مؤتمر ليوم واحد يحدد علاقة الدين بالدولة في عمان

بالتعاون بين مركز إنتلجنسيا للدراسات والأبحاث ، والمركز الملكي للبحوث الدينية ، ومنتدى الفكر الحر ، وبدعم من مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية ،أقيمت في عمان يوم السبت الماضي 24 / 11 / 2012 ورشة عمل شارك فيها نخبة من الباحثين والمفكرين والاكاديميين والاعلاميين الأردنيين ، إضافة إلى الدكتور وسام سعادة من لبنان ، ونبيلة حمزة من تونس .
وقد زخرت هذه الورشة بالنقاشات المعمقة والعصف الفكري بين المتحاورين حول مفهوم الدولة المعاصرة ، والمصطلحات المتداولة التي تخص علاقة الدين بالدولة ، ومدى احتياجها إلى إعادة تقييم في ضوء التغيرات التي يشهدها عالمنا.
وقد شارك في هذه الندوة د. مازن الساكت ، وزير الداخلية الأسبق الذي قدم ورقة بين فيها أن مفهوم الدولة مرتبط باستقرارها ، وبالحفاظ على ما تم تحقيقه من إنجازات على أرضها، فيما رأى د. عامر الحافي من المركز الملكي للبحوث الدينية أن هذا المفهوم قد ارتبط ببدايات تشكل المجتمعات الانسانية المنظمة، وما رافق ذلك من عناصر مادية وروحية أسهمت في توطيد هذا المفهوم ومنحه أبعادا تتصل بدور الاديان في مسار الحياة البشرية .
الدكتور كامل ابو جابر، مدير المركز الملكي للبحوث الدينية ، طرح في كلمته الافتتاحية سؤالا مهماً : كم من الدين نريد في بنية الدولة وكم من الدولة نريد في البناء الديني ، وهو السؤال الذي لقي أصداء واسعة وحوارات ساخنة خلال الورشة .
السيد رالف إربل المدير الاقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية في كل من الاردن وسوريا ولبنان والعراق ، قال في الكلمة التي ألقاها نيابة عن مؤسسته ، إن هذه الورشة تأتي في سياق المشروع الطموح الذي بدأته مؤسسة فريدريش ناومان بالتعاون مع مركز انتلجنسيا للدراسات والأبحاث قبل ستة اسابيع تحت عنوان ( الحرية والاديان ) والذي سيستمر على مدار العام 2013 .
الأستاذ جمال ناجي مدير عام مركز إنتلجنسيا للدراسات والأبحاث، قال في كلمته الافتتاحية: إن مصطلحاً متوهجاً من نوع الدولة المدنية على سبيل المثال ، يلقى رواجاً كبيراً الآن ، إلى حد أن الجميع وقعوا في هواه ، لكن ضمن أي مفهوم ؟ وعلى أي أساس ؟ وأي دولة مدنية هي تلك التي تُعد معارضتها الآن ، أشبه بمعارضة قانون الجاذبية ؟
أما الدكتور محمد أبو رمان ، فقد تحدث في الجلسة الأخيرة عن توالُد الحركات الدينية في العصر الحديث، واحتياج العلاقة بين الدين والدولة الى مزيد من التحديد والتوضيح ، في ظل متغيرات عالمنا المعاصر ، وما طرأ عليه من تحولات لا زالت تبحث عن موقعها في الخرائط السياسية والاجتماعية والثقافية .