هل ينصحُ بارتداء خاتم الزواج في مقابلات العمل؟ إليك الجواب الكافي
جو 24 :
قد لا يعجبك عنوان المقال أو يستفزك، لكن هذه هي بالفعل نصيحة خبير ومدير شؤون التوظيف التنفيذي بروس هورويتز، الذي كتب رأيه عبر موقع LinkedIn الخاص بالسير الذاتية وعالم الوظائف والمؤهلات؛ فقد كتب أن ارتداء المرأة لخاتم خطوبتها أثناء مقابلة توظيف قد يقلل من فرص ظفرها بالوظيفة، وسرعان ما انتشر قوله وكثر تداوله حسب موقع Motto الصادر عن مجلة Time الأميركية.
كتب هورويتز: "عندما يرى رجل خاتمك فسيفترض أنك صعبة الإرضاء ومكلفة، أما حين تراك امرأة في مكتب العمل وخاتمك بماسة كبيرة، فسوف تدرك أنك إن نلت الوظيفة فستهبط هي إلى الدرجة الثانية، ما سيجعلها تكرهك. وفري على نفسك ولا تلبسي خاتمك في المقابلة!"
وأضاف كذلك: "أما إن لم يكن لديك خاتم ولكنك اتفقت على الخطبة، فحاولي أن تعلمي مقابليك الرجال بذلك لأنهم سيحترمونك (ولعل النساء كذلك سيحترمنك لكني لست متأكداً)".
وقال هورويتز إن خلع الخاتم ساعد إحدى زبائنه على الفوز بوظيفة، لكن المعلقين على مشاركة هورويتز والمدونين الناقدين لكتابته، قالوا أن الأجدر بهورويتز أن يتخلص من نظرته التعسفية للمرأة وتحامله التقليدي ضدها.
فقد كتب أحد المعلقين: "هذا سخفٌ يقلل من شأن النساء ويجعلهن موضع استخفاف. إننا في عام 2016 يا سيد هورويتز. استيقظ لترى أين نحن".
وكتب معلق آخر "إن نصيحتك ليست بنصيحة ولا بمشورة، بل ضلالة معادية للنساء؛ آمل ألا يمتثل لنصيحتك أحد لأن الشركة التي تتبع إرشاداتك في التوظيف هي ليست بشركة ترتضيها امرأة ذات أمانة واستقامة للعمل فيها".
كذلك كتبت ميشيل رويز مقالة على موقع مجلة Vogue "نحن النساء العاملات نمثل 40% من معيلي الأسر الأميركية وكاسبي رزقها، سواء كنا المسؤولات الحصريات عن الإنفاق على تلك الأسر أو الأساسيات (يعني أكثر كسباً من الزوج)، وما زلنا نكافح لنحظى برواتب متساوية مع الرجل وعُطَل بأجر كامل، هذا بينما نربي أطفالنا في غياب خيارات مناسبة لحضانة الأطفال بينما نحن في الدوام. ثم يأتي من يقول إننا مشغولات البال بحجم خواتم خطوبة اللواتي تتقدمن للعمل لدينا كي تصبحن زميلات لنا فيما بعد، وإننا نكره كل من خاتمها أكبر من خواتمنا. يعني نحن ضحلات التفكير (رغم أننا نفوق الرجال أعداداً في التسجيل الجامعي) وأن في وقتنا متسعاً كي نلحظ أحجام خواتم نساء لسن حتى زميلاتنا بل مجرد متقدمات للمقابلة في شركة عملنا!".
لكن امرأة واحدة وافقت رأي هورويتز بشكل عام، حينما كتبت مدونة رأي على موقع Bravo قائلة إن ارتداء خاتم خطوبة أثار أسئلة غير لائقة (ولا يحق قانوناً طرحها) من قبل المقابلين، مثل ما هو عمل زوجها أو إن كان لديها أطفال.
من بعد تعرضه لسيل الانتقادات هذا لم يكن من هورويتز، إلا أن عاد وبقوة ليضاعف من شدة رأيه ويدعمه بمشاركتين أخريين على LinkedIn كتب فيهما "كما قلت سابقاً، إن الرجل الذي يجري المقابلة حين يرى خاتم خطوبة غالياً سيفترض أن التي ترتديه امرأة باهظة الكلفة. قد يرغب الرجل أن تكون في حياته الشخصية امرأة من هذا النوع، لكن ليس في مكان عمله".
كذلك قال إنه لا ينصح الرجال بارتداء ساعات رولكس إلى المقابلات للسبب ذاته.
ففي رأي هورويتز "لو كنا في عالم مثالي لتم تقييمنا على مؤهلاتنا المهنية، لكننا لا نعيش في عالم مثالي، ولهذا إن لسلوكنا دوراً وتأثيراً في مقابلات العمل. ويندرج تحت السلوك ما ترتديه للمقابلة وكذلك -سواء أعجبكم أم لا- طريقة سلوكك وتصرفك على الإنترنت. وباستثناء الأسباب الدينية والصحية والميول الجنسية فقد يرفض رب العمل طلب متقدم للوظيفة بناء على لباسه، كما يُرفَض المتقدم كثيراً بسبب سلوكه وكيفية تصرفه".
woman in a employment interview
وعندما طلب موقع Motto من هورويتز التعليق على الأمر أجاب في رسالة إلكترونية نسوقها لكم كاملة:
"حقيقة أني لا أفهم سبب هذه الضجة. لدى المقابلين أعين ينظرون بها إلى المتقدمين للمقابلة، يرون بها ما يلبسونه ويلحظون نظافتهم ويرقبون تصرفهم.
وبصفتي مسؤول توظيف فمن واجبي وصميم عملي أن أفحص مرشحي الوظيفة. شخصياً لا آبه ما يرتديه المتقدم طالما أن رداءه وسلوكه ضمن إطار مهني بإضافة إلى مؤهلات العمل طبعاً.
لكن مع ذلك إننا نعيش في عالم الواقع، وعندما نختار الموظفين علينا الاختيار والانتقاء من بين مرشحين مؤهلين، وهكذا يكون التفضيل فيما بينهم على أسس وعوامل تقع خارج نطاق مؤهلات العمل، أهمها هو تُرى هل سينسجم المرشح للوظيفة مع ثقافة وبيئة العمل ويناسبها أم لا. هذا هو عالم الواقع، وعندما أسدي نصائحي للعملاء الذين يطلبون المشورة الوظيفية، فإنني أعتمد على الواقع، لا على خيالات مثالية. (لا أقدم النصح للمتقدمين للوظائف، بل أعطي عملائي طالبي المشورة التوظيفية ضمانة 6 أشهر أنه في حال فشلوا في مقابلة لسبب ما فسأقوم بالبحث لهم عن وظيفة أخرى مجاناً. إن نصحت مرشح عمل بتغيير شيء ما للمقابلة فنجح وقُبِل، فقد لا يدوم توظيفه هناك رغم رغبتي وتمنياتي الحارة بذلك، لكن ولائي هو للعميل، أما الولاء لرب العمل فهو من اختصاص المتقدمين للعمل. وحينما يبحث العميل عن عمل ووظيفة فأسدي له النصيحة، ولهم مطلق الحرية في قبولها أو رفضها، لكن مسؤوليتي هي تقديم النصيحة).
لقد كتبت مشاركة ثالثة عن النساء والرجال الذين وافقوني الرأي فيما كتبته، وأظن تهمة "التحامل ضد النساء" ما هي إلا انعكاس لآراء النقاد، فـ"التحامل ضد النساء" معناه "الاعتقاد بأن أحد الجنسين (وعادة ما يكون الذكر) هو متفوق بالطبيعة على الجنس الآخر وعليه الهيمنة على معظم مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية".