jo24_banner
jo24_banner

دار رعاية الخنساء.. وراء كل جدار حكاية

دار رعاية الخنساء.. وراء كل جدار حكاية
جو 24 : رغم الجهود التي تبذلها الحكومة الممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية والجهات ذات العلاقة ما زالت فتيات بعمر الورد في دار رعاية الفتيات في الرصيفة (الخنساء سابقا) ينتظرن غدا مجهولا.

وهؤلاء الفتيات هن19 فتاة من عمر11 الى18 سنة تعرضن لاعتداءات جنسية وعنف اسري من محارمهن ومن اشخاص خارج محيط الا سرة وفقا لمدير الدفاع الاجتماعي في وزارة التنمية الاجتماعية محمد الخرابشة، وتم ايداعهن في الدار بناء على امر من المحكمة بموجب قانون الاحداث المادة23 بقصد الحماية والرعاية من اعتداءات تهدد حياتهن.

وبين الخرابشة في حديثه اليوم الاحد لاعلاميين اعضاء شبكة الحماية من العنف الاسري خلال زيارة للدار نظمها المجلس الوطني لشؤون الاسرة بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة وانطلاق حملة الــ16 يوما العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تمتد بين25 تشرين الثاني و10 كانون الأول (اليوم العالمي لحقوق الإنسان)، ان الدار تعاملت مع88 حالة عام2011 وتم اعادة60 حالة منها الى اسرها بعيد زوال الخطرة عنهن و19 حالة منهن تزويجن ويعيشن حياة هادئة، ويحظين بمتابعة من معنين في الوزارة، فيما تم احتفاظ الدار بعدد منهن وتحويل ممن تجاوزن سن الــ 18 الى دور رعاية خاصة بهن، معربا عن امله ورغبة الوزارة في تشارك منظمات المجتمع المدني في تقديم خدمات التاهيل والدعم النفسي لدور الرعاية وخاصة لهؤلاء الفتيات.

وكان التقرير الرسمي الاخير لاوضاع دور الرعاية اظهر نقصا وتقصيرا في موضوع الصحة النفسية في دور الرعاية لدى وزارة التنمية الاجتماعية بحسب الخرابشة الذي لفت إلى ان هذا الموضوع لا زال من اكبر التحديات التي تواجه الدار، مشددا على الحاجة ماسة لمعنيين بالصحة النفسية لكي يتواصلوا يوميا مع الفتيات ويوفروا لهن التاهيل والدعم النفسي.

وبين انه نظرا للظروف الاقتصادية الحالية فان امكانيات الوزارة المالية لاتسمح بتوظيف مختصين حاليا وقال "نضطر الى تحويل حالات الى وزارة وزارة الصحة الا ان هذا يعتبر غير كاف"، داعيا منظمات المجتمع المدني للمشاركة في إيجاد حلول لهذه المسألة.

وقال الخرابشة ان هؤلاء الفتيات هن ضحايا اسر مفككة ومهمشة فالشابة ذات الـــ 18 ربيعا والتي احبت ان نطلق علها اسم "دانا" تعايشت مع ظروف اسرية مفككة اقتضت وهي في الـــ 14 من عمرها ان يضمها بيت عمها حيث تعرضت خلالها الى عنف جسدي من ابن عمها الذي يكبرها باعوام وخلال هذه الفترة تغيبت عن البيت وتم الاعتداء الجنسي عليها وكان قرار المحكمة باقامتها في الدار خوفا على حياتها.

اما اليافعة ذات الــ 17 من عمرها والتي احبت ان تحمل اسم "دلع" تعرضت وهي في سن الــــ 14 لاعتداء جنسي من احد محارمها وحملت وتم الاحتفاظ بها في الدار ايضا، وبامر المحكمة خوفا على حياتها، وبعد ولادتها تم ايداع الطفل مؤسسة الحسين، وبعدها اكملت "دلع "مسار حياتها بعناية ورعاية الدار وحاليا في سنتها النهائية المدرسية وتدرس في التعليم غير النظامي وفي قسم المعلوماتية ووتتمنى ان تحظى بمعدل يؤهلها من اكمال دراستها الجامعية وتتخرج وتعمل.

وتقول دلع "بدي اشتغل لاتمكن من اعالة نفسي بعيدا عن تهديدات وخصومات عائلتي".

فيما تتمنى "دانا "ان تحظى بمساعدة خاصة في دروسها لانها ووفقا لحديثها تجد صعوبة في فهم واستيعاب بعض المواد الدراسية.

ووفقا لمديرة الدار فريال المرايات فان هناك العديد من البرامج التعليمية والتثقيفية للمنتفعات وتعليم مهني في الخياطة وتصفيف الشعر، اضافة الى برنامج نوعي اخر كانت تفضلت سمو الاميرة عالية بنت الحسين بدعمه منذ عام 2011 وهو تعليم الفتيات ركوب الخيل والعناية بالخيل، واصطحاب الفتيات ثلاث مرات بالاسبوع الى الاستطبلات الملكية وهناك يحظين بتعلم هذه المهارت.

وقالت المرايات ان تعلم واندماج الفتيات في هذه المهارات تساعدهن على تخطي متاعبهن النفسية والجسدية وتعمل على اعادة الاعتبار لنفسياتهن وشخصياتهن ويصبحن اكثر ثقة بالنفس.

وأشارت إلى العديد من البرامج الترفيهية التي تنفذها الدار ومنها اصطحاب الفتيات الى زيارة مرافق سياحية واثرية وجولات تسوق واحيانا، مثلما يتم مرافقة احداهن بناء على رغبتها وحسن سلوكها داخل الدار مع زميلاتها كنوع من المكافاة الى تناول الغداء مع احدى المشرفات خارج الدار.

وفي جولة للاعلامين في مرافق الدار لوحظ انه تم تحويل نظام الدار الى نظام البيوت الاسرية وفقا لمنهج الوزارة الاخير والذي اكد الخرابشة نجاعته في رعاية المنتفعات.

وقال الخرابشة انه تم بناء اربع بيوت اسرية في كل بيت ثلاث غرف نوم وصالة، اضافة الى مرافق الخدمات الصحية ومطبخ وكل غرفة تتسع من2 الى ثلاث فتيات تشرف عليهن في البيت الواحد مشرفتين، مشيرا الى انه يتم توزيع الفتيات في البيوت وفقا لاعتبارات السن ونوع العنف الذي تعرضن له.

وبين انه مع بداية العام المقبل سيتم تجهيز هذه البيوت باثاث حديث يراعي متطلبات الفتيات بكلفة مالية تصل الى 35 الف دينار.

وبالنسبة لكاميرات المراقبة في الدار وغيرها من دور الرعاية اشار الخرابشة الى انه تم الانتهاء من تركيب هذه الكاميرات في جميع دور رعاية الوزارة وسيتم تفعيلها مطلع العام المقبل.

ومن داخل الدار اطلت علينا يافعة تم نقلها من دار الحنان في اربد قبل ستة اشهر هي وزميلة لها الى الدار كاجراء عقابي لهما على سلوكهما غير المنظم انذاك والتي اعربت للاعلاميين عن استيائها من هذا الاجراء متمنية العودة الى دار الحنان لتتمكن من مواصلة مسار تعليمها النظامي الذي هي الان محرومة منه على حد تعبيرها والذي اكده الخرابشة لاحقا للاعلاميين.

وما زالت هؤلاء الفتيات ورغم الجهود المبذولة لحمايتهن ورعايتهن الا انهن ووفقا لتعبيراتهن الخاصة التي كتبنها وبالخط العريض على ابواب غرف نومهن تحمل همومهن الداخلية وقلقهن من المستقبل ومن هذه الكتابات "صار الحليم وبكره عني غريب وبعيد" "مصدومة ومش عارفة اعمل ايش وشو بكرة بدو يصير"و"اصعب غدر غدر القريب".(بترا)
تابعو الأردن 24 على google news