نائب كبير المراقبين الاوروبيين لجو٢٤: لا نتدخل بالانتخابات،ودورنا معزز للديمقراطية

اجرى الحوار باسل العكور - "نحترم قوانين الدولة المضيفة ،ونسعى لأن نكون ضيوفا خفيفي ظل، ملتزمون بدورنا وقواعد السلوك المعتمدة اوروبيا و دوليا للمراقبين ،لا نتدخل بالانتخابات ودورنا تشاركي ،مع الهيئة المستقلة التي قامت بدعوتنا للرقابة على الانتخابات " بهذه العبارات استهل نائب كبير مراقبي بعثة الاتحاد الاولي للرقابة على الانتخابات النيابية الاردنية نيكولاي فولتشانوف - وهو صاحب السنوات ال ٢٦ من الخبرة في مجال المراقبة على الانتخابات - حديثه ل جو٢٤ مؤكدا ان بعثة الاتحاد الاوروبي للرقابة على الانتخابات النيابية الاردنية  هي احدى تجليات  التعاون بين الاتحاد الاوروبي والمملكة الاردنية الهاشمية ،والتي تسعى بها اوروبا لدعم الديمقراطية وحقوق الانسان ودعم انتخابات نزيهة وشفافة وشاملة في البلاد.

فولتشانوف اكد ان المراقبين الدوليين لا يتدخلون في العملية الانتخابية من بدايتها وحتى النهاية حيث قال " نحن لا نصدر اية تعليقات او ملاحظات او نتائج اثناء العملية الانتخابية وتقريرنا الاولي نصدره بعد انتهاء عملية الاقتراع ب ٤٨ ساعة ،اما تقريرنا النهائي فيصدر بعد شهرين من انتهاء العملية الانتخابية بالكامل”، مبينا ان التزام الصمت اثناء العملية الانتخابية ضروريٌ لمنع حدوث سوء فهم قد يؤثر على العملية الانتخابية”.

نائب كبير المراقبين الاوروبيين رفض تماما تقديم اي رأي انطباعي او حتى تعليق مبدئي حول سير العملية الانتخابية حتى الان ،ملتزما بشكل صارم  بقواعد السلوك التي تفرض عليه عدم اعلان موقف بعثة الاتحاد الاوروبي الا بعد انتهاء العملية الانتخابية ،مكتفيا بالقول :سنقول رأينا في الوقت المحدد لذلك ..

ورغم تحفظه الذي قابل به حماستنا والحاحنا لمعرفة بعض ملاحظات المراقبين على سير العملية الانتخابية ،الا ان ذلك كان بمثابة الدليل القاطع على مهنية وحرفية هذه الفرق التي تسعى للتصرف والتحرك وفق قواعد سلوك واطر راسخة ومستقرة لا يقبل هؤلاء المراقبون تجاوزها ..

فولتشانوف قال ان مهمة المراقبين ستنتهي في ١٠/١٣ ،وهو الموعد الذي سيغادرون به عمان ،مضيفا ان كبير المراقبين الدوليين البرلماني الاوروبي من المانيا جو لينين سيعود في شهر ١٢ ليقدم للحكومة الاردنية والهيئة المستقلة ومؤسسات المجتمع المدني والرأي العام الاردني التقرير النهائي لبعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية للعام ٢٠١٦ .

وفيما يلي ابرز المحاور التي جرى السؤال عنها في الحوار الذي اجريناه مع نائب كبير مراقبي البعثة الاوروبية لمراقبة الانتخابات النيابية الاردنية نيكولاي فولتشانوف :

المرجعات النظرية التي يعتمد عليها المراقبون في عملهم ..

فولتشانوف كان واضحا في ذكر المرجعيات النظرية التي يتصرف المراقبون وفقها ،او بالاحرى يستمدون منها قواعد سلوكهم وحركتهم وتصرفاتهم واقوالهم وردود فعلهم ،حيث قال: نحن نعتمد تماما على مدوّنة قواعد السلوك لمراقبي الانتخابات من الاتحاد الأوروبي ، واعلان مبادئ المراقبة الدولية للانتخابات الذي اعتمد في الأمم المتحدة في عام 2005 من قبل عدد من الهيئات الدولية المعنية بمراقبة الانتخابات، والخلاصة المعتمدة للمعايير الدولية للانتخابات ،الى جانب طبعا قانون الانتخاب في الدول المضيفة للمراقبين . هذه مرجعياتنا الرئيسة وتعد بالنسبة لنا نصوصا ملزمة ومرجعيات تمثل الممارسة الفضلى للرقابة على الانتخابات .

متى يبدأ المراقبون عملهم ومتى ينتهون ..

فولتشانوف في اجابته على سؤال البداية والنهاية لبعثة المراقبة ،هذه الرحلة الطويلة نسبيا ،والمهمة الصعبة والحساسة، بين ان الرقابة على الانتخابات تبدأ عندما نجيب على الدعوة من الدول التي تنوي اجراء انتخابات نيابية فيها . وهذه الدعوة تأتي في اي وقت ، وغالبا ما تصلنا قبل عامين من الانتخابات ، وقد تصلنا قبل ٥-٦ اشهر .

بعد الاجابة على الدعوة ،نقوم بزيارة مبكرة للدولة الراعية ونناقش معها شروطها وشروطنا واذا تم التوافق نقرر قبول الدعوة ،وعندها تبدأ التجهيزات والاستعدادات وتشكيل الفريق من المختصين والخبراء ..

وفور انتهائهم من ذلك، يتم ايفاد المراقبين تباعا ،للمباشرة في مهامهم.

الحالة الاردنية كما بين فولتشانوف مرت بهذه المراحل؛ فبناء على دعوة من السلطات الأردنية، قام الاتحاد الأوروبي بإرسال بعثة إلى المملكة الأردنية الهاشمية لمراقبة الانتخابات النيابية التي من المقرر إجراؤها في 20 أيلول 2016. حيث قامت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات بنشر 26 مراقبا على المدى الطويل في سائر أنحاء المملكة. حيث وصل المراقبون على المدى الطويل إلى الأردن قبل شهر واحد من يوم الاقتراع.

واضاف انه تم فعلا دعم فرق المراقبة على المدى الطويل ب ٤٠ مراقبا على المدى القصير سينضمون إليهم لمراقبة أنشطة يوم الاقتراع في مراكز الاقتراع. كما سينضم إلى فرق المراقبة على المدى الطويل وفرق المراقبة على المدى القصير مندوبون من سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك وفد من البرلمان الأوروبي، ليصل العدد الإجمالي لمراقبي بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات الى أكثر من ١٠٨ مراقبا.

واردف قائلا : يضم فريق مراقبي الاتحاد الاوروبي خبراء ومراقبين من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي يبلغ عددها 28، بالإضافة إلى مراقبين من سويسرا والنرويج. ويأتي المراقبون من خلفيات متنوعة ويتم تدريبهم على المجالات المختلفة لمراقبة الانتخابات.

 

النتائج التي تتوصل إليها البعثة

فولتشانوف كشف بان النتائج الاولية التي تتوصل إليها البعثة ستعلن في غضون 48 ساعة من يوم الاقتراع. هذا البيان، الذي يقدمه كبير المراقبين في مؤتمر صحفي يعقد في عمان، يبين التقييم الأولي لبعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات وذلك قبل الانتهاء من العملية الانتخابية، مؤكدا بان هذا التقرير عادة ما يتم اعلانه بعد انتهاء عمليات الفرز ،ولكن اذا تأخرت نتائج الفرز فان كبير البعثة ستضطر لاعلان التقرير قبل انتهاء عمليات الفرز اذا تطلب ذلك اكثر من ٤٨ ساعة .

وانهى بالقول بان التقرير النهائي الشامل، مع توصيات للانتخابات المقبلة، ستعلن في غضون شهرين من الانتهاء من العملية الانتخابية والنظر بالطعون وصدور الاحكام القضائية.

وعن التوصيات وما اذا كانت ملزمة للحكومات ،اكد فولتشانوف بان توصيات البعثة غير ملزمة ،ولكنها بنفس الوقت ضرورية لاجراء انتخابات نزيهة وشفافة ومتسقة مع المعايير الدولية ، واضاف قائلا :الاردن تبنى بعض توصيات البعثة الاوروبية السابقة التي راقبت انتخابات ٢٠١٣ ،وطبق جزئيا بعضها، ولم يطبق بعضها الاخر .