2024-05-27 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الاخوان يمثلون دور الضحية من جديد.. ضربة استباقية واستعراض مكشوف

الاخوان يمثلون دور الضحية من جديد.. ضربة استباقية واستعراض مكشوف
جو 24 :
محرر شؤون الانتخابات - لم تأتِ المذكرة التي أرسل بها حزب جبهة العمل الإسلامي إلى الهيئة المستقلة للانتخاب بما هو جديد على المراقب لنهج الحركة الإسلامية في التعاطي مع أي استحقاق انتخابي، فقد اعتاد أحدنا سماع الكثير من شكواهم ورؤية الضربات الاستباقية التي تهيء لهم تبرير أي فشل ممكن أو تعظيم النجاح المحدود الذي قد يتحقق.

الواقع أن تلك المذكرة التي قال الحزب فيها إنه سيدرس موقفه من الاستمرار بالمشاركة في الانتخابات لا تتعدى كونها محاولة استعراض مكشوفة للحركة الإسلامية، ولن تتطور إلى الانسحاب من الانتخابات النيابية كما لوّح الحزب، فالجميع يعلم كيف أن الحزب اكتفى عند اقرار معاهدة وادي عربة عام 1994 باعتراض اعضائه من النواب على الاتفاقية وانسحاب بعضهم من جلسة اقرارها دون أن يتقدم أحدهم باستقالته من البرلمان!

ربما كان الأردنيون جميعا يعرفون السبب الحقيقي وراء مشاركة الاسلاميين في الانتخابات النيابية بعد سنوات المقاطعة، وبالتأكيد فالقرار لم يكن "تقديرا للمصلحة العامة واستجابة لنداءات الكثير من الشخصيات الوطنية وقبولا لنصيحة العديد من القوى والأحزاب السياسية" كما زعمت المذكّرة، فالانتخابات الماضية لم يقاطعها من أحزاب المعارضة غير العمل الاسلامي وحزب الوحدة الشعبية وأما البقية فقد شاركوا وشجعوا على المشاركة، كما أن العديد من الشخصيات الوطنية التي قاطعت الانتخابات السابقة تقاطعها في هذه المرة أيضا، بل إنّ شخصية بوزن المعارض ليث شبيلات تعيب على الاخوان المشاركة هذه المرة لكون الظروف السياسية لم تختلف عن تلك التي سيطرت على المملكة عند اتخاذ الجماعة قرارها بالمقاطعة سابقا، لكن السبب كما نعلم هو حرب "الشرعية الرسمية".

وأما المشكلة الأخرى في المذكرة فكانت ما أشار إليه الحزب من تأكده بوجود "عمليات بيع وشراء للأصوات تحت علم وسمع الجميع" وهذا اتهام خطير يستوجب إثباته -للرأي العام على الأقل- إن كان الحزب وتحالفه الوطني صادقا بمساعيه للإصلاح ومحاربة الفساد واستعادة السلطة التشريعية، كما أن الحزب مطالب أيضا بكشف ما يثبت تعرّض "الكثير" من مرشحي التحالف الوطني لضغوطات من جهات رسمية وذات نفوذ للانسحاب من الترشح على قوائمه..

وسط كلّ تلك الحقائق، كان الأمر المثير للسخرية في المذكّرة هو القول بأن الحزب واجه مشقّة في إقناع المواطن بضرورة المشاركة في الانتخابات القادمة، وكأنه "يحمّل الهيئة جمائل" ويركب موجة الرغبة الشعبية بالمشاركة في الانتخابات النيابية وإحداث التغيير، رغم علمه أنه لن يحصد غير أصوات مؤيديه الذين قاطعوا الانتخابات السابقة ومنهم الناشطون في الحراكات الشعبية المتماهية مع الاخوان المسلمين فقط..
 
تابعو الأردن 24 على google news