بسام روبين: من يبيع الصوت يبيع الوطن
قال العميد المتقاعد بسام روبين مرشح قائمة أهل العزم التي تخوض الانتخابات في الدائرة الأولى بمحافظة الزرقاء أن الحياة العسكرية عملته بأن الهم الوطني واجب مقدس وأنه رشح نفسه للإنتخابات حتى لا نترك الساحة أمام الفاسدين والعابثين بالشأن العام وبالإقتصاد الأردني، لافتاً إلى أن ترك الساحة أمام هؤلاء سيجعل مستقبل أبناءنا في خطر .
وأضاف روبين خلال حديثه لسواليف في مقابلة صحفية أنه يراهن على وعي الشارع الأردني الذي عانى الكثير خلال الانتخابات السابقة سيما وأن الشارع يعي أنه على مفترق طرق فإما يختار الطريق السليم وإمام يختار الطريق السابق الذي أودى بنا إلى الهلاك .
وبين روبين أنه لم يطرح فلسطين ضمن شعاراته وبرنامجه الانتخابي رغم أنه يعتبرها قضيته الأولى لأنه يطرح ما هو قابل للتطبيق وأقرب إلى المنطق لافتاً إلى أن دول وحكومات كبيرة ومؤثرة لم تنجح في حل ومعالجة القضية الفلسطينية فكيف لنائب أن ينجح في ذلك ؟!
وأكد روبين أن المال السياسي ما زال موجوداً وبشكل محزن وإن كان بأعداد قليلة ،معتبراً أن من يبيع الصوت يبيع الوطن
وتالياً نص المقابلة :
بداية ما الذي دفعك للترشح للانتخابات ؟
نحن العسكر نؤمن بأن الهم الوطني واجب على كل واحد منا وهو واجب مقدس،ولذلك إذا تركنا الساحة أمام الفاسدين والذين يعبثون بالشأن العام وبالإقتصاد الأردني أعتقد أن مستقبل أبناءنا سيكون في خطر،وكغيري من الأردنيين الشرفاء رشحنا أنفسنا لهذه الغاية المتمثلة بمعالجة التعثر الإقتصادي وما تبعه من أزمات فضلاً عن الهم الأردني الذي يعاني منه المواطن .
بعد جولاتك وتحركاتك ولقاءك بالعديد من أبناء الدائرة الأولى في محافظة الزرقاء،على ماذا تراهن؟
أراهن على وعي الشارع الأردني،وأعتقد أن الشارع الأردني في مرحلة وعي متقدمة لأنه عانى الكثير من خلال الانتخابات السابقة والتي سبقتها والآن هو يعي أنه يقف على مفترق طرق، فإما أن يختار الطريق السليم وإما أن يختار الطريق السابق التي الذي أودى بنا إلى الهلاك والشواهد كثيرة، لذلك أنا متأمل أن تتغير نسب الإقتراع في هذه الانتخابات بحيث يكون هنالك إقدام، لأنه اذا ترك المجال أمام النهج القديم أعتقد أن النتائج ستكون وخيمة وصعبة علينا جميعاً.
منذ سنوات وأنت تكتب في المجالين السياسي والإقتصادي وأحياناً تكون أقرب إلى المعارضة ،بم تفسر ذلك ؟!
أنا لست معارضاً أبداً،فأنا أحد أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وأعتز وأفتخر بذلك ولا يمكن أن أكون معارضاً في يوم من الأيام ولكن أنا أخالف السياسات الحكومية التي تتعارض مع مصلحة الوطن والمواطن،هنالك فشل حكومي واضح في إدارة الملفات السياسية والإقتصادية وهذا ما يجعلني أدخل في جدال وفي خلاف مع السياسات ولكنني لست معارضاً ولن أكون.
كنت المرشح الوحيد في الدائرة الأولى بمحافظة الزرقاء الذي طالب مفتي المملكة ووزير الأوقاف ببيان الرأي حول قضية مبيت النبي صلى الله عليه وسلم في السخنة،ما الذي دفعك لذلك؟
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو أعظم شخصية في البشرية ولن نسمح لأي شخص بأن يتحدث عنه بما لم يصدر عنه وهذا شيء ثابت وهو شعور كل إنسان مسلم،والحقيقة أن ما دعاني لأطلب ما طلبته هو فشل الحكومات في التعامل مع الكثير من القضايا التي يتحرك لها الرأي العام فدائماً ما نجد الحكومة تصمت في وقت يجب أن تتكلم،فالأصل في الحكومة أن تكون مواقفها واضحة لكي تقضي على الإشاعات وعلى القيل والقال ،ولو أن الحكومة خرجت بتصريح من خلال الأشخاص المختصين كالمفتي ووزير الأوقاف وإمام الحضرة الهاشمية فلن يأخذ الموضوع أي بعد آخر ولوضعنا له حداً،بينما لاحظنا كيف أخذ الموضوع منحنى آخر وصار البعض يتكلم عن سيدنا عيسى عليه السلام وأنه مر في الموقع الفلاني وصار آخر يتحدث عن أبي لهب وابنه فتوسع الموضوع مما أشغل الناس عن الانتخابات وهي الأهم في الوقت الحالي ويجب أن ينصب نركز الناس عليها ولا يشغلها شيء أخر، فدفعني ذلك لأطلب من الحكومة بيان الرأي لكنها لم تتجاوب كعادتها.
كنت من الكتاب الذين دفعوا ثمن إبداء رأيهم في القضايا اليومية وتم توقيفك بسبب مقالة كتبتها، في حال وصولك لمجلس النواب هل ستكون لك جهود تضع حداً لتوقيف المواطنين بسبب آرائهم سيما وأن الصحافة والإعلام تعاني أيضاً في هذا الصدد ؟!
بكل تأكيد، وأعتقد أن قوانين الحريات العامة تحتاج بمجملها لتعديل لأنها لا تراعي حرية الصحافة والإعلام ولا المواطن العادي،ليس قانون الحريات العامة فقط، أعتقد أن العديد من القوانين الأخرى أيضاً بحاجة الى تعديل منها قانون الضمان الإجتماعي وقانون المالكين والمستأجرين وقانون العمل والعمال وقوانين الاستثمار بشكل عام وأعتقد أن المشكلة في السياسات التنفيذية للقوانين وما يتبعها من تعليمات وأنظمة فيها خلل واضح وهذا سبب فشلنا، فلو اعتنينا بالإستثمار سنقضي على مشكلة البطالة والقضاء على مشكلة البطالة سيقضي على مشكلة العنوسة فالمشاكل حلقة متكاملة وحل كل مشكلة يساهم في حل مشكلة أخرى.
لم تطرح فلسطين ضمن شعاراتك وفي برنامجك الانتخابي ،ما السبب في ذلك؟
فلسطين في القلب وهي القضية الأولى والأخيرة لكل عربي والقدس وجعنا الدائم ،لكن نحن نطرح ما هو قابل للتطبيق وما هو أقرب للمنطق، فدول وحكومات كبيرة ومؤثرة لم تنجح في حل ومعالجة القضية الفلسطينية فهل يعقل أن ينجح نائب في ذلك ؟! من هذا المنطلق وجدت أن لا أخوض في هذا الأمر حتى أكسب عواطف الناس وأستدر مشاعرهم عن طريق قضية أعرف أن حلها ليس بيدي ،نحن عمليون جداً والقضية الفلسطينية حاضرة في قلوبنا وسنسعى لخدمتها ضمن إمكانياتنا بعيداً عن المبالغة وخداع الناس !
ما هي الكلمة التي توجهها للناخبين في الدائرة الأولى بمحافظة الزرقاء وفي الأردن عموماً؟
أتمنى على كل ناخب في أي دائرة من دوائر المملكة أن يخرج إلى الصناديق في هذا الإستحقاق الوطني الهام وأن يعامل المرشحين كما يعامل الشخص الذي يتقدم لخطبة ابنته، عليه أن يسال ويستسفسر عن المرشح قبل أن ينتخبه لأن الصوت أمانة وسينقذ الوطن ويؤمن مستقبل الأجيال في حال ذهب لمن يستحقه،فسمتقبل أجيالنا في خطر والبطالة تجاوزت 40% وهذا ينعكس على العنوسة كما قلت سابقاً،فكل شاب لا يعمل مقابه فتاة لا تتزوج،العنوسة قاتلة والبطالة قنبلة موقوتة ودخل المواطن منخفض جداً ونريد معالجة ذلك فوراً ولا يمكن لهذه الإصلاحات أن تحدث ما لم يكن هنالك مجلس نواب قوي في التشريع وقوي في مراقبة الحكومة ولا يجاملها،وأتمنى أن يكون أداء الناخب الأردني في هذه الفترة مختلفاً لأننا بحاجة الى مجلس نواب استثنائي لمعالجة القضايا والهموم التي تواجهنا والتي من الممكن أن تواجهنا
آخيراً هل لاحظت وجود مال سياسي في الدائرة الأولى؟
موجود جداً وبشكل محزن للأسف، وبعض المرشحين يمارسون ذلك بكل أريحية كما أن بعض المواطنين بيئة خصبة للمال السياسي،وأحياناً تتفاجأ أن المواطن نفسه يعرض عليك صوتك مقابل المال ،ولكن أعتقد أن هذه الأعداد قليلة وبحاجة الى توعية وأعتقد أن المرشحين يجب أن يكونوا أمناء ولا يلجأوا للطرق الدنيئة ،فمن يبيع الصوت يبيع الوطن .