موقف مشرف لأمانة السر في قضية الوحدات والرمثا والمطلوب من اللجنة التأديبية؟
أعلنت أمانة سر الاتحاد الأردني لكرة القدم، عن نتائج التحقيق التي أجرتها في حادثة الشغب التي وقعت عقب انتهاء لقاء الوحدات والرمثا في دور المجموعات من بطولة درع الاتحاد الأردني.
واندلعت أعمل شغب عقب نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي هدفين لمثلهما، وليتأهل الوحدات إلى دور النصف نهائي من البطولة، وقامت الجماهير باقتحام أرضية الملعب، ما أجبر قوات الأمن على التدخل لضبط الجماهير.
خطوة أمانة سر الاتحاد الأردني ترفع القبعة لها
خرجت أمانة سر الاتحاد الأردني لكرة القدم، بمؤتمر صحفي تواجد فيه ممثلين عن إدارة الناديين، وممثلين عن وسائل الإعلام، وقام سيزار صوبر بعرض نتائج التحقيقات التي أجرتها أمانة سر الاتحاد، ووثقت نتائجها بمقاطع فيديو.
وأكدت أمانة سر الاتحاد أن جماهير الوحدات هي من تسببت بالشغب، حيث قام مجموعة منهم بإلقاء علبة مياه على جماهير الرمثا التي قامت بالرد عليهم بحجارة، فيما قام لاعب من فريق الوحدات بالتسبب بأعمال الشغب في الدرجة الثانية عندما قام بالذهاب إلى المدرجات لجلب ابنه، وهذا يعد مخالفة للقوانين، وقام اللاعب برفض القرار الأمني بمنعه من الوصول إلى المدرج ما أجبر الجماهير بالإعتداء على رجال الأمن بسبب اللاعب، وتطور الأمر لتقتحم الجماهير أرضية الملعب، كذلك قامت بعض أعضاء مجلس إدارة الوحدات وجماهيرهم بتوجيه كلمات قاسية إلى قوات الأمن.
ووقعت أعمال شغب في السنوات الماضية، وللأسف أمناء السر السابقون لم يقوموا بإجراء تحقيقات لمعرفة أسبابها، ولتترك الأمور بدون توضيح، ما جل كل شخص يظهر نفسه بمظهر المظلوم، وأن مؤامرة تحاكم ضدهم وضد أنديتهم وجماهيرهم، وأصبحت الجماهير مقتنعة بأن الاتحاد يميز بين الأندية وجماهيرها، وأن العقوبات التي تصدر بحقهم ظالمة، وحتى الإعلام كان ينظر لتلك الملفات من باب الشخصنة والنادوية.
خطوة أمانة سر الاتحاد الحالية بكشف تفاصيل وأسباب حادثة الشغب في لقاء الرمثا والوحدات هي خطوة صحيحة، وتلك الخطوة ستمنع أي شخص من تجير تلك الأحداث لصالحه، وستمنع الصحافة النادوية من استغلال الموقف لصالح أنديتها، وستجبر الجماهير بعدم ترويج فكرة المؤامرة ضدهم.
سيزار صوبر أمين سر الاتحاد الجديد أشار بعد تسلمه لمنصبه أنه سيتعامل بكل شفافية مع جميع القضايا، وسيظهر نتائجها أمام وسائل الإعلام، وهذا ما حدث في أول اختبار له في أحداث الشغب التي حدثت في لقاء الوحدات والرمثا، ولذلك ترفع القبعة لأمين سر الاتحاد ولخطوته الجريئة.
المطلوب من اللجنة التأديبية
قررت أمانة سر الاتحاد تحويل ملف أحداث الشغب في لقاء الوحدات والرمثا إلى اللجنة التأديبية، لاتخاذ القرارات المناسبة بحق المخالفين لقوانين اللائحة التأديبية.
والآن اللجنة التأديبية في موقف لا تحسد عليه، والجميع ينتظر قراراتها، والبعض يريد تجير العقوبات لصالحه، والبعض الآخر يريد تثبيت نظرية المؤامرة ضد ناديهم، ناهيك عن الإعلام النادي الذي سينقسم ما بين معارض لتلك العقوبات والمؤيد لها.
لكن ظهر موقف خطير وفي وسائل الإعلام الأردنية وفي صحف رسمية، حيث أشاروا إلى أن اللجنة التأديبية ستصدر عقوباتها بأحداث شغب مباراة الرمثا والوحدات بعد الانتخابات النيابية؛ لأن أعضاء من اللجنة التأديبية سيخضون الانتخابات النيابية، واتخاذ قرار قبل الانتخابات قد يجعل الجماهير تعمل ضدهم في الانتخابات، وهذا ما أشارت له صحيفة السبيل الأردنية.
تلك المعلومات خرجت لكن لم يتم نفيها ولم يتم تأكيدها، والجميع يريد تجير الأمور لصالحه، والإعلام شريك مع الاتحاد، ودائما ما يقدم الإعلام النصائح للجهات المسؤولة حتى لا تقع بالخطأ، وحتى لا يستغل أي شخص لتلك الأخطاء، واللجنة التأديبية الآن في موقفٍ صعب جداً، فهي لجنة تطوعية، ومن حق أعضائها ممارسة أي نشاط سياسي بعيداً عن مصالح كرة القدم، وبعد ترويج الإعلام لتلك الأفكار للتصيد للجنة التأديبية فإنها أمام موقفٍ صعب يحتاج لشجاعة وقرارات جريئة مثل ذلك القرار الذي خرج من أمانة سر الاتحاد التي ناقشة القضية أمام وسائل الإعلام، لذلك أصبحت اللجنة التأديبية أمام أزمة كبير، ويجب عليها مناقشة ودراسة جميع الأدلة المتوفرة لديها وأخذ الوقت المناسب والكافي لدراستها لكن يجب أن تصدر جميع قراراتها قبل مباراة الوحدات والفيصلي في الدور النصف نهائي من بطولة درع الاتحاد، حتى لا يتصيد أي شخص لذلك الموقف.
ماذا يقول القانون؟
عند تصفح اللائحة التأديبية فإن عقوبة اللاعبين والمسؤولين مختلفة، وحسب طبيعة المخالفة من الشتم لمحاولة التعدي أو الضرب أو الاستفزاز ونشر الكراهية، ولكل موقف عقوبة خاصة، واللجنة التأديبية قادرة على اختيار العقوبة المناسبة بحق أعضاء مجلس إدارة الوحدات ولاعبهم الذي توجه إلى الجماهير.
لكن نقطة الخلاف التي سنتحدث عنها هي عقوبة الجماهير، فليس من المعقول أن ننتظر إلى المخالفة العاشرة للجماهير لاتخاذ قرارات صارمة بحقهم، وليس من المعقول أن نغرم نادٍ نتيجة اقتحام جماهيرهم لأرضية الملعب بعد نهاية المباراة ما بين 1000 إلى 2000 دينار أردني، وهنا يجب التصدي لتلك المواقف بعقوبات أخرى وهي كثيرة مثل اقامة مباراة بدون جمهور وخصم نقاط وتخسير مباراة.
دائماً الهدف من العقوبات هو الردع، والجماهير تستمر بأعمال الشغب لأن القوانين ضعيفة بعض الشيء، لكن نحتاج وقفة جريئة من قبل اللجنة التأديبية ونحن نقر بأنها أمام موقفٍ صعب، لكن الوقت والموقف يحتاج إلى شجاعة في اتخاذات العقوبات المناسبة؛ لأن الأمر أصبح يتعلق بالوحدة الوطنية وبأمن الوطن، وللجنة التأديبية حق بإضافة أي عقوبات أخرى بحق المخالفين للقوانين في حال رأت أن الموقف أو الحادثة تحتاج لعقوبات إضافية.
في النهاية، الاتحاد اتخذ موقف شجاع وبدأ بالعمل بشكلٍ شفاف أمام الجميع، وبدأ بمحاسبة المتسبب بأي مشكلة، واللجنة التأديبية في موقفٍ صعب يحتاج منها التأني ودراسة الأحداث بشكلٍ موسع واتخاذ عقوبات صارمة بحق كل شخص ينتهك اللائحة التأديبية.سبورت 360