ما هي العادات المصاحبة لموسم الحج؟
للحج مناسك معروفة يتم التذكير بها، والتأكيد عليها في حلقات المساجد والبرامج التلفزيونية والإذاعية في مثل تلك الأيام من كل عام. وهناك مناسك شعبية بعيدة عن وسائل الإعلام، يتم توريثها من جيل إلى جيل. ورغم اختفاء معظمها في المدن، إلا أن الريف المصري والمناطق الشعبية المصرية ما زالت متمسكة، حتى اليوم، بأغلب العادات التي ارتبطت بموسم الحج والرحلة المقدسة. وتلك بعض العادات التي تصاحب موسم الحج، والاحتفال بالحاج.
أغاني الحج
في أيام الحج، عندما تمر بجانب مقهى صغير في إحدى القرى أو المناطق الشعبية، تسمع أغنية "يا رايحين للنبي الغالي"، بصوت ليلى مراد يخرج من مذياع قديم، وسط تهليل الجالسين "اوعدنا يا رب". يبحث سكان البيوت الشعبية عن أغان بعينها ارتبطت بموسم الحج لترديدها على سمع المسافر، وكمظهر للاحتفال وإعلام المحيطين، بأن هناك حاجا هذا العام من ذلك البيت. ومن أشهر الأغاني التي ارتبطت بموسم الحج، أغنية "عليك صلاة الله وسلامه، شفاعة ياجد الحسنين"، من غناء أسمهان، وكلمات بديع خيري، وألحان فريد الأطرش وأغنية "إلى عرفات الله"، من غناء أم كلثوم، وكلمات أحمد شوقي، وألحان رياض السنباطي.
زينة الحج وحلقات الذكر
يقوم أهل بيت الحاج والجيران والأقارب، بتزيين البيت قبل سفره بعدة أيام بمزيد من عناقيد الأنوار، وذلك كإشارة أن هنالك شخص من ذلك البيت سيؤدي الحج هذا الموسم. ويجتمع كل يوم حتى ميعاد السفر رجال القرية أو المنطقة الشعبية، في حلقات ذكر أمام البيت، ويقومون فيها بالإنشاد الديني.
النقوط
عادة مستمرة منذ سنوات في الريف والمناطق الشعبية، حتى أصبحت قانوناً وفرضاً على الأقارب والمعارف والجيران الذين يقومون بزيارة الحاج قبل سفره بأيام قليلة، ويقومون بدفع "النقوط"، وهو مبلغ غير محدد من المال، وفقاً للحالة المادية لكل شخص. وهناك بعض الأشخاص يعطون "النقوط" في صورة طعام.
غرافيتي
مع اقتراب عودة الحاج من سفره، يقوم أهل البيت بطلاء البيت من الخارج. ويعمل خطاط القرية على رسم صورة الكعبة المشرفة على جدار البيت من الخارج، إضافة إلى طائرة أو سفينة حسب الوسيلة التي استخدمها الحاج، مذيلة بعبارة "حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً". وتقوم العديد من الأسر، بتجديد ذلك الرسم كل فترة قبل أن تبهت ألوانه وخطوطه، وذلك كإشارة بأن أحد سكان البيت قد زار بيت الله الحرام من قبل.
الزفّة
وهي من أقل العادات انتشاراً اليوم، لكنها مازالت موجودة في بعض المناطق الريفية، وفيها يستقبل سكان القرية رجالاً ونساء، العائد من الحج بزفة حقيقية، تقودها الأحصنة والمزامير البلدية والدفوف. ويحمَل الرجال الحاج على الأعناق وسط الزغاريد والطبل، حتى يصل إلى منزله. ويقومون بالرقص والتحطيب في بعض الأحيان، ويستمر الاحتفال بالحاج حتى المساء.
(الأنباء)