مرشح أولى الزرقاء بسام روبين: من يقفون خلف الفاسدين اشد خطرا على الوطن
جو 24 :
يقدم مرشح الانتخابات النيابية عن الدائرة الأولى في الزرقاء العميد المتقاعد بسام روبين نفسه بصورة الداري المتمكن والمطل على معضلات الوطن ، وهو صاحب الخبرات الشمولية تبعا لسيرته العملية في قطاعات عدة منها العسكرية والأمنية والاقتصادية.
المرشح روبين يرى أن معضلات الوطن لا تبتعد كثيرا عن منظومة الفساد "الاخطبوطبي" والذي بدأ يستشري بجسم الدولة منذ اكثر من عقدين، وداعيا لضرورة ان نسمي الاشياء بمسمياتها الحقيقية، وان نواجه التحديات كما هي على ارض الواقع.
وأضاف روبين في معرض لقاء اجرته معه "جراسا" ضمن سلسلة لقاءاتها مع مرشحي انتخابات المجلس النيابي الثامن عشر، بأن تراكمات التعاطي السلبي والهادم مع السياسات الاقتصادية وغياب الاستراتيجيات الفاعلة أوصلت الاقتصاد الاردني الى حالة تردي اقرب الى الموت السريري، وهو الامر الذي وضع الوطن والمواطن معا بين "المطرقة والسندان" حيث تستوجب هذه المعادلة جبهة الدفاع عن النفس وتمنع اي تحرك باتجاه البدء والمباشرة في رسم السياسات وتنفيذها وجني ثمارها.
ويُصر روبين بأن اصحاب الخبرات العسكرية هم الأقدر والأكفأ على ادارة شؤون الدولة الاقتصادية، لما يمتلكونه من خبرات استقوها من العمل في العسكرية، ففي العسكرية مصنع الخبرات والرجالات، وعلى عاتقهم تقع المسؤولية الأولى التي تكاد تكون متفردة في حماية الوطن، يحملون الهم الوطني اقتصاديا وعسكريا وحتى اجتماعيا، وبمعنى أدق هم اختزال للدولة برمتها والشواهد كثيرة.
وعن الدور الملقى على عاتق المؤسسة البرلمانية في معالجة هموم المواطن الأردني ، قال روبين بأننا في الاردن بحاجة الى تفعيل مفهوم الشراكة بين البرلمان والحكومة، فهما وجهان لعملة المشروع الوطني، مضيفاً بأننا بحاجة لحكومة وطنية تمتلك البُعد الاستراتيجي لتنفيذ مهامها وخططها، مشيرا الى ضرورة المباشرة بمحاربة كل اشكال الفساد والمحسوبيات والترهل البيرقراطي للخروج من عنق زجاجة التخبط والتراجع .
وعن ابرز ما تضمنه البرنامج الانتخابي لقائمة " اهل العزم" التي يخوض روبين من خلالها انتخابات المجلس النيابي القادم، قال بأن البرامج الانتخابية خلال المواسم الانتخابية المتعاقبة، تكاد تكون منسوخة وتشابه بعضها، ومؤكدا بأن البرنامج الانتخابي ليس مجرد حبر على ورق او شعارات على رقعة قماش يافطة، مشيرا الى ان مضامين برنامج " اهل العزم" الانتخابي تم بعد مشاورات واجتماعات سبقها جولات ميدانية وزيارات لتقصي حاجات المواطنين وتلمس احتياجاتهم ومطالبهم، مؤكدا بأن القواعد الشعبية للناخبين هي نواة البرنامج الانتخابي وهي النواة التي سيمثلونها تحت القبة .
لافتا روبين الى ان البرنامج الانتخابي تناول الجانب الاقتصادي على وجه الخصوص، لما له تأثير عميق في الشارع الانتخابي لمحافظة الزرقاء التي يزيد تعداد سكانها عن المليون نسمة، مشيرا بذات الصدد الى الفرق الاقتصادي الكبير بين العاصمة عمان ومحافظة الزرقاء التي تبتعد مسافة العشرين كيلومترا عنها، مضيفا "هناك بون شاسع للجانب الخدماتي، للحدائق والمتنزهات، لفرص العمل لبنية الشوارع للمشروعات التنموية، والأهم الواقع المظلم للقطاعات الشبابية وهي القطاعات التي تشكل الغالبية العظمى من ابناء المحافظة".
وعن سلبيات قانون الانتخاب الجديد التي افضت الى ضم لواء الرصيفة وهو اكبر تجمع سكاني ليكون ضمن تقسيمات الدائرة الاولى الانتخابية، قال روبين بأنه قرار غير سليم، ولا يراعي المحاصصة بالمقاعد النيابية لجهة الكثافة السكانية، معتبرا ضم اللواء لمناطق الدائرة الأولى يحتم على كافة مرشحي المحافظة للدائرتين الأولى والثانية وضع التحديات التي يعيشها اللواء بوضعية الأولويات على اجندات العمل النيابي للمجلس القادم، نظرا للمساحة الجغرافية الممتدة للواء وللكثافة السكانية الهائلة فيه.
وكشف المرشح روبين عن خطة تفاعلية تقضي بانشاء المجالس المصغرة للاحياء، والتي تعنى باداء النائب بعد وصوله للقبة، وتعتبر حلقة وصل بين مطالب القواعد الشعبية وممثلهم النائب، بالاضافة الى اعتبارها مرجعية لعمل النائب فيما يتعلق بالتصويت تحت القبة واتخاذ القرارات.
كما تحدث المرشح روبين خلال اللقاء عن ضرورة النهوض بمشروعنا الوطني الاقتصادي والأمني، سيما وان الاردن يتوسط منطقة اشتعال لاهبة كان لها الاثر الكبير على الشارع الاردني وعلى الدولة رسميا من استنزاف لمواردها وميزانيتها ومديونيتها، مؤكدا بأن ترتيب بيتنا الداخلي يبدأ بمعالجة الاقتصاد وخفض معدلات البطالة التي اصبحت عاملا مشتركا بين الاسر الاردنية والتي تزيد نسبتها بين صفوف الشباب الاردني ذكورا واناثا الى نحو 40% وليس كما اعلن عنه رسميا .
ولافتا بذات السياق الى ان الوضع الاقتصادي المتردي لعموم المواطنين خلق فجوات كبيرة بين شرائح المجتمع التي انقسمت نصفين، فهناك المجتمع المخملي والطبقة المسحوقة، كما اسهم في طرد القيم الايجابية من استقرار نفسي واسري لقطاعات الشباب بسبب ما خلقته البطالة من حالة عنوسة بين الجنسين ، وما يترتب اثر ذلك من اختراقات ذات علاقة بارتفاع مستويات الجريمة نتيجة السلوكيات الخاطئة التي تجنح بالفرد نحو العمل الجرمي، مطالبا بوضع استرتيجيات مشتركة بين مؤسسات ووزارات الدولة مجتمعة للخروج باليات عمل وخطط تفضي الى معالجة البطالة التي
تفرز سلوكيات سالبة وتنتج انواع جديدة من الجريمة ، فعوضا عن استنزاف الجهود الامنية والاقتصادية بمعاقبة المجرمين وسجنهم، يتوجب وجود بدائل من شأنها منع الجريمة، فالجهود التي تتطلبها حل معضلة البطالة تقل بكثير عن تلك الجهود التي يتم صرفها لمعالجة تداعيات واثار البطالة.
وعن المشاركة النسوية في المشهد الانتخابي في محافظة الزرقاء، قال المرشح روبين بأن نسبة كبيرة من السيدات يخضن الانتخابات النيابية وهذا مؤشر ايجابي، مع ما قال به روبين من تحفظ بشأن "الكوتا" حيث يرى ان كينونة المرأة الأردنية وتواجدها بالساحة السياسية والاقتصادية والمهنية تؤهلها لخوض الانتخابات تنافسيا وليس عبر قناة "الكوتا"، ومشيرا الى انه يعول على القواعد النسوية في صفوف الناخبين، وداعيا العنصر النسوي الذي وصفه باللبنة الاساسية للمجتمع الى عدم التقصير بحق نفسها، وان تمارس مكتسبها الديمقراطي بكل ثقة سواء انتخابا او ترشحا، لافتا بذات الطرح الى انه يفتخر بوعي النساء الاردنيات، ولم يفاجئه حضور نحو 1000 سيدة في فعالية اقامتها قائمة "أهل العزم" بلواء الرصيفة بعد ان كان العدد المتوقع لعدد الحضور منهن لا يتجاوز الثلاثمئة.
وعن المال السياسي الفاسد قال روبين بأن الناخب اصبح اكثر وعيا من الانجرار وراء سماسرة الاصوات، وواصفا بمن يبيع صوته بانه يبيع اغلى ما يملك وهو الوطن، ومقرا بذات الوقت بوجود ظاهرة الاصوات بل وراح المرشح روبين الى ابعد من ذلك بقوله بوجود تمويل خارجي لبعض القوائم الانتخابية من الخارج وهو الامر الذي تتناقله الصالونات الشعبية والسياسية بحسبه، وداعيا الى ضرورة تشديد الرقابة وتغليظ العقوبات على من يثبت عدم قانونية سير حملاتهم الانتخابية من مرشحين او مندبين او مدراء حملات.
ولم يبدي المرشح روبين اي تخوف جراء خوض النخب السياسية حزبيين او نواب سابقين للمشهد الانتخابي في محافظة الزرقاء، مؤكدا بأن زخم المشهد الانتخابي بالزرقاء الاولى يعكس التعددية التي تعتبر اهم اقطاب العملية الديمقراطية، الا انه لم يخفي تراجع قوة التيار الاسلامي والذي تراجع ولم يعد بالزخم الذي يقلق المرشحين، ولافتا بذات الصدد الى ان النواب السابقين اخفقوا تشريعيا ورقابيا، وخرجوا من مجلس نيابي لم يلبي الطموح او الواقع الاقتصادي ولم يقدموا شيئا لمسار الحريات وبالحال ذاته لقوانين العمل والاستثمار، ومضيفا بأن الجميع لديهم فرصة بالفوز طالما شاركوا بالانتخابات عن قناعة واهداف مدروسة، هذا الى جانب ما يُسهم به وعي الناخب من اختيار ممثله الحقيقي تحت القبة لينقل معاناته ومتطلباته ليكون النائب الناظم الحقيقي والفاعل للنشريعات التي تنهي معاناة المواطن وتصل به الى مستوى كريم من العيش.
ومضيفا المرشح بسام روبين عودة العميد المتقاعد بجهاز الامن العام، بأن الحالة الاردنية محط اهتمام وتنافس وتجاذب المنظور العالمي، ولم يصل الاردن الى موقعه وموقفه السياسي كلاعب خطير ومهم في المعادلة السياسية العالمية لولا جهود الملك القائد، الا انه انتقد عدم مواكبة الدولة للتطور السياسي بموازاة لتطور الاقتصادي الذي يقف وراءه ما اسماهم بـ "المافيات" والذين لا يتوانون عن اغتيال الشرفاء والوطنيين ممن امنوا بالوطن ولم يرتضوا عنه بديلا، ومضيفا بأن الخطير في الحالة الاردنية الاقتصادية تكمن في تحول ظاهرة الفساد الى "منظومة"، والاشد خطرا بحسب روبين ان من يُساندون ويدعمون ويقفون خلف الفساد هم اكثر خطرا من الفاسدين انفسهم، لان المذكورين يعملون بالظل ومن وراء حجاب خلافا للفاسدين الذين انكشفوا للرأي العام الاردني واصبحوا معروفين لديه.
وختم روبين بدعوة الاردنيين ممن يحق لهم الاقتراع بالتوجه لصناديق الاقتراع رافضا اي طرح يقول بمقاطعة الانتخابات لما في ذلك من تغذية فرصة وصول الفاسدين الى المؤسسة التشريعية لخدمة مصالحهم وفسادهم، ومؤكدا بأنه يتوجب على الناخب ان يكون امينا مع نفسه بذات المقدار الذي يتوجب فيه ان يكون المرشح ايضا امينا فيما يطرح من وعود مبتعدا عن "بهرجة" الشعارات المزيفة والمغلوطة ، وان يكون امينا بطروحاته وبيانه الانتخابي الواقعي والقابل للتطبيق، مع اهمية ما اشار اليه المرشح روبين الى دور الجهات المشرفة على الانتخابات التي لا يشك بمصداقية وقوفها على مسافة واحدة من جميع القوائم التي تخوض الانتخابات لتكون انتخابات تشبه وجه الاردن الحضاري والعصري، انتخابات حرة ونزيهة لا يشوبها شائبة ، تعزز ثقة المواطن بمؤسساته التشريعية تماما كما ارادها ونادى بها سيد البلاد الملك عبد الله الثاني.