jo24_banner
jo24_banner

البابا الراحل شنودة: يجب التمسك بالممتلكات العربية في فلسطين .

البابا الراحل شنودة: يجب التمسك بالممتلكات العربية في فلسطين .
جو 24 :

منذ جلوسه على كرسي البابوية عام 1971 ليكون البابا رقم ( 117) لكنيسة الإسكندرية التي كانت مركزا لانتشار المسيحية عمل شنودة الثالث بدأب لاغلاق الباب امام الفتنة الطائفية في الدولة التي يمثل المسيحيون حوالي عشرة في المئة من سكانها الذين يزيد عددهم على 80 مليون نسمة.
رضع البابا شنودة من امهات مسيحيات ومسلمات وعاش يبث الدعوة للوحدة بين ابناء الديانتين في مصر لكنه رحل بالامس عن البلاد التي ما زالت تبحث عن اتجاه بعد عام من الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية.
اللقاء التالي اجرته معه في عمان الصحفية الاردنية رهام فاخوري ونشرته صحيفة -الرأي عام 2005 خلال زيارةالبابا شنودة الى الاردن .
رفض البابا شنودة اعتبار حوار الأديان في المنطقة العربية أساسيا، بسبب وجود اتفاق على توحيد الرأي خصوصا في مصر التي يجمعها اتفاق بين القيادات الدينية. موضحا أن الحوار يجب أن يتركز بين الشرق العربي بجميع مكوناته (بما فيها الأزهر) والكاثوليك في روما. مشيدا بأجواء التسامح السائدة في الأردن.
وحصر قداسته حوار الأديان بالإسلام والمسيحية، رافضا الحوار مع اليهود.
وذكّر ، في المقابلة، بأن لدى الكنيسة القبطية رأيا ثابتا في موضوع التطبيع وهو أننا لن نذهب إلى القدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي(...) وفعلا منعت الأقباط رسميا من الذهاب الأراضي المحتلة.
jo24  تعيد نشرالمقابلة باذن خاص من الزميلة رهام فاخوري , وتكمن اهمية المقابلة انها   تبرز بوضوح المبادىء التي كان يرتكز اليها قداسته ولم تتغير حتى وفاته ..
قال قداسته أن الحوار الإسلامي المسيحي، الذي «نشترك فيه من خلال مجلس كنائس الشرق الأوسط، الذي هو عضو فيه، لا ضرورة له في مصر بطبيعة الحال، وان ما يحدث هو خلافات بين بعض أبناء المجتمع، وانا تجمعني صداقة عميقة بشيخ الأزهر ووزير الأوقاف المصري.
وقال أن الحوار يفترض أن يرتبط بالمساحة المشتركة بين الإسلام والمسيحية، داعيا إلى التركيز على الحوار بالنسبة للشرق العربي أجمع، ومن أهم الامثلة على ذلك مجلس كنائس الشرق الأوسط.
وبيّن قداسته أن لقاء اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، الذي عقد برئاسته كان مفصله الأساسي الحوار الإسلامي المسيحي وكيفية تفعيله.
ولفت الى انه شارك قبل زيارته إلى الأردن في أعمال المنتدى الإسلامي في القاهرة بحضور شيخ الأزهر وعدد من رجال الفكر وتم التركيز على ضرورة ان يأخذ الحوار الإسلامي المسيحي بعدا مجسدا على ارض الواقع.
وأثنى البابا شنودة على روح التعايش التي يعيشها الأردنيون من مسلمين ومسيحيين، متمثلا في مدينة مادبا، (التي وضع فيها السبت حجر الأساس لكنيسة قبطية)، والتي يعيش فيها المسيحيون في ألفة وتآخ مع المسلمين. ووجه الشكر الى جلالة الملك عبد الله الثاني على الحفاوة والتكريم اللذين قوبل بهما خلال زيارته إلى الأردن، معتبرا أن «التعايش الإسلامي المسيحي الذي يرعاه الملك مثال يحتذى به.
ورأى في السماح بإقامة دير للكنيسة القبطية في مادبا مؤشرا دامغا على عمق التعايش الإسلامي المسيحي في الأردن الذي يحظى برعاية ملكية مباشرة.
وأشاد بالأجواء الآمنة التي تعيشها الجالية المصرية المقيمة في الأردن، والرعاية التي يحظى بها أبناء الطائفة القبطية. وعرض قداسته لما يحدث في مصر حاليا، معتبرا إياه أمرا طبيعيا ونتاجا للحرية والديمقراطية التي يتمتع بها الجميع .

الأملاك الأرثوذكسية
وحول قضية بيع جزء من ممتلكات البطريركية الأرثوذكسية المقدسية إلى مستثمرين يهود قال قداسة البابا أنه يؤمن انه إذا كانت البطريركية تمتلك عقارات في الأراضي المحتلة فهي ملك عربي ولا يجب أن تنفرد فيه الكنيسة وإذا أرادت أن تبيع فيجب أن يبقى داخل النطاق العربي ولا يجب التفريط في الممتلكات العربية إلى الاحتلال اليهودي.
ولاحظ أن الكثير من العرب يطالبون بان تكون رئاسة الكنائس عربية في المنطقة (...) ولكننا لا نستطيع أن نفرض رأيا على احد، معتبرا أنها مسائل داخلية في الكنائس بين أبناء الطوائف ورئاساتهم الروحية.
الكاثوليك
وقال أن الحوار بين كنائس الشرق والكنيسة الكاثوليكية ليس بجديد، بسبب الخلاف في العقائد، مستذكرا زيارته إلى الفاتيكان عام 1973، الذي وقع خلاله اتفاقا بيان عمومي مع بطريرك روما السادس آنذاك وافقت خلاله الكنيستان على الشروع في حل الخلافات عبر لجنة مشتركة. مشيرا إلى أن الخلاف الرئيسي أو الجوهري كما وصفه البابا والذي لا تستطيع الكنيسة الكاثوليكية التنازل عنه هو رئاسة بطرس ورئاسة روما. موضحا أن الكنائس الشرقية لا توافق على هذا الشرط لأنها تؤمن بان المسيح عليه السلام لم يترك خليفة واحدا له لكل العالم المسيحي بينما كل كنيسة لها خصوصيتها المحلية ولا تخضع لرئيس واحد، واعتبر أنه على رغم أن هذه المسألة جوهرية، إلا أن هناك قضايا أخرى قابلة للمناقشة ونتمنى أن تصل إلى حل.
وقال أن مجلس كنائس الشرق أوسط يضم أربعة عائلات، هي الأرثوذكسية البيزنطية والأرثوذوكسية الشرقية والبروتستنتية والكاثوليكية ولا نستطيع أن نتنبأ بمستقبل أي منها فهي وقادتها بيد الله. مشيرا أن مستقبلها الحقيقي متعلق بعمق الرعاية التي يتمتع بها أبناء رعيتها فإذا كانت هذه الرعاية قوية فإنها تبقى وتستمر أما إذا كانت ضعيفة فستختفي وتضمحل (...) وهذا يختلف من كنيسة إلى أخرى.
وعما تواجهه الكنيسة في العالم من متاعب ومشاكل، قال :إن الكنيسة مرت بمتاعب كثيرة منذ أيام نيرون وحتى أيام الحكم الروماني بحيث نستطيع أن نصف تاريخها بـالاستشهادي. ولاحظ أنها «تتعرض لمتاعب كأي هيئة ولكنها لا تتغير من الداخل لأنه إذا حصل ذلك فهذا مؤشر انه لا عمق لها ولا جذور(...) إلا أن هذه المتاعب لم تهز الكنيسة القبطية.
وأوضح أن التوجه الآن هو إلى عنصر الشباب كونهم المستقبل مبينا انه لأول مرة تم رسم أسقف يهتم بشؤونهم ويرعاهم عبر التعرف على مواهبهم وعقد الندوات وغيرها من النشاطات، خصوصا وأننا لا نريد أبناءنا جميعهم رهبانا. مبينا أن الشباب إذا لم يجدوا من رجال الدين كل اهتمام ورعاية فانه سيتجه إلى اتجاهات أخرى قد تكون سلبية.
العلاقة مع الرئيس مبارك
وأيد قداسته الشروط المعدلة للدستور المصري (آنذاك) معتبرا اياه «بهيئة المنصب» بمعنى أن لا يترك الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية لأي كان وإنما يكون المرشح مزكى من قبل نسبة مئوية من أبناء المجتمع، والا يتقدم إليها كل من يريد الشهرة أو لديه هدف آخر، وإنما هو شيء من الانضباط، مشيرا أن التعديل يسمح لرؤساء الأحزاب بترشيح أنفسهم، مركزا أن الترشيح وفقا للتعديل الجديد «متاح لأي إنسان له من يؤيده.
وهو امتدح تعامل الرئيس المصري السابق حسني مبارك مع الكنيسة، مؤكدا أن الكنيسة تحترم رؤساء الجمهورية جميعا ولا تقف ضد أي منهم ولكن هناك فرق كبير في طبيعة وأسلوب الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس حسني مبارك، فالثاني يتميز بهدوء أعصابه ويسمح بالرأي الآخر وأكبر مثال على ذلك ما يحدث الآن على الساحة المصرية، فالمعارضة موجودة ويسمح لها بان تقول ما تشاء كما يسمح أيضا بوجود صحف معارضة كما تم تعديل الدستور للسماح للترشيح لمنصب الرئاسة مع مراعاة هيبة الدولة، وهذا لم يكن ليحصل أيام السادات الذي لم يكن يتحمل النقد مطلقا وكان يعتبر الشكوى إقلالا من هيبة حكمه.
وقال أن الكنيسة القبطية تعرضت إلى اعتداءات أيام الرئيس الراحل السادات. مشيرا إلى أنه أرسل له رسالة بهذا الشأن حينها. قال فيها نحن نتخذك حكما لا خصما، مبينا انه لو كان السادات أرحب صدرا واستمع إلى الرأي الآخر ونظر إليه بطريقة جدية ما كان حدث له ما حدث لان الذين أتعبونا هم الذين قتلوه من المتطرفين.

تابعو الأردن 24 على google news