الأمانة تخنق شوارع العاصمة
جو 24 :
أمانة عمان، التي تحترف لعبة الاستعراض، في محاولة مضحكة لمنافسة بلدية باريس أو برلين، في القفز إلى حيّز تنظيم المهرجانات والكرنفالات والفعاليات، التي لا ينقصها إلاّ أوبرا "دون جيوفاني"، قبل تنظيف شوارع العاصمة من النفايات، أو حلّ الأزمة المرورية الخانقة، التي تهدر وقت الناس، بما يؤدي إلى خفض الإنتاجية وبالتالي الهرولة إلى سحق سوق العمل..
تلك الأمانة التي يفترض أن تحلّ المشاكل الرئيسة، باتت جزء أساسيّا من المشكلة.
كثيرة هي الاولويات التي تجاهلتها أمانة العاصمة، رغم أنها تعتبر ألف باء العمل البلدي، ولكن سنركز هنا على مسألة أزمات السير، والمخالفات المرورية.
لا يخفى على أحد أن أمانتنا العظيمة فشلت فشلا ذريعا –بحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه- في مسألة توسعة الشوارع، فرغم التزايد المخيف لأعداد المركبات، مازالت الشوارع على حالها منذ نعومة أظافر العاصمة. والنتيجة: ازمة مرورية خانقة، أقسمت ألاّ تدع موظفا أو عاملا يصل إلى مكان عمله بالوقت المحدد، حتى وإن أخذ احتياطاته من استيقاظ مبكر وخروج قبل الوقت بساعات، فلأزمات المرور مفاجآتها التي لا تنتهي.
هذا الأمر ينطبق على كافّة شوارع العاصمة، ولكن التجلي المرعب له يتكشف تحديدا فيي منطقة وسط البلد. وهذه مسألة طبيعية.
كارثة –وليست مجرد أزمة- مرورية يدركها كل من يمر بوسط البلد، يعني غالبية سكان عمان، والمفترض أن تعمل أمانة العاصمة الموقرة على حلّ هذه المسألة، ولكن الأمانة قررت السير مع التيار، حتى باتت جزء من الأزمة، لتفاقمها عوضا عن حلها.
في المناطق التي يمنع فيها الاصطفاف، تجد مركبات الأمانة مرخية عجلاتها، ليتابع ممتطيها رقيب السير، وهو يحرر المخالفات للمركبات المصطفة بشكل مخالف.
ليس هذا فحسب، بل تستنهض الأمانة كل ذات غفلة، مركبات جمع النفايات، التي لا يلائم حجمها سعة شوارعنا الفقيرة، لتقف فجأة وفي أوقات الذروة، وتلقي ما في جعبة حاويات القمامة، إلى صناديقها، ما يتسبب بتعطيل حركة السير.
المضحك أن التوقيت الملائم يكون قد ولى، حيث تتجمع النفايات في اوقات محددة من المساء والصباح. ومركبات الأمانة التي يفترض أن تنظف الشوارع، تعطل السير، وتبقي على النفايات، بسبب سوء اختيار التوقيت.
أما القوة القصوى لـ "إدارة تعطيل المرور" فتبرز عندما يلح مزاج أمانة العاصمة عليها باستهداف تجار البسطات، حيث تتوقف المركبات بشكل مفاجئ، وعلى نحو شبيه بلقطة هوليودية، في منتصف الشارع، لتبدأ مطاردة التجار على الرصيف، ودفن المركبات على الاسفلت.
حسن اذا، الأمانة لا تريد حل مشكلة المرور ولا توسعة الشوارع، هذا قدر العاصمة، ولكن هل هنالك بصيص أمل بأن لا تكون الأمانة جزء من المعضلة؟! أو ربّما يتلخص المنطق الذي يحكم اداء الأمانة بعبارة: "إذا ما خربت ما بتعمر"!!