بالفيديو .. عندما طعن مشجع لاعبة التنس مونيكا سيليش
قبل عشرين عاما تماما، وضعت حياة ومسيرة اللاعبة مونيكا سيليش على المحك بعدما تم طعنها من قبل مشجع الماني مجنون بتاريخ الثلاثين من ابريل 1993 في المانيا.
ربما استمرت باللعب الاحترافي حتى عام 2002، ايضا فازت بألقاب كبرى أخرى، لكن مسيرتها ربما تكون قد اختصرت في ذلك اليوم.
غونتر بارش، لم يتقبل حقيقة أن سيليش قد كسرت هيمنة لاعبته المفضلة وجعلها في المركز الثاني عالميا، لذلك قام بطعن سيليش في هامبورغ بينما كانت تجلس على مقعدها في الاستراحة ما بين الاشواط، كانت تبلغ من العمر وقتها 19سنة وفي جعبتها ثمانية القاب كبرى، في نفس العمر كان كريس ايفرت تملك بطولتين، بينما لم تحقق مارتينا نافراتيلوفا اي لقب، شتيفي غراف كانت تملك ستة، ولقب واحد لسيرينا وليامز.
عانت سيليش فعليا من الاصابة لاسابيع، لكن يمكن القول انها لم تتعافى نفسيا، حتى بعد عودتها للملاعب بعد 27 شهرا من الحادثة وتحقيقها لـ 21 لقب اضافي منها القاب في البطولات الكبرى بين 1995 و 2002.
المستقبل كان ربما سيكون له مليون سيناريو لو لم تطعن سيليش، ربما كانت سستعرض لتمزق في الرباط الصليبي في اليوم التالي او تصاب في ركبتها، او ربما كانت ستقع في الحب وتتقاعد مبكرا مثلما فعلت كيم كلايسترز عندما اصبح لديها اسرة، او ربما ستبلغ ذروة التألق في مرحلة المراهقة وتنتهي بسرعة كما هو الحال مع مارتينا هينغز.
الحسرة كل الحسرة انها لم تحصل بالفرصة لتقوم بكل هذه الامور، جنون رجل واحد سرق كل هذه الاحتمالات من هذه الموعبة الرائعة، وجعلها لاشهر تعيش في حالة من الرعب والخوف من الجماهير، غير قادرة على النوم، وبالكاد تمسك مضربا.
مما زاد الطين بلة ان البطولة لم يتم الغائها بعد هذه الحادثة، حتى بارش حصل على حكم بالسجن مدة عامين مع وقف التفيذ. بطولات التنس تحركت بعد هذه الحادثة، بطولة رولان غاروس عام 1993 نقلت كؤوس البطولة من المدرجات في الملعب، تم تحويل كراسي اللاعبين في ويمبلدون لتكون باتجاه الجماهير، لكن ماذا عن كل هذا؟ لم تطأ اقدام سيليش المانيا مجددا.
والآن، سيليش ما زالت قادرة على التكلم عن الحادثة، كتبت سيرة ذاتية، تمضي دقائق معدودة في العام في الأضواء، في الحفل السنوي للنجوم.
لقد نجت حقا من تلك الحادثة، لكن رغم مرور عقدين على تلك الحادثة، ما زالت تكلفة ذلك التصرف الرهيب يدفع ثمنه كل من سيليش وأيضا اللعبة التي احبتها ولا تزال.