jo24_banner
jo24_banner

المسلماني يخلط بين دور الاعلام ووظيفة النائب.. ويسعى لولوج عالم السياسة

المسلماني يخلط بين دور الاعلام ووظيفة النائب.. ويسعى لولوج عالم السياسة
جو 24 :
محرر شؤون الانتخابات - الظرف السياسي الراهن، والذي نشهد فيه انتخابات نيابية قد تكون حاسمة لكثير من القضايا المفصليّة، يستوجب تسليط الضوء على الأداء السياسي لبعض المرشحين للبرلمان المنتظر، وهو ما يعدّ ركيزة أساسيّة للبناء الديمقراطي في وطننا الحبيب.

ملامح الأداء السياسي للمرشحين للمجلس القادم، ترتسم عبر دعاياتهم الانتخابية، التي تعكس أولى طلائع هذا الأداء، وطبيعة برامجهم لخوض المرحلة المقبلة.

وهنا تبرز أهميّة النقد في المجال السياسي كأولويّة، لذا تعتزم جو24 البدء بنشر سلسلة مقالات، بهدف رصد وتحليل البرامج التي يطرحها المرشحون، ضمن شعاراتهم ودعاياتهم الانتخابيّة، لتقييم الأداء السياسي المتوقّع في حال وصولهم إلى البرلمان. وفي هذا السياق تأتي المقالة التالية كأولى حلقات السلسلة.

في عالم السياسة هنالك صنفان من البشر، الأوّل يمتلك برنامج ورؤية فكرية مبنية على دراسات واطّلاعات وخبرات واسعة، وتستند إلى منظومة متكاملة، تربط السياسي بالاقتصادي بالاجتماعي. والمقاربة التي استند إليها قانون الانتخاب الجديد، جاءت على أساس أن كافّة المرشّحين من هذا الصنف، لذا كان يفترض تشكيل قوائم متجانسة، تضمّ أعضاء من ذات المدرسة.

أمّا الصنف الثاني، فهو أولئك المقتحمون لعالم السياسة، دون إدراك لماهيّة الدولة، أو دور السلطات الثلاث وعلاقتها البينيّة. هذا النوع من الناس يتعامل مع السياسة كما يتعامل مع الولائم، فتراه يتطلّع إلى منصب دسم، ليتدرّج من نائب إلى وزير، على سبيل المثال، دون أي هدف متّصل بالسياسة، فالحكاية بالنسبة لهذا النوع رغبة ملحّة بالمخترة!!

وأسهل طريقة لإشباع هذه الرغبة، بالنسبة لهم، هي الترشّح للانتخابات النيابيّة، ليس لامتلاكهم برامج يؤمنون بها ويسعون إلى ترجمتها، وهذا ما يثبته "التوقيت". والمقصود هنا توقيت استيقاظ إحساسهم بالناس، وإعلان تبنّيهم لهمومهم ومشاكلهم، دون ذكر هذه الهموم والمشاكل، طبعا لعدم علمهم بها من الأساس.

يتذكّرون فجأة أن للناس مشاكل وقت الترشح للانتخابات النيابية، وتصبح الذاكرة بيضاء ناصعة فور وصولهم إلى البرلمان، ومن الأمثلة على هؤلاء الأشخاص، المرشّح على دائرة عمان الثالثة، أمجد المسلماني، الذي جرّبه الناس، وها هو يطلّ علينا بأحد المقالات الدعائيّة، ليثبت أنّه من جماعة اختيار التوقيت المرتبط بفترة الترشّح.

نودّ أن يخبرنا المرشّح المذكور ما هي هموم الناس وقضاياهم ومشاكلهم التي يريد أن يتبنّاها، إن كان يعلمها؟ وما هو البرنامج الذي يطرحه في قائمته غير المتجانسة؟ قال إنه يتلمّس احتياجات الناس؟ الآن طبعا سيعلن هذا "التلمّس"، ولكن هل حقّاً يعلم احتياجات الناس؟ وهل يدرك أن الناس والدولة بحاجة إلى برلمان قائم على تيّارات سياسيّة متنوّعة؟ ترى إلى أيّ تيّار ينتمي الضليع بـ "بزنس" السياحة؟

وسيكون جميلا لو ذكر هذا المرشّح القرارات المضرّة بمصالح الناس، والتي صوّت عليها بلا؟ هل حقّاُ اتّخذ مواقف منحازة للناس لدى تصويت المجلس النيابي السابق على قرارات حسّاسة؟ هل يحبّ هذا النائب السابق أن نقدّم له جردة حساب، تكشف مواقفه الحقيقيّة خلال التصويت في المجلس السابق؟ سيكون طريفا أن يعلن بعد هذا "تبنّيه" لما لا يعلمه.

أمّا حول انتقاده لوسائل الإعلام في مقاله المذكور، هذا الانتقاد الذي وصل إلى استخدام مفردات غير لائقة، فكان في غاية الطرافة، حيث أعلن المرشّح الجهبذ أنّه سيستمرّ بانتقاد الإعلام حتّى يقوم بدوره.

يبدو أن الرجل الذي يطرح ويسوّق ذاته في عالم السياسة نسي وجود سلطة رابعة، دورها انتقاد الساسة لضمان قيامهم بدورهم، فتعامل مع الاعلام بفوقيّة مضحكة، قلب فيها الموازين رأسا على عقب! دور النائب يا مسلماني هو دور سياسي، والانتقاد مهمّة الإعلام، وليس العكس أيّها المرشّح "المنتقد"..... ربّما غياب الرؤية السياسية الواضحة هو ما جعلك تقلب الموازين!!
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير