أشهر مقبرة.. ضمت آخر سلطان عثماني وملك ليبيا وشيخ للأزهر
جو 24 :
تعتبر مقبرة البقيع التي يعود تاريخها إلى العصر النبوي قبل 1400 سنة، أشهر مقبرة في العالم لوقوعها قرب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة الذي يؤمه ملايين المسلمين سنويا، للصلاة فيه، ولزيارة قبور "بقيع الغرقد" للسلام على صحابة النبي الكريم الذين دفنوا فيه.
وحسب المراجع التاريخية فإن مقبرة البقيع تأسست على يدي النبي الأكرم عليه السلام، إبان هجرته إلى المدينة المنورة، وتم ذلك فور وفاة الصحابي "أسعد بن زرارة"، حيث اختار النبي على الفور موقع البقيع ليدفن فيه.
وتوالى دفن الصحابة في المقبرة بعد ذلك، فكانت رقية ابنة النبي من أوائل من دفن فيها، لتتخذ منذ ذلك الحين مقبرة نبوية توالى دفن الصحابة فيها إلى أن ضاقت بهم بعد وفاة الخليفة عثمان بن عفان، فكانت أول توسعة لها على يدي أول خليفة أموي معاوية بن أبي سفيان.
واكتسبت مقبرة البقيع أهميتها وقدسيتها للآثار الواردة عن النبي عليه السلام، حيث ثبتت زيارته لها والدعاء لأهلها، كما جاء في أثر نبوي، "إن جبريل أتاني فأجبته. فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم".
ومنذ ذلك الحين أصبحت زيارة البقيع جزءا أساسيا، وشعيرة من شعائر زيارة المسجد النبوي، الذي دفن فيه النبي وصاحبيه أبوبكر وعمر. وحسب المؤرخين فإن نحو 10 آلاف صحابي دفنوا في البقيع.
وعلى مر القرون الماضية استمرت توسعة البقيع على يد من يحكمون الحرمين الشريفين، ومن المنتظر أن تشهد توسعة أخرى، هي الأكبر لها في تاريخها ضمن التوسعة الحالية للمسجد النبوي الشريف، من الناحية الشرقية.
وستبلغ بعد توسعتها ضعف المساحة الحالية، لتصل إلى قرابة 300 ألف متر مربع، (ما يساوي نحو 42 ملعب كرة قدم)، كما سيبلغ عدد القبور إجماليًا قرابة 42 ألف قبر.
تعتبر البقيع مقبرة للمشاهير في العالم الإسلامي، ففضلا عن مشاهير الصحابة، وآل بيت النبي الكرام الذين دفنوا فيها، ضمت كذلك مشاهير من القرن العشرين، مثل السلطان عبدالمجيد الثاني، آخر سلطان عثماني، وملك ليبيا محمد إدريس السنوسي، وكذا شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، إضافة إلى المفكر الإسلامي المصري محمد الغزالي.
وتشرف على البقيع أمانة المدينة المنورة التي توفر فيها كافة الخدمات، منها تجهيز أكبر مغسلة أموات في العالم، بسبب الضغط الذي تشهده المقبرة خاصة في مواسم الحج والعمرة، كما تقدم فيها الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على المقبرة لتقديم الإرشادات والنصح للزائرين، إضافة إلى وضع العديد من اللوحات الإرشادية داخل المقبرة ومتابعة الجنائز.