بارقة أمل لإصلاح مسيرة التعليم وتطويره
جو 24 :
كتب د. ماهر الحوراني -
بارقة أمل لاصلاح التعليم وتطويره انطلقت عبر خطاب جلالة الملكة " في حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية " ليصل الاردن الى مصاف الدول المتقدمة في التعليم .
ونظرا لما للتعليم من أهمية كبرى في مسار حياتنا وتأثيراته على كافة القطاعات المختلفة فإن التحدي القائم لعملية الاصلاح والتطوير يكمن من هو الفريق الذي سيتولى تطبيق وإخراج محاور هذه الاستراتيجية الى النور، سيما وأنها استراتيجية طويلة الامد تمتد الى عشر سنوات لتنفيذها والوصول الى النتائج المرجوة بإعداد جيل جديد مسلح بتعليم متطور يأخذ البلاد الى مواقع متقدمة عالميا .
وللحقيقة أن جلالة الملك وجلالة الملكة دائما يزرعان بارقة الامل وبصيص النور ويوجهان بوصلة المسؤولين الى المسار الصحيح خدمة للوطن والشعب في شتى المجالات .. واليوم عبر خطاب جلالة الملكة وتوجيهاتها التي أكد عليها جلالة الملك "حفظهما الله " نتلمس بارقة الامل لنخرج بالتعليم من هذا النفق المظلم بعدما كدنا (ومعظم المعنيين بالتعليم ) أن نفقد الامل بإنقاذ منظومة التعليم من الانهيار .
كنا نتمنى لو سمعنا أو قرأنا مثل هذا التحليل الواقعي والوصول للحقيقة "المؤلمة " التي عرضتها جلالة الملكة في خطابها ، من مسؤولينا في الحكومات المتعاقبة ، الامر الذي يدلل على أن القيادة العليا تتحسس نبض الناس وتعيش واقعهم بينما معظم المسؤولين يعيشون في واقع آخر .
إن تنفيذ هذه الاستراتيجية والنهوض بالتعليم يحتاج الى فريق مؤهل على مستوى عال من الكفاءة يكون قد استوعب هذه الاستراتيجية فيما يختص بالتعليم وتطويره ليبدأ بوضع آلية للتنفيذ لنصل ببلادنا الى ما نصبو إليه .
حقا هذا هو الكنز الحقيقي الذي يجب التركيز عليه وليس ما يبحث عنه الناس من كنز تحت الارض مضيعين أوقاتهم وأموالهم هباء منثورا .
إن ما قالته جلالتها بحاجة الى حلول سريعة يجب أن تلتقطها وزارة التربية والتعليم والمعنيين بالاصلاح لا أن نبقى نتغنى بضبط التوجيهي ونترك أساس الاصلاح وهو البداية من الصغر.
لقد حددت جلالة الملكة محاور أساسية لاصلاح التعليم وتطبيق استراتيجية شاملة لإنقاذ منظومة التعليم من الانهيار وهي:
•المحور الاول :
التركيز على المرحلة الأساسية الدراسية لتنفيذ هذه الاستراتيجية ولا مانع من التركيز على مرحلة الطفولة المبكرة و رياض الاطفال حتى نخرج بنتيجة افضل وننمي الأبتكار منذ الصغر و نعطي اطفالنا الفرصة للحاق بأقرانهم في الدول المتقدمة لنصل بهم إلى أفضل ما يمكن ان نصل إليه من التعليم المتطور.
•المحور الثاني:
المعلم وهو المحور الأهم في العملية التعليمية و الذي لا بد من تحسين وضعه المادي وتأهيله من خلال إنشاء كلية تأهيل المعلمين و تدريبهم إلى جانب الأستعانه بأفضل كليات التدريب في العالم لإننا نريد تعليما أفضل لأطفالنا و تدريبا أفضل لمعلمينا...ولا خجل من الاستفادة من تجارب الآخرين الذين سبقونا دون أن نكون بحاجة إلى "الاختراع"....لنتعلم ممن نجحوا وطوروا و نستعين بخبرات غيرنا لنبني صروحا أردنية قادرة على تنشئة أجيال مدراكها عالمية و هويتها أردنية.
•المحور الثالث:
المناهج وإدخال التكنولوجيا والانترنت وشتى أنواع المعرفة على مناهج التعليم و تغييرها بما يتلائم مع آخر تقنيات العلم الحديث أسوة بالدول المتقدمة وإنشاء مركز متخصص لمتابعة أحدث الاساليب التربوية و تطوير المناهج و تحديثها.
إلى جانب أن نتائج "التوجيهي" غير المرضية (بنجاح طالب واحد من كل أربعة طلاب تقدموا للإمتحان و ظهور مئات المدارس لم ينجح منها أحد) تؤكد أن امتحان التوجيهي قاصرعن تلبية متطلبات المرحلة و أنه لابد من التوسع في اعتماد البرامج الدولية التي أثبتت نجاعتها في كافة دول العالم المتقدمة .... وهنا نؤكد ما قالته جلالتها إن تلمس خيوط أهل العلم لقضايا كثيرة منها تحصيل الطلبة في الامتحانات الدولية يضع الاردن من أفضل الدول في هذا المجال بحيث تكون نتائج "التوجيهي " فرصة وطنية نفاخر بها الدنيا يوم يتخرج مائة وخمسون ألف شاب و شابة مبدعون قادرون على توفير العيش الكريم لهم ولعائلاتهم.
انني انحني احتراما و إجلالا (و أرفع القبعة ) لجلالة الملكة لإنها عبرت عما يجول في خاطر كل مواطن أردني حريص على بلاده وتطورها في التعليم وفي شتى المجالات.
وكما قالت جلالتها : الحل موجود...وإن سبقنا إليه الآخرون.. نعم الحلول موجودة ولسنا بحاجة لإيجاد حلول مفبركة..... الحلول موجودة ونحن نطبقها في مدارسنا الخاصة "المحترفة" من خلال البرامج الدولية مع بعض التعديلات التي تتماشى مع واقعنا وتتلائم مع بلادنا.
نعم...جميعنا مدعوون للعمل على بناء نهضة شاملة في التعليم.. فإصلاح التعليم أولوية وطنية ومطلب شعبي اليوم وغدا وبعد عشر سنوات....ولنضع استثمارنا الاكبر في خدمة هذه الأولوية لنعكس طموح الاردنيين بتعليم نوعي.
أخيرا...لا بد من تقديم الشكر للجنة تنمية الموارد البشرية (التي انجزت هذه الاستراتيجية ) وعلى رأسها معالي الاستاذ الدكتور وجيه عويس وزير التعليم العالي والبحث العلمي ولكافة المعنيين من خلال جهودهم المثمرة .. آملين أن نبتعد في التطبيق عن القوالب الفكرية الجامدة التي جعلت التعليم لا حياة تنبض فيه ولا يجاري الازمان واتساع الطموحات .