بدقة تبلغ 93 .. لعبة iPad تكشف عن إصابة الأطفال بالتوحد
جو 24 :
أجريت تجربةٌ على مجموعةٍ من الأطفال المصابين بالتوحد وآخرين غير مصابين، عبر إعطائهم أجهزة آيباد iPad ليلعبوا لعبةً تم برمجتها لتعقب حركات الأصابع وإيماءات الجسد، وذلك في إطار أبحاث للكشف عن إمكانية معرفة إصابة الأطفال بمرض التوحد.
وبحسب صحيفة Daily Mail البريطانية، فإن باحثين أجروا تجربةً على 37 طفلاً مصابين بالتوحد تترواح أعمارهم ما بين الثالثة والسادسة من العمر، و45 آخرين غير مصابين به، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة والسابعة من العمر، وعقب تحليل بيانات اللعبة لمجموعتي الأطفال، وجد الباحثون أن الأطفال المصابين بالتوحد قد أظهروا قوة ضغطٍ أكبر من الآخرين.
حيث قام فريق الباحثون بإضافة شفرةٍ للعبتي أطفال متاحتين في السوق؛ من أجل تجميع بيانات تلتقطها أجهزة الاستشعار وشاشة اللمس أثناء اللعب لمساعدتهم في الكشف عن المرض.
autism ipad
وطُلب من الأطفال أن يلعبوا ألعاباً على أجهزةٍ لوحيةٍ ذكيةٍ ذات شاشات لمس حساسة، ومزودة بأجهزة استشعار للحركة، ووضع جهاز iPad mini على طاولةٍ أمام الطفل؛ حتى تكون الحركة التي يتم التقاطها فقط هي حركة الأصابع الضاغطة عبر الشاشة.
تطلبت اللعبة الأساسية أن يقوم الأطفال باقتسام قطعة طعامٍ ومشاركتها مع أربعة أطفالٍ آخرين على الشاشة، أما اللعبة الثانية فركزت على عامل الإبداع، حيث طُلب من اللاعبين تلوين رسمٍ لأحد الأشكال.
وبمجرد انتهاء الأطفال من اللعب، حلل الباحثون البيانات عبر خوازمية التعلم الآلي باستخدام 262 سمة خاصة بشاشة اللمس وبأجهزة الاستشعار، ثم قاموا بمقارنة نتائج كلتا المجموعتين.
autism ipad
وتوصل الباحثون إلى أنه يمكن من خلال تحليل الطريقة التي يتبعها الأطفال أثناء اللعب بألعاب جهاز آيباد الكشف عما إذا كانوا مصابين بالتوحد أم لا، إذ وجدوا أن المصابين به قد استخدموا أصابعهم بقوة أكبر وحركوها بطرق مختلفة، فيما يَرجى أن يساهم هذا التطبيق في التشخيص المبكر وعلاج المرض.
فيما استطاعت الدراسة اكتشاف حالات التوحد بدقةٍ وصلت نسبتها إلى 93% من خلال تحليل التعلم الآلي للأنماط الحركية للأطفال، وأظهرهذا التحليل أن هذه الأنماط تضمنت قوةً أكبر أثناء اللمس، وتوزيعاً مختلفاً للقوى خلال الإيماءات، وأن حركات الإيماءات كانت أسرع، وأكبر، وامتازت باستخدامٍ أكثر لأطراف الحيز المكاني.
autism ipad
وتعزز هذه البيانات من النظرية التي تقول بأن الخلل الحركي هو سمةٌ أساسيةٌ لمرض التوحد، ومن أنه يمكن قياسه حاسوبياً باستخدام ألعابٍ ممتعةٍ على الأجهزة الذكية.
هذا وقد اعتبر د. جونثان ديلافيلد من جامعة ستراثكلايد، أن هذا يعد سبقاً هائلاً للتشخيص المبكر لمرض التوحد؛ لأن هذا لن يتطلب فحوصاتٍ مجهدةٍ وباهظةٍ من قبل الأطباء، حيث إن التقييم من خلال هذه اللعبة سيوفر طريقةً سريعةً ومرحةً وغير مكلفة للكشف عن المرض، مؤكداً أن الأمر يتطلب مزيداً من العمل لتأيد صحة هذه النتائج، وللكشف عن أوجه قصورها.
فيما يعتقد الباحثون أن دراسة الخلل الحادث في توقيت الحركات وتكاملها ربما يعد مدخلاً فريداً لتشخيص المرض مبكراً؛ مما يَمّكن الأطفال من تلقي العلاج اللازم، إذ تقيس الأجهزة اللوحية الذكية حركات وإيماءات الأطفال المصابين بالتوحد.
ويعتقد الباحثون من جامعة ستراثكلايد وزملائهم في مشروع Harimata الناشئ، أن استخدام ألعاب جهاز آيباد المرحة لتتبع حركات يد اللاعبين يمثل طريقةً أقل تطفلاً لتشخيص اختلالات النمو.
ووفقاً للتقارير العلمية المنشورة بمجلة Nature، يقول الباحثون "لقد قررنا أن نبحث عما إذا كنا نستطيع التعرف على النمط الحركي الخاص بمرض التوحد من خلال لعب الأطفال بألعاب إلكترونية، حيث ينهمكون في اللعب باستخدام الجهاز اللوحي الذكي iPad mini في ظروف طبيعية وبأقل تعليمات ممكنة".
وأضافوا، "لقد رأينا أنه يمكننا من خلال ذلك توفير معلوماتٍ موثوقةٍ حول السلوك الحركي التلقائي للطفل، أكثر مما يتوفر حالياً من معلومات، كما يمكن تحليل طبيعة الخلل الحركي من خلال قياس النمط الحركي التلقائي للطفل عبر حركاتٍ موجهةٍ ذاتِ هدفٍ أثناء اللعب".
من جانبها، تقول مديرة البحث بمشروع Harimata آنا انزوليز، "كان هدفنا تطوير اختبارٍ من شأنه أن يكون بسيطاً، وسريعاً، ومرحاً وجذاباً للأطفال، وبدت الألعاب المصممة للعب على جهاز آيباد فكرة مثالية، فهي مزودة بأجهزة استشعار قوية تسمح بقياسٍ دقيقٍ لتحركات الأطفال أثناء اللعب".
يذكر أن اضطراب الطيف التوحدي هو اضطراب في النمو العصبي لدى الأطفال، وتقدر نسبة انتشاره عالميا بإصابة نحو واحدٍ من كل مائةٍ وستين طفلاً ، بينما تقدر نسبة انتشاره في أوروبا وشمال أميركا بإصابة طفلٍ واحدٍ لكل ثمانيةٍ وستين طفلاً.
ويظهر اضطراب التوحد بوضوحٍ في مرحلة الرضاعة، ويصيب واحداً من كل ثمانيةٍ وستين طفلاً بالولايات المتحدة الأميركية، بينما في المملكة المتحدة، يعيش سبعمائة ألف شخصٍ تقريباً مصابون بالتوحد، وتبلغ الكَلفة الإجمالية للرعاية الصحية والدعم المقدم لهم أكثر من ثلاثين مليار دولار سنوياً.