2024-10-09 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

السُكَّر دفعهم لرشوة علماء في جامعة هارفرد.. وهذه التفاصيل

السُكَّر دفعهم لرشوة علماء في جامعة هارفرد.. وهذه التفاصيل
جو 24 :

كشفت وثائق تاريخية سرية أُفصِح عنها حديثاً، أن "مالكي صناعة السكر قد دفعوا أمولاً للعلماء في ستينات القرن الماضي للتهوين من شأن علاقة السكر وأمراض القلب، واتهام الدهون المشبعة بالتسبب في هذا النوع من الأمراض".

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقول الوثائق الداخلية التي جرى تداولها بين صانعي السكر ، والتي كشف عنها باحث بجامعة كاليفورنيا الأميركية ونُشِرت في مجلة JAMA Internal Medicine العلمية، أن "صناعة السكر ربَّما يكونون قد شكَّلوا اتجاهات خمسة عقود من الأبحاث في مجال التغذية وأمراض القلب، بما يشمل نصائح التغذية المتداولة اليوم".

وقال ستانتون غلانتز، أستاذ الطب بجامعة كاليفورنيا وكاتب الورقة العلمية: "لقد نجح (مالكو صناعة السكر) في تحويل مجرى النقاشات بشأن السكر لعقود".

علماء من جامعة هارفارد

وتكشف الوثائق أن "مجموعة تجارية تُدعى "مؤسسة أبحاث السكر" وتُعرف اليوم باسم "رابطة السكر" قد دفعت أمولاً تُقدر اليوم بـ50 ألف دولار أميركي إلى 3 علماء في جامعة هارفارد، لينشروا مراجعة للأبحاث عن السكر، والدهون، وأمراض القلب في عام 1967، لكن الأبحاث التي استخدمت في هذه المراجعة كانت من اختيار مجموعة صانعي السكر".

وهوَّنت الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية المرموقة، من الرابط بين السكر وأمراض القلب، ووجهت شكوكها نحو الدهون المشبعة.

ورغم أن استغلال النفوذ الذي تكشفه الوثائق يعود إلى ما يقرب من 50 عاماً، تظهر التقارير الحديثة أن قطاع الصناعات الغذائية قد استمر في التأثير على علم التغذية منذ ذلك الحين.

وفي العام الماضي، كشف مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" عن أن شركة كوكا كولا، وهي أكبر منتج للمشروبات السكرية في العالم، قدمت الملايين من الدولارات لتمويل الباحثين الذين سعوا إلى التقليل من شأن العلاقة بين المشروبات السكرية والسمنة. وفي حزيران، بحسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس، موَّل مالكو صناعة الحلوى، الدراسات التي ادعت أن الأطفال الذين يتناولون الحلوى يميلون إلى أن يكون وزنهم أقل من أولئك الذين لا يتناولونها.

والآن، علماء هارفارد الثلاثة والمديرون التنفيذيون في صناعة السكر الذين تعاونوا معاً لم يعودوا على قيد الحياة. فأحد هؤلاء العلماء كان د. مارك هيغستد، الذي تدرَّج في المناصب، حتى شغل منصب رئيس قسم التغذية في وزارة الزراعة في الولايات المتحدة، وساهم في إصدار أول مسودة توجيهات سبقت توجيهات الحكومة الفيدرالية الغذائية المعمول بها حالياً. وكان العالم الثاني هو د. فريدريك ج. ستير، رئيس قسم التغذية في جامعة هارفارد.

وقالت رابطة السكر في بيان رداً على تقرير JAMA إن "المراجعة التي نُشرت في عام 1967 قد نُشرت في وقت لم تكُن المجلات الطبية فيه تشترط على الباحثين الكشف عن مصادر تمويلهم، ولم تشترط مجلة "نيو إنغلاند" الإفصاح عن مصادر التمويل حتى عام 1984".

وأضاف بيان الرابطة أن "صناعة السكر كان "يجب أن تمارس قدراً أكبر من الشفافية في جميع أنشطتها البحثية"، وحتى مع ذلك، فقد دافع البيان عن الأبحاث الممولة من الصناعة، باعتبارها تلعب دوراً مهماً ومفيداً في المناقشات العلمية. وقال البيان إن عدة عقود من الأبحاث قد خلصت إلى أن السكر "ليس له دور فريد في أمراض القلب".

كان تحركاً ذكياً للغاية من صانعي السكر

وقال الدكتور غلانتز، إن "هذا الكشف مهم لأن النقاش حول الأضرار النسبية للسكر والدهون المشبعة ما يزال مستمراً حتى اليوم. لعقود عديدة، كان مسؤولو الصحة الأميركيون يشجعون على الحد من تناول الدهون، مما أدى بالكثير من الناس إلى تناول الأطعمة قليلة الدهون، عالية السكريات، وهي الأطعمة التي يوجه لها بعض الخبراء اللوم الآن على زيادة أزمة السمنة.

وأضاف غلانتز: "كان تحركاً ذكياً للغاية من صانعي السكر، لأن المراجعات المنشورة في مجلات علمية مرموقة لها أبلغ الأثر في توجيه المناقشات العلمية".

واستخدم الدكتور هيغستد بحثه للتأثير على توصيات الحكومة بشأن الغذاء، والتي شددت على أثر الدهون المشبعة في الإصابة بأمراض القلب، في الوقت الذي وصفت فيه السكر بأنه سعرات حرارية فارغة مرتبطة بتسوس الأسنان. واليوم، لا تزال التحذيرات من الدهون المشبعة حجر الزاوية في المبادئ التوجيهية الغذائية التي تصدرها الحكومة الأميركية، لكن جمعية القلب الأميركية ومنظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الأخرى بدأت في السنوات الأخيرة تحذر من أن إضافة الكثير من السكر قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وكتب ماريون نسلة، أستاذ التغذية وأبحاث الغذاء والصحة العامة بجامعة نيويورك، مقالة افتتاحية صاحبت الورقة العلمية الجديدة، قال فيها إن "الوثائق قد قدمت "دليلاً دامغاً" على أن صناعة السكر هي التي مهدت الأبحاث الساعية إلى تبرئة السكر من اعتباره خطراً رئيسياً يتسبب في أمراض الدم والشرايين".

(هافينغتون بوست)


تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير