jo24_banner
jo24_banner

قراءة في نتائج القبول: جامعات الجنوب وصلت حافة الافلاس!

قراءة في نتائج القبول: جامعات الجنوب وصلت حافة الافلاس!
جو 24 :
* ذبحتونا: السياسات الحكومية أدت إلى وصول جامعات الجنوب إلى حافة الإفلاس المالي والتراجع الأكاديمي.
* ثمانية تخصصات في جامعة الحسين لم يتقدم للدراسة فيها أي طالب
* جامعة الطفيلة لم يتعدى عدد المقبولين فيها ال653 من أصل 1925 مقعد مخصص الجامعة
* دمج "مكرمة عشائر مدارس البادية" في القبول الموحد خطوة إيجابية يجب البناء عليها وتطويرها
* لا تزال الجامعات الرسمية تتسابق على رفع رسوم التخصصات فيها تحت ذريعة أنها تخصصات جديدة
* الجامعة الأردنية تستقبل ما بين 250-350 طالب وطالبة تخصص الهندسة المدنية من ضمنهم 23 طالب فقط على التنافس!!
* استثناءات القبول الموحد تمثل 50% من المقبولين في الجامعات الرسمية وإذا أضفنا الموازي ترتفع نسبة الاستثناءات إلى 70%
* حصل طالب على مقعد هندسة مدنية في الجامعة الهاشمية ومعدله لم يتعدى ال80.4% فيما زميله لم يستطع الحصول على نفس المقعد رغم أن معدله 93%
* حصل طالب على مقعد محاسبة في جامعة اليرموك علماً بأن معدله 69.7% بينما طالب آخر لم يحصل على ذات المقعد رغم حصوله على معدل 88.8%.


أصدرت الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" قراءتها الأولية لنتائج القبول الموحد. وتالياً أهم المحطات التي توقفت أمامها الحملة:

أولاً: جامعات الجنوب

أكدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" أن نتائج القبول الموحد لهذا العام كشفت حجم المأساة التي تعانيها جامعات الجنوب بشكل عام وجامعتي الطفيلة والحسين بشكل خاص.
ولفتت الحملة إلى أن أرقام القبول الموحد أظهرت استمرار نفور الطلبة من الالتحاق بجامعات الجنوب. فقد كشفت النتائج أن ثمانية تخصصات في جامعة الحسين لم يتقدم للدراسة فيها أي طالب من ضمنها هندسة التعدين.
كما أظهرت الأرقام الرسمية أن 75% من المقاعد المخصصة لجامعة الحسين/معان شاغرة (تم قبول 943 طالب وطالبة، ليتبقى 2961 مقعداً شاغراً من أصل 3885 مقعداً مخصصاً للقبول في الجامعة). والحال نفسه ينطبق على جامعة الطفيلة التي لم يتعدى عدد المقبولين فيها ال653، من أصل 1925 مقعداً مخصصاً للجامعة، أي أن هنالك 1272 مقعداً شاغراً يشكلون نسبة 66% من المقاعد المخصصة للجامعة. كما ان نتائج القبول أظهرت أن لا معنى لكلمة "التنافس" في قبولات هذه الجامعات، حيث أظهرت النتائج أن معظم التخصصات تم القبول بها "بمن حضر" أي أنها لم تشهد أية منافسة، بل إن أي طالب تقدم للدراسة في هذه التخصصات.
وعلى سبيل المثال فإن الحد الأدنى للقبول لتخصص نظم المعلومات الحاسوبية في جامعة الطفيلة هو 65%، وكذلك الحال بالنسبة للرياضيات والكثير من التخصصات الأخرى. بينما يصل الحد الأدنى للقبول في تخصص نظم المعلومات الحاسوبية في الجامعة الأردنية 85%. ما يعني أن لا تنافس حقيقي على مقاعد جامعة الطفيلة وأن أي طالب قادر على التسجيل فيها دون الحاجة للقبول الموحد نتيجة لعدم الإقبال عليها.
ولا تتوقف مأساة جامعات الجنوب عند هذا الحد، بل تصبح المأساة أكبر وأخطر عندما نعلم أن أكثر من ثُلث المرشحين للقبول في هاتين الجامعتين يستنكفون عن القبول في الجامعة. كما أن جامعتي الطفيلة والحسين هما من أقل الجامعات قبولاً على البرنامج الموازي والدولي.
كما أظهرت الأرقام تراجعاً كبيراً في أعداد المقبولين في هاتين الجامعتين مقارنة بالأعداد التي تم قبولها العام الماضي: فقد تم قبول 1070 طالب وطالبة في جامعة الحسين العام الماضي لينخفض إلى 943 طالب وطالبة في العام الحالي. والرقم أضخم في جامعة الطفيلة التي تراجع عدد المقبولين فيها من 1115 في العام الماضي ليصبح 653 للعام الحالي.
إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" نرى أن السياسات الحكومية بالتوسع في فتح جامعات في الجنوب وفتح باب التخصصات على مصراعيه فيها دون دراسة حقيقية لآلية ترغيب الطلبة بالالتحاق بهذه الجامعات أو حاجة هذه المناطق لهذا الكم من الجامعات والتخصصات. هذه السياسة أدت إلى وصول جامعات الجنوب إلى حافة الإفلاس المالي والتراجع الأكاديمي.

ثانياً: الجامعة الأردنية / فرع العقبة:

تستمر الجامعة الأردنية / فرع العقبة في إثبات أنها مشروع فاشل لم يجلب للجامعة سوى الديون المتراكمة والمزيد من الخسائر، دون رقيب ولا حسيب ودون محاسبة المسؤولين عن إنشائها.
فقد أظهرت نتائج القبول الموحد عدم وجود رغبة لدى الطلبة بالتسجيل في هذه الجامعة، حيث أظهرت نتائج القبول الموحد أن الحد الأدنى للقبول في كافة تخصصات هذه الجامعة ( باستثناء تخصص واحد) هو 65% ، ما يعني أن التخصصات في هذه الجامعة لم تشهد أي تنافس حالها حال تخصصات جامعتي الحسين والطفيلة وإلى حد ما جامعة مؤتة.
إن إدارة الجامعة الأردنية مطالبة بفتح ملف فرع العقبة ودراسة الجدوى التي تم عملها عند فتح الجامعة، ومحاسبة كافة المسؤولين عن هذا المشروع.خاصة في ظل وجود ثلاث جامعات في الجنوب (مؤتة والطفيلة والحسين) إضافة إلى وجود كليات تابعة لجامعة البلقاء التطبيقية ما يضع علامة استفهام حول الجدوى من فتح هذه الجامعة!!

ثالثاً: مكرمة العشائر:

تم في هذا العام دمج "مكرمة عشائر مدارس البادية والظروف الخاصة" في القبول الموحد وذلك لأول مرة. وقد أدت هذه الخطوة الإيجابية إلى التخفيف من حجم التسيب والفوضى التي كانت تتسم بها هذه المكرمة في الأعوام السابقة. إلا أن هذا لم يحل دون أن تبقى التشوهات التي يحدثها هذا الاستثناء قائمة، في ظل استمرار غياب الشفافية في توضيح الآليات التفصيلية لاختيار المدارس المشمولة بالمكرمة ومدى التزام اللجنة المسؤولة بالتعليمات الخاصة بهذه المكرمة.
وتُظهر النتائج أن الفجوة كبيرة بين معدلات المقبولين على التنافس ومعدلات المقبولين على مكرمة عشائر مدارس البادية، وهو الأمر الذي يضع علامة استفهام كبيرة حول العدالة في القبول الموحد.
على سبيل المثال، كان الحد الأدنى للقبول للهندسة المدنية في الجامعة الأردنية على التنافس هو 96.3% ، فيما تم قبول طالب على مكرمة مدارس العشائر في نفس التخصص والجامعة رغم أن معدله لم يتجاوز ال81.8% . كما تم قبول طالبة في تخصص الصيدلة في الجامعة الأردنية ضمن مكرمة مدارس البادية والظروف الخاصة رغم أن معدلها لم يتجاوز ال 83.9%. فيما الحد الأدنى للقبول في هذا التخصص على التنافس هو 92.2%!!

رابعاً: الرسوم المرتفعة لتخصصات القبول الموحد:

لا تزال قضية الرسوم المرتفعة لتخصصات القبول الموحد القضية الأهم كون الجامعات الرسمية تصبح أقرب إلى الجامعات الخاصة في ظل هذه الرسوم المرتفعة.
وباستثناء بعض المقاعد المحدودة جداً في بعض التخصصات، فقد فقدت معظم التخصصات قيمتها كتخصصات للقبول الموحد في ظل الارتفاع الكبير في رسومها والانخفاض الكبير في نسبة المقبولين على التنافس لحساب الموازي والدولي.
إن الاطلاع على رسوم التخصصات المرغوبة في الجامعات الرسمية يؤكد على أن رفع الرسوم الجامعية وخصخصة الجامعات لم يعد توقعات واحتمالات وإنما واقع أصبح يعاني منه المواطن الأردني. وكنا في حملة ذبحتونا قد أشنا سابقاً إلى أن الجامعات الرسمية أصبحت تتسابق على رفع رسوم التخصصات فيها تحت ذريعة أنها تخصصات جديدة. وإليكم بعض الأمثلة على ذلك:
1_ أصبحت رسوم معظم التخصصات المرغوبة (الطب، الصيدلة، الهندسة المدنية، هندسة العمارة، تكنولوجيا المعلومات) هي رسوم مرتفعة، وخارج قدرة متوسط رواتب المواطنين الأردنيين. فرسوم كلية الطب في اليرموك والبلقاء تصل إلى 100 دينار للساعة، وتصل إلى 85 و 75 على التوالي في الهاشمية ومؤتة.
2_ رسوم الصيدلة في الجامعة الأردنية 50 دينار للساعة، وتقفز إلى 60 دينار في جامعة مؤتة، فيما تبلغ في الجامعة الهاشمية 75 دينار للساعة.
3_ بعض التخصصات في الجامعات الرسمية هي أعلى أو تقارب رسوم الجامعات الخاصة، على الرغم من أنها ليست من التخصصات المرغوبة. فرسوم الساعة لتخصصي الموسيقى والفنون البصرية في الجامعة الأردنية تصل إلى 50 دينار للساعة، والحال نفسه ينطبق على تخصصات كلية العلوم (الفيزياء والكيمياء والرياضيات) في جامعة البلقاء حيث يصل سعر الساعة فيها 45 دينار للساعة.
4_ ولم يتم استثناء جامعات الأطراف من رفع الرسوم، فرسوم الساعة لتخصصي الهندسة الكهربائية والميكانيكية في جامعة الحسين يصل إلى 45 دينار للساعة.

خامساً: قلة عدد مقاعد التنافس وتفريغ الجامعات للموازي والدولي

لقد استمرت إدارات الجامعات الرسمية وبخاصة جامعتي العلوم والتكنولوجيا والأردنية بتخفيض نسبة المقبولين على التنافس في التخصصات ذات الرسوم ال"معقولة"، لتتراوح ما بين 10% - 25% فقط من مجموع المقبولين في هذه التخصصات (كالطب وطب الأسنان في جامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الأردنية والصيدلة واللغة الإنجليزية والهندسة المدنية والمحاسية في الجامعة الأردنية ... الخ).
فعلى سبيل المثال بلغ عدد المقبولين على التنافس في كلية الطب / الجامعة الأردنية 53 طالب وطالبة .. علماً بأن الجامعة تقبل سنوياً ما بين 500-55- طالب وطالبة. أي أن 90% من طلبة الطب في الجامعة الأردنية هم استثناءات والسواد الأعظم منهم هم طلبة الموازي والدولي.
والحال نفسه ينطبق على عدد المقبولين على التنافس في كلية الطب / جامعة العلوم والتكنولوجيا، حيث لا يتجاوز عددهم لهذا العام 44 طالب وطالبة .. علماً بأن الجامعة تقبل سنوياً ما بين 600-650 طالب وطالبة.

سادساً: كليات الشريعة: أقل المعدلات

استمرت تخصصات كلية الشريعة في الحفاظ على المرتبة الأخيرة في الحد الأدنى لمعدلات القبول. حيث معدل الحد الأدنى للقبول في معظم الجامعات الرسمية لتخصصات الشريعة 65%، وهو الأمر الذي يضع علامات استفهام كبيرة حول جدية إخراج أئمة مساجد وواعظين على سوية عالية في ظل انخفاض معدلات القبول في هذه التخصصات!!

سابعاً: الهندسة المدنية وكلية الطب:

لأول مرة في تاريخ الجامعة الأردنية يكون الحد الأدنى للقبول في الهندسة المدنية أعلى من الطب (96.3% للهندسة المدنية، مقابل96.1% للطب). ولم تنتج هذه الأرقام عن تغير نوعي أو انقلاب في مزاج الطلبة وأولياء الأمور. فلا يزال تخصص الطب هو الخيار الأول للسواد الأعظم من الطلبة/ إلا أن هذا العام شهدنا ارتفاع معدلات طلبة الصناعي ممن يحق لهم الالتحاق بتخصص الهندسة المدنية ما ساهم في رفع الحد الأدنى للقبول على هذا التخصص. حيث ارتفع عدد الطلبة الحاصلين على معدل 95% فما فوق في الفرع الصناعي 92 طالب، فيما لم يتجاوز العام الماضي ال47 طالب.
إلا أن الأهم كان في قيام الجامعة الأردنية بخفض أعداد المقبولين على التنافس في تخصص الهندسة المدنية من 50 طالب وطالبة العام الماضي، ليقتصر هذا العام على 23 طالب وطالبة فقط لاغير، في الوقت الذي تستقبل فيه الجامعة ما بين 250-350 طالب وطالبة كل عام على هذا التخصص، وذلك نتيجة الإقبال على تخصص الهندسة المدنية من قبل طلبة الموازي والدولي. (انظر الجدول المرفق).

ثامناً: التنافس والاستثناءات:

لا تزال الاستثناءات تمثل ما يقارب ال50% من المقبولين في هذه الجامعات. وهو ما يناقض كل ما ظل مجلس التعليم العالي يطرحه منذ سنوات، وكنا قد أشرنا إليه في تقارير سابقة، حول الخفض التدريجي للاستثناءات في القبول الموحد.
فقد بلغ عدد الطلبة المقبولين على التنافس 16107 من ضمنهم 10% توجيهي سابق وتوجيهي غير أردني (1600 طالب)، أي أن طلبة التنافس من حملة التوجيهي لهذا العام لا يتعدون ال 14500 طالب وطالبة يشكلون ما نسبته 50% من مجموع المقبولين على البرنامج العادي.
فيما تجاوز عدد طلبة مكرمة الجيش ال 5683 وبنسبة وصلت إلى 21% حصل منهم على مقعد استثنائي 4333 يمثلون نسبة 16% من المقبولين ، فيما حصل الباقي (1350) طالب وطالبة على مقعد تنافسي.
كما حصل 3144 طالب وطالبة على مقعد من خلال مكرمة المعلمين، حيث وصل عدد من حصلوا منهم على المقعد بالتنافس 1906 يشكلون نسبة 7% فيما حصل الباقي على 1238 على مقعد استثنائي ويشكلون نسبة 4.5%
وأشارت ذبحتونا إلى أن هذا الاستمرار في جعل القاعدة هي الاستثناء والاستثناء هو القاعدة أدى خلق تشوهات كبيرة في القبول الجامعي حيث أوردت الحملة مجموعة من النماذج للقبول التي تدلل على حجم الخلل والتشوه الذي أصاب عملية القبول الجامعي:
**فلم يستطع طالب الحصول على مقعد في كلية الصيدلة في الجامعة الأردنية رغم حصوله على معدل 92% ، بينما ظفر زميله –استثناء- بذات المقعد رغم أن معدله بالتوجيهي لم يتخطى ال83.9%
**أقل معدل تنافس حصل على مقعد لغة إنجليزية –استثناء- في الجامعة الأردنية هو 90.5% ، بينما حصلت طالبة على نفس المقعد من خلال مكرمة جيش ولم يتجاوز معدلها ال75.7%
**حصل طالب على مقعد صيدلة –استثناء- في جامعة العلوم والتكنولوجيا ومعدله لم يتعدى ال85% فيما زميله لم يستطع الحصول على نفس المقعد رغم أن معدله 92%
**كما حصل طالب على مقعد محاسبة في جامعة اليرموك علماً بأن معدله 69.7% بينما طالب آخر لم يحصل على ذات المقعد رغم حصوله على معدل 88.8%.

وقالت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" إنها تدعو كافة القوى الوطنية إلى التحرك الفوري لوقف ما يتم من تدمير لجامعاتنا وتشويه لمفهومي العدالة والحق في التعليم. وفي هذا الصدد تستمر الحملة في تحضيراتها لعقد المؤتمر الوطني حول التعليم العالي لبحث آليات وسبل النهوض بالتعليم العالي وتوفير فرص التعليم لمن يستحق وليس لمن يقدر على الدفع.
  • قراءة في نتائج القبول: جامعات الجنوب وصلت حافة الافلاس!
  • قراءة في نتائج القبول: جامعات الجنوب وصلت حافة الافلاس!
تابعو الأردن 24 على google news