أمره الجِن.. فقتل والدَهُ!

كشفت والدة الشاب الذي قتل والده في تشرين الثاني من العام الماضي في دبي، أن "إبنها يعاني من مرضٍ عقلي".

وذكرت صحيفة "الخليج تايمز" في تقرير نشرته بنسختها الإنجليزية أن "الشاب الأميركي السوداني، إعترف أثناء جلسة محاكمته أمس الإثنين، بقتل والده في مستشفى الأمل في دبي، وأنه قضى سبعة أشهر للعلاج بالمستشفى، وقد أعيد المتهم إلى السجن مرة أخرى بعد تحسن حالته الصحية رغم إستمراره في تلقي العلاج".

وأظهرت تحقيقات الشرطة أن "الابن ضرب أباه على رأسه بمطفأة الحريق، الأمر الذي أدى إلى وفاته على الفور"، في حين لفت المتهم خلال التحقيقات إلى أن "الجن أمره بقتل والده، ولم يكن واعياً بما قام به".

وروى عم الشاب تفاصيل الحادثة، وقال: "في 14 تشرين الثاني من العام الماضي، وفي حوالي الساعة الواحدة ظهراً، ذهبت إلى مكتب أخي بعد أن أخبرني أحد أقاربه أنه مريض، وعندما دخلت المكتب وجدت شقيقي غارقاً في بركة من الدماء، وكان إبنه موجوداً بجوار أبيه ويُقبله".

وأضاف: "عندما رآني المتهم أعطاني طفاية الحريق وقال لي أرجوك أضربني كما فعلت في أبي"، لافتا إلى أن "ابن أخي كان يتصرف بشكل غريب حتى عندما وصلت الشرطة إلى مكان الجريمة".

وبدورها، أشارت الأم إلى أن "إبنها ذكي ومحبوب، وسافر إلى الولايات المتحدة في سن الـ 16 عاماً حيث التحق بالجامعة لدراسة القانون الدولي، وفي السنة الثانية بالكلية اشتكى من عدم قدرته على التركيز في دراسته، وكانت تلك بداية مرضه"، لافتةً في حديث لـ"الخليج تايمز"، أن "عم الطفل أعاده إلى دولة الإمارات وتم عرضه على العديد من الأطباء لعلاجه، بما في ذلك معالج روحاني من السودان".

تقارير طبية عن حالة المتهم

ووفقا للأم، فقد كان المتهم وهو الأبن الأكبر لوالديه "حسن السلوك ومحبوباً من الجميع"، مشيرة إلى أنه "لم نفكر أبداً أن شيئا مثل هذا سيحدث لأنه كان يحبنا للغاية"، معتبرة أن "ما حدث يمثل كارثة بالنسبة لي. لقد فقدت زوجي وابني، ونحن نمر بوضع صعب جداً، ولكن الله سوف يعطيني القوة لتحمل كل هذا".

وكانت الأسرة قد تقدمت للمحكمة بتقارير طبية متعلقة بمرض إبنها العقلي، مؤكدةً أن "أعمامه وجميع الناس يعلمون أنه لم يكن واعيا لفعله لأنه كان مريضا".

وطبقا لما ورد في الصحيفة، فإن "مستشفى الأمل في دبي سيقدم تقريرا طبيا للمحكمة عن حالة المتهم الصحية"، في الوقت الذي أشارت فيه إلى أن "هذا الشخص غير مسؤول عن تصرفاته لأنه يعاني من مرض عقلي".

ومن جهته، طلب محامي الدفاع عن المتهم تأجيل القضية، وذلك بهدف تقديم البيانات الدفاعية، في الوقت الذي تم تأجيل عقد جلسة القضية إلى 19 أيلول الجاري.

وقال محامي الدفاع، إن "الجريمة حدثت ولكننا شرحنا ظروفها للمحكمة، ونأمل عفوها"، مشيرا إلى أنه "قتل الشاب لوالده دون وجود دوافع هو أمرٌ غير طبيعي".