرى. فأطفال سوريا يعيشون أسوأ الأوضاع داخل بلدهم حيث يقتل ويجرح الكثيرون منهم بسبب النزاع القائم والمستمر منذ حوالي عامين ، ويعانون خارج بلادهم كلاجئين في كل من تركيا ولبنان والأردن بحرمانهم من التعليم والصحة والسكن والغذاء والأمان الأسري الذي يقدم لهم بمستويات متدنية ولا يتناسب مع الإحتياجات الأساسية لأسباب عديدة من بينها التدفق المستمر لللاجئين على الدول المجاورة لسوريا.
وتؤكد "تضامن" أن أوضاع الأطفال الفلسطينين ليست أفضل حالاً ، خاصة أطفال قطاع غزة الذي ما زال يتعرض لعدوان إسرائيلي يزيد كل يوم من أعداد الشهداء والجرحى الأطفال ، وتشير صورهم التي تقشعر لها الأبدان الى فظاعة الجرائم والمجازر التي ترتكب بحقهم ، إضافة الى الخوف الدائم وعدم الإنتظام بالدراسة والحالة النفسية والصحية والصدمة من هول ما يشاهدونه تجعل من الحديث عن طفولتهم بمعناه الوارد في قرار الأمم المتحدة ضرب من الخيال ولا يمت للواقع بصلة ، فهم فريسة سهلة تأكلها قرارات جنرالات الموت في إسرائيل.
والحال قد يكون أقل سوءاً في باقي الدول العربية ، ففي العراق يعاني الأطفال من تبعات حرب دامت لسنوات عديدة ولا زالوا يعانون من تفجيرات شبة يومية لا يجد فيها الأطفال مكاناً آمناً يمارسون فيه حياتهم الطبيعية ، أما في الأردن فقد أحالت الجهات الأمنية تسعة أطفال الى محكمة أمن الدولة لمشاركتهم في مظاهرات منددة برفع الحكومة لأسعار المحروقات ، وفي مصر ما زال الأطفال يعانون من الأمية والفتيات الصغيرات من الختان وما زالت ظاهرة أطفال الشوراع منتشرة ، وقد لا يتسع المجال للحديث مفصلاً عن أوضاع الأطفال العرب في يومهم العالمي.
تطالب "تضامن" كافة دول العالم والدول العربية خاصة التي تحتفل غداً باليوم العالمي للطفل الوقوف الى جانب أطفال سوريا وفلسطين لوقف عمليات القتل التي يتعرضون لها ، والى جانب الأطفال العرب بشكل عام لحماية حقوقهم والتحسين من ظروف حياتهم اليومية وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية المناسبة ومكافحة العنف المرتكب ضدهم ، لعلنا في السنوات المقبلة نحتفل بيومهم العالمي ونتحدث وقتها عن تعزيز رفاه الأطفال العرب حين تكف أيدي الكبار الذين باتوا يرسمون مستقبل أطفالنا بصورة قاتمة ومؤلمة.