الإصابة بأمراض تنفسية خطر يهدّد 60 مليون شخص في الشرق الأوسط
يصنف الانسداد الرئوي على أنه المسبب الرابع للوفيات حول العالم، مع توقعات بأن يصبح في المرتبة الثالثة بنهاية العام 2030، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. لا يعتبر داء الانسداد الرئوي المزمن مرضاً واحداً فقط، لكنه عبارة عن مصطلح عريض يستخدم للإشارة إلى أمراض الرئة المزمنة التي تتسبب بالحد من تدفق الهواء في الرئة، حيث تسهم عدد من العوامل بإصابة الأفراد بداء الانسداد الرئوي المزمن، منها تدخين التبغ والتلوث في الأماكن الداخلية والخارجية إضافةً إلى التعرض المهني للغبار والمواد الكيميائية. ويعتبر المرض مشكلةً صحيةً كبيرة للدول النامية.
"انتشار التدخين والبدانة وصلا لمستويات مقلقة في المنطقة، والإصابة بأمراض الرئتين ذات الصلة يشكل عبئاً صحياً كبيراً على النظام الطبي"، جاء ذلك خلال الدورة الثانية من المنتدى الإقليمي لطب الجهاز التنفسي الذي ينعقد هذا العام تحت عنوان "حلول مُبتكرة لمساعدة الملايين"، وتنظمه شركة بوهرنجر إنجلهايم في دبي. في حدث يهدف ليكون منصةً جامعة للرواد من الخبراء الطبيين من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال الدكتور بسام محبوب، الحائز على الدكتوراه في الطب وزميل الجمعية الملكية للأطباء والجراحين في كندا، استشاري ورئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى راشد: "تشير البيانات المتوفرة لدينا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن ما يقارب من 40 مليون فرد يعانون حالياً من أمراض الجهاز التنفسي المتعددة. وما بين 60% إلى 70% ممن تم تشخيصهم هم تحت سن الـلأربعين عاماً، بينما يشكل المدخنون ما نسبته 30% من المرضى. وعلى هذا النحو، 60 مليون شخص في المنطقة مرشحون للإصابة بأحد الأمراض التنفسية. وإضافة إلى ذلك، يزور المدخنون الأطباء عادةً وهم يشكون من مشاكل القلب أو حتى السرطان، دون أن يدركوا مدى انتشار داء الانسداد الرئوي المزمن".
من جهته، قال الدكتور ديفيد هالبين، الحائز على دكتوراه في الطب، والطبيب الاستشاري والأستاذ الاستشاري الفخري في طب الجهاز التنفسي بمستشفى رويال ديفون آند إكستر: "يمكن السيطرة على مرض الربو من خلال الأدوية الحديثة التي تؤخذ عن طريق الاستنشاق، لكن تبقى الحالة خطيرة إذا لم يتم السيطرة عليها بشكل جيد، بينما يُعتبر التشخيص المبكر والدقيق أمراً مهماً للغاية".
أما الدكتور توبي ماهر، الحائز على دكتوراه في الطب، الطبيب الاستشاري بمستشفى برومبتون الملكية في لندن و كبير المحاضرين في المعهد الوطني للقلب والرئة، كلية امبيريال - لندن، فقال: "يحدث التليف الرئوي مجهول السبب (IPF) عندما يصبح النسيج النُدبي صلباً وقاسياً، وهو الأمر الذي يجعل التنفس أصعب. وأن التحدي الرئيسي الذي يجب علينا مواجهته هو إيجاد آفاق جديدة لتأسيس برنامج توعية شامل في المنطقة، هدفه الرئيسي توعية كل من المرضى والمختصين في الرعاية الصحية حول مدى خطورة مرض التليف الرئوي".