الأردنية: منحة دراسية كاملة لبطلها الأولمبي أبو غوش
جو 24 :
زكريا الغول – أعلن رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة عن منح الطالب أحمد أبو غوش منحة دراسية كاملة تكريما لحصوله على الميدالية الذهبية في منافسات التايكواندو لوزن 68 كغم رجال بأولمبياد "ريو دي جانيرو 2016".
وقال محافظة خلال حفل مهيب أقيم اليوم تكريما للبطل الطالب في كلية التربية الرياضية أبو غوش إنه مدعاة فخر واعتزاز ويعد مثالا للطالب المنتمي لوطنه وجامعته نفخر بإنجازه ورفع راية الأردن عاليا.
وأكد محافظة دعم الجامعة للبطل الطالب أبو غوش وتذليل جميع الصعوبات أمامه وتوفير كل سبل الدعم لتحقيق المزيد من البطولات والإنجازات وتمثيل الأردن في كل المحافل الدولية.
وأضاف محافظة أن الجامعة الأردنية حملت على عاتقها قيادة حراك أكاديمي يسعى إلى التغيير الإيجابي، وإيمانا منها بأهمية دعم وتشجيع المبدعين وإتاحة الفرصة لصقل مواهبهم في إطار علمي وبحثي متميز، وخصوصا أولئك الذين حازت مشاركاتهم العلمية في مسابقات عالمية وإقليمية ومحلية على التقدير والاحترام، كان قبول البطل الأردني أحمد أبو غوش في صفوف طلبتها على التفوق الرياضي للعام الجامعي 2014/2015 ليرفع اليوم راية "الأردنية" والأردنيين.
من جهته أعرب أبو غوش عن تقديره وشكره لدور الجامعة الأردنية أولا في كل ما قدمته له من تدريبات وإمكانيات توجت بالمنحة الدراسية الكاملة آملا آن يكون هذا الإنجاز حافزا للرياضيين الأردنيين لتحقيق إنجازات أخرى، وأن يكون بداية فجر جديد للرياضة الأردنية ورياضة التايكواندو بالخصوص.
وعبر أبو غوش عن فخره واعتزازه بمنحه الميدالية الأولى لبلاده في تاريخ مشاركاتها في دورة الألعاب الاولمبية عندما نال ذهبية وزن تحت 68 كغم في رياضة التايكواندو على صدى موسيقى السلام الملكي الأردني الذي عزف في ريو دي جانيرو للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الاولمبية".
وأهدى أبو غوش إنجازه إلى جامعته الأردنية الأم وإلى الشعب الأردني والعربي والآسيويين مؤكدا انه فخور لأنه حقق إنجازه على حساب أبطال 3 قارات (فاز على أبطال مصر وكوريا الجنوبية واسبانيا وروسيا على التوالي).
وأثنى أبو غوش على دور مدربه فارس العساف في تحقيق هذا الإنجاز، وقال: "كلمة السر تعود للمدرب العساف الذي شكل معي ثنائيا استثنائيا، عملنا لعدة سنوات واشتر على الإعداد لهذه اللحظة التاريخية، ونجحنا بجدارة واستحقاق".
إلى ذلك قدم محافظة لأعضاء بعثة الجامعة الأردنية إلى البرازيل المشاركة في أولمبياد "ريو دي جانيرو 2016" الدروع التكريمية لإسهاماتهم وجهودهم المميزة وهم مدير دائرة النشاط الرياضي الدكتور رائع خريسات والمدرب الوطني فارس العساف ومدرب التايكوندو في الجامعة طارق أبو سبيتان.
واحتفاء بلحظة الشرف هذه، أقامت دائرة الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة الأردنية اليوم حفلا ضخما رسمت من خلاله خطوطا من الفرح، وتوقفت بين فعالياته أمام مرايا الأشياء بحثا عن كلمات شكر تقدمها للطالب أبو غوش، الذي وفّى بوعده وسطر اسم بلاده في سجل جدول الميداليات الذهبية للمرة الأولى في تاريخ المشاركات في الأولمبيات، صانعا لها المجد المخلد وله المستقبل المشرق.
الاحتفال الذي دعيت إليه كافة الفعاليات الرسمية والقيادات الأكاديمية والإدارية في الجامعة وحظي بحضور إعلامي مميز، استهل بتقليد البطل أبو غوش عقدا من الورد تزامنا مع تناثر البالونات في بهو مبنى الرئاسة الذي ازدان بالأعلام والورود وعلى صدى الأغاني الوطنية، وسط تصفيق حار من قبل الحضور الحاشد والموظفين ممن تزاحموا على حواف الطوابق العليا للمبنى احتفالا وابتهاجا ببطل "الأردنية" الأولمبي الذهبي.
عقبه، إلقاء باقة متنوعة من الكلمات الخطابية والاحتفالية، وتبادل التهاني والتبريكات بالمنجز الوطني، تلاه تكريم أبو غوش وبعثة الجامعة الأردنية المشاركة معه في البرازيل.
النشمي أحمد أبو غوش ذو الواحد والعشرين ربيعا لم يكن إنجازه التاريخي غريبا، فالبطل موهوب بالفطرة منذ صباه، عشق التايكواندو حد الثمالة، وتوسعت مدارك طموحاته في الوصول إلى الأولمبياد، بعدما حقق إنجازات لافتة في بطولات عالمية وآسيوية على صعيد الفئات العمرية.
وكان أبو غوش على موعد مع حياكة الخيوط الأولى لطموحاته حينما توجه ومدربه فارس العساف إلى مصر ليكون أول لاعب عربي وأردني يحصل على بطولة العالم للناشئين والناشئات بالتايكواندو عام 2012 في شرم الشيخ. ثم نال ذهبية بطولتي العالم وآسيا، وجائزة أفضل رياضي أردني الممنوحة من اللجنة الأولمبية الأردنية.
كانت بدايته الفوز بلقب بطولة المملكة للأشبال العام 2009، وكذلك لقب بطولة المملكة للناشئين في نفس العام، أما البداية الخارجية فكانت من خلال الفوز بذهبية الإسكندريات في مصر العام 2010 في وزن تحت 45 كغم، ونال ذهبية بطولة الفجر الدولية في إيران، ومنها طار إلى كوريا ليشارك في بطولة تشون تشون وينال ذهبيتها بجدارة.
وفي ذات الأسبوع، اعتلى أبو غوش قمة بطولة كوريا المفتوحة للشباب، ورغم مراقبته إلا أنه أثبت انه يملك قلبا جريئا وشجاعا وقادرا على بث الرعب في قلوب منافسيه الكوريين، ونال ذهبية وزنه وسط تصفيق حار من قبل المدربين والمتابعين، ونال ذهبية غرب آسيا للناشئين في اربيل، والتي كانت محطة مهمة جدا له، وانطلق من هناك في اتجاه بطولة الإمارات العربية ليفوز بذهبيتها بجدارة، ليثبت انه بطل من ذهب
سطر أبو غوش أكبر وأهم إنجاز تاريخي في مسيرة الرياضة الأردنية ووضع الأردن على الخريطة الدولية من جديد تغنى في بطولاته الإعلام الأردني وفرد لها مساحات مضيئة تارة يسميه "فجر الأردن" وتارة أخرى "بطل الذهب" .
يقول جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم "المواطنة بقدر ما تعطي للوطن"؛ وأبو غوش أعطى وأجزل العطاء فحكايته مع العطاء والإنجاز أنموذج مضيء يدعو للفخر، ولا بد من الاقتداء به والوقوف عند مخرجات الدرس الذي قدمه لنا، حتى نضمن أن تتواصل مسيرة الإبداع الرياضي الأردني.