الفيصلي والوحدات.. كرة القدم لا تحفظ التاريخ !
جو 24 :
انتهت بطولتان من أصل أربع من الموسم الجديد، والفيصلي والوحدات قطبا الكرة الأردنية، خرجا صفر اليدين، رغم أنهما يتكئان على تاريخ كروي مشهود، ويتمتعان بسجل حافل من الألقاب، وقاعدة جماهيرية واسعة، وامكانات تفوق ما بجعبة الفرق الأخرى.
الفيصلي لم ينجح في الظفر بلقب بطولة الدرع بعد خسارته القاسية للمباراة النهائية أمام شباب الأردن "1-5"، علماً أن الوعود التي قطعت أشارت إلى أن الفريق قادم لحصد جميع الألقاب المحلية، لكنه تعثر عند أول لقب.
ولم ينجح الوحدات هو الآخر في افتتاح موسمه بلقب السوبر، حيث خسر أمام الأهلي "1-2"، ثم خرج من الدور نصف النهائي لبطولة الدرع على يد الفيصلي، فخسر أول لقبين، رغم أن الوعود كانت قبل بداية الموسم فضفاضة، الفريق قادم لحصد جميع الألقاب محلياً وخارجياً، ومع ذلك فإنه تعثر عند أول لقبين.
والحديث عن الفيصلي والوحدات بصفتهما الأكثر حصداً للألقاب، لا يقلل من شأن الفرق الأخرى التي تجتهد، بل ونجحت في وضع حد لظاهرة احتكار القطبين للألقاب، مما ساهم في توسيع رقعة المنافسة.
الحال ونقصد حال القطبين، جاء محيراً لجماهيرهما التي اعتادت أن تشاهدهما دوما فوق منصات التتويج، الفيصلي كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقب الدرع، لكن سقوطه كان مدوياً أمام شباب الأردن وبالخمسة، وهي أقسى خسارة يتعرض لها الفريق على امتداد تاريخه الكروي الطويل، والوحدات ظن نفسه بأن مباراة السوبر أمام الأهلي شبه محسومة، فدفع فاتورة استهتاره غالياً.
تلك رسائل مهمة على إدارة الناديي تأملها جيداً، فالتاريخ وحكايات المجد التليد، مضت، والتغني بإنجازات الماضي على حساب الحاضر والمستقبل حتماً لن تجدي نفعاً، فالمحافظة على المكتسبات يتطلب فكراً أعمق بالتخطيط، ورؤية أوسع، ومهام أصعب، ومسؤولية أكبر، ولا سيما أن جميع الفرق بعصر الإحتراف أصبحت تمتلك تطلعاتها وطموحاتها المشروعة والخاصة بها، وبالتالي فإن طريق الطموح بات مزدحماً بالمجتهدين والمثابرين، الكل يريد أن يصل أولاً.
كرة القدم لا تحفظ التاريخ ولا الأسماء، صحيح بأن غالبية كؤوس وميداليات البطولات المحلية تلمع في خزائن الفيصلي والوحدات، بيد أن المتغيرات في عصر الاحتراف أصبحت مؤثرة جداً.
وتلك المتغيرات بحاجة لمن يواكبها، عبر احترافية العمل والإخلاص فيه بتغليب الصالح العام، والاجتهاد المستمر والتسلح بالطموح المتجدد، وبخاصة أن المسؤولية التي تقع على عاتق الفرق التي تحظى بالجماهيرية والمجد التليد ، تكون أكبر بكثير من تلك الفرق التي افتقدت لذلك عبر سنوات مضت، وأصبحت اليوم تبحث عن مكان لها تحت الشمس في عصر الإحتراف.
الفيصلي حاله ليس على ما يرام، حتى لو حصد الموسم الحالي لقبي الدوري والكأس، لسبب بسيط يعود لافتقاده دور الصناعة الذي كان يتقنه في اكتشاف المواهب وتقديمها وهو ما كان أكثر ما يميزه على امتداد سنوات احتكاره للألقاب.
الفيصلي أضحى يعتمد في كل موسم على "الوجبات الجاهزة" من لاعبي الأندية الأخرى، والوجبات الجاهزة دائماً ما تكون أغلى ثمناً من الوجبات التي تعد داخل البيت، وبذلك استنزاف غير مبرر لأمواله وتهميش ليس بمكانه لمواهبه الناشئة.
في المقابل ، قد يكون حال الوحدات أفضل من الفيصلي بما يخص احتضانه للمواهب وصناعتها ، ففرقه الناشئة تحتكر ألقاب بطولات الفئات العمرية وبالتالي لا خوف على مستقبلة ، لكن الخوف يكون على حاضره، حيث يعاني من خلافات إدارية طاحنة لها انعكاساتها السلبية على طموحات فريق كرة القدم، وهي خلافات عادة ما تظهر بوقت مبكر من موعد انتخابات مجلس الإدارة.
كما أن ناديين كبيرين كالفيصلي والوحدات غالباً ما تكون اختياراتهما بما يخص المحترفين الأجانب الأسوأ مقارنة مع تعاقدات الفرق الأخرى، وهو عائد -على ما يبدو- للمجاملات والمصالح الشخصية التي تنخر في أكبر ناديين بالوطن.
والأغرب من كل هذا وذاك ، بأن لاعبي الفريقين أصبحوا يفتقدون لنجوميتهم الحقيقية داخل الملعب، وعطاؤهم بات يتقلص بصورة واضحة، فتجدهم وهم يلعبون للفيصلي والوحدات يخشون الإصابات، فكل تفكيرهم بات محصوراً بالإحتراف الخارجي والتواجد بصفوف المنتخب الأردني، ولأنهم يفكرون بهذه الطريقة، فإن أمنياتهم أصبحت مهددة في ظل تفوق لاعبي الفرق الأخرى عليهم، بالعطاء والأداء.
ووفقاً لما سبق، فإن إدارتي الفيصلي والوحدات أصبحتا مطالبتان بمراجعة الحسابات والعمل بأمانة ومحاسبة المقصرين من اللاعبين، تقديراً لجماهيرهما العريضة ورأفة بمسيرتهما الزاخرة التي يعتز به الجميع ، فكرة القدم لا ترحم، ولا تحفظ التاريخ، ولا تفرّق بين الأسماء.
الفيصلي لم ينجح في الظفر بلقب بطولة الدرع بعد خسارته القاسية للمباراة النهائية أمام شباب الأردن "1-5"، علماً أن الوعود التي قطعت أشارت إلى أن الفريق قادم لحصد جميع الألقاب المحلية، لكنه تعثر عند أول لقب.
ولم ينجح الوحدات هو الآخر في افتتاح موسمه بلقب السوبر، حيث خسر أمام الأهلي "1-2"، ثم خرج من الدور نصف النهائي لبطولة الدرع على يد الفيصلي، فخسر أول لقبين، رغم أن الوعود كانت قبل بداية الموسم فضفاضة، الفريق قادم لحصد جميع الألقاب محلياً وخارجياً، ومع ذلك فإنه تعثر عند أول لقبين.
والحديث عن الفيصلي والوحدات بصفتهما الأكثر حصداً للألقاب، لا يقلل من شأن الفرق الأخرى التي تجتهد، بل ونجحت في وضع حد لظاهرة احتكار القطبين للألقاب، مما ساهم في توسيع رقعة المنافسة.
الحال ونقصد حال القطبين، جاء محيراً لجماهيرهما التي اعتادت أن تشاهدهما دوما فوق منصات التتويج، الفيصلي كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقب الدرع، لكن سقوطه كان مدوياً أمام شباب الأردن وبالخمسة، وهي أقسى خسارة يتعرض لها الفريق على امتداد تاريخه الكروي الطويل، والوحدات ظن نفسه بأن مباراة السوبر أمام الأهلي شبه محسومة، فدفع فاتورة استهتاره غالياً.
تلك رسائل مهمة على إدارة الناديي تأملها جيداً، فالتاريخ وحكايات المجد التليد، مضت، والتغني بإنجازات الماضي على حساب الحاضر والمستقبل حتماً لن تجدي نفعاً، فالمحافظة على المكتسبات يتطلب فكراً أعمق بالتخطيط، ورؤية أوسع، ومهام أصعب، ومسؤولية أكبر، ولا سيما أن جميع الفرق بعصر الإحتراف أصبحت تمتلك تطلعاتها وطموحاتها المشروعة والخاصة بها، وبالتالي فإن طريق الطموح بات مزدحماً بالمجتهدين والمثابرين، الكل يريد أن يصل أولاً.
كرة القدم لا تحفظ التاريخ ولا الأسماء، صحيح بأن غالبية كؤوس وميداليات البطولات المحلية تلمع في خزائن الفيصلي والوحدات، بيد أن المتغيرات في عصر الاحتراف أصبحت مؤثرة جداً.
وتلك المتغيرات بحاجة لمن يواكبها، عبر احترافية العمل والإخلاص فيه بتغليب الصالح العام، والاجتهاد المستمر والتسلح بالطموح المتجدد، وبخاصة أن المسؤولية التي تقع على عاتق الفرق التي تحظى بالجماهيرية والمجد التليد ، تكون أكبر بكثير من تلك الفرق التي افتقدت لذلك عبر سنوات مضت، وأصبحت اليوم تبحث عن مكان لها تحت الشمس في عصر الإحتراف.
الفيصلي حاله ليس على ما يرام، حتى لو حصد الموسم الحالي لقبي الدوري والكأس، لسبب بسيط يعود لافتقاده دور الصناعة الذي كان يتقنه في اكتشاف المواهب وتقديمها وهو ما كان أكثر ما يميزه على امتداد سنوات احتكاره للألقاب.
الفيصلي أضحى يعتمد في كل موسم على "الوجبات الجاهزة" من لاعبي الأندية الأخرى، والوجبات الجاهزة دائماً ما تكون أغلى ثمناً من الوجبات التي تعد داخل البيت، وبذلك استنزاف غير مبرر لأمواله وتهميش ليس بمكانه لمواهبه الناشئة.
في المقابل ، قد يكون حال الوحدات أفضل من الفيصلي بما يخص احتضانه للمواهب وصناعتها ، ففرقه الناشئة تحتكر ألقاب بطولات الفئات العمرية وبالتالي لا خوف على مستقبلة ، لكن الخوف يكون على حاضره، حيث يعاني من خلافات إدارية طاحنة لها انعكاساتها السلبية على طموحات فريق كرة القدم، وهي خلافات عادة ما تظهر بوقت مبكر من موعد انتخابات مجلس الإدارة.
كما أن ناديين كبيرين كالفيصلي والوحدات غالباً ما تكون اختياراتهما بما يخص المحترفين الأجانب الأسوأ مقارنة مع تعاقدات الفرق الأخرى، وهو عائد -على ما يبدو- للمجاملات والمصالح الشخصية التي تنخر في أكبر ناديين بالوطن.
والأغرب من كل هذا وذاك ، بأن لاعبي الفريقين أصبحوا يفتقدون لنجوميتهم الحقيقية داخل الملعب، وعطاؤهم بات يتقلص بصورة واضحة، فتجدهم وهم يلعبون للفيصلي والوحدات يخشون الإصابات، فكل تفكيرهم بات محصوراً بالإحتراف الخارجي والتواجد بصفوف المنتخب الأردني، ولأنهم يفكرون بهذه الطريقة، فإن أمنياتهم أصبحت مهددة في ظل تفوق لاعبي الفرق الأخرى عليهم، بالعطاء والأداء.
ووفقاً لما سبق، فإن إدارتي الفيصلي والوحدات أصبحتا مطالبتان بمراجعة الحسابات والعمل بأمانة ومحاسبة المقصرين من اللاعبين، تقديراً لجماهيرهما العريضة ورأفة بمسيرتهما الزاخرة التي يعتز به الجميع ، فكرة القدم لا ترحم، ولا تحفظ التاريخ، ولا تفرّق بين الأسماء.