من صدام حسين الى اطفال سوريا.. غصات يستذكرها الاردنيون في عيد الاضحى
جو 24 :
همام العسعس - لا بد وأن مناسبة العيد بما تحمله من معاني دينية تبعث الفرح والسرور ، أصبحت تمر على استحياء في منطقتنا العربية وبالتحديد منطقة الشرق الأوسط ، فمنذ عام 2003 ، أي منذ احتلال العراق وسقوط بغداد ، عاش المجتمع الأردني غصة وحسرة مؤلمة استمرت لسنوات ، حزنا على فقدان البلد العزيز على قلب الأردنيين ، العراق. العراق والأردن كانا كالجسد الواحد ، لا يمكن للأردنيين ان ينكروا فضل جامعات العراق ومنابرها العلمية المليئة بالثراء على أبنائهم ، كما لا يمكن نسيان فترة الرخاء الاقتصادي بسبب مشتقات النفط التي كانت تأتي بالمجان محملة بالحب للشعب الاردني ، ويبقى الرجل صاحب التاريخ الطويل مع المملكة القائد صدام حسين ، من صداقة وحب وكرم ، حاضرا بالذاكرة ،كما لا تنسى فاجعة إعدامه بنفس هذا التوقيت اول أيام عيد الأضحى ، والذي يذكره الأردنيون كل عيد منذ سنوات. ولم تنتهِ الغصات المتتالية في كل عيد على الشعب العربي، والأردني خاصة ، فما يحمله الشعب الأردني من مكانة تاريخية وجغرافية ودينية خاصة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، جعله يدفع ضريبتها حزنا والما على ما يجري في غزة والقدس عبر 10 سنوات مضت ، خلفت 3 حروب طاحنة وحصارا قاسيا على الغزاويين ، كما هودت ودنست القدس الشريف ، ما لا يمكن ان ينساه الأردنيون ، ويظهرونه دائما بالدعاء لهم وتذكرهم في كل عيد وكل مناسبة ،وهذا أيضا ما تظهره وسائل التواصل الاجتماعي من رسائل حب ودعاء ، لترسم صورة لشعب واحد وليس شعبين .. سوريا الشقيقة وما خلفته حربها الطاحنة منذ 5 أعوام ، زادت الامر سوءا ، وكبد الأردن خسائر بشرية واقتصادية صعبة ، بسبب ما سببتها الأطراف المتنازعة ، وما لم تحتمله البنية التحتية من تحملٍ اكثر لأعداد اللاجئين والذي زاد عن 10% في مجتمع لا يملك أي موارد اقتصادية تذكر ، كذلك مشاهد سقوط الأطفال السوريين في كل عيد ، سبب الما فوق الالام الكثيرة وافقد الكبار بهجت العيد . هكذا يمر العيد في أوطاننا العربية واردننا الحبيب ، مؤلما وموحشا يحمل في طياته صور مؤلمة لشواهد متتالية هي الأصعب منذ عقود ، وهكذا يعيش الأردنيون وسط قلق وارق في محيط اقلمي وجغرافي أشبه بالواحة الخضراء وسط براكين ، وان لم تحرقنا بحممها ، حرقت قلوبنا ، وانستنا فرحة العيد ، ليمر العيد على استحياء في زمن مثقل بالهموم.